يحيى الثلايا - عمران في الفترة الأخيرة بدت قضايا الأقلية اليهودية أكثر حضورا في وسائل الإعلام وتحظى باهتمام واسع على صعيد محلي وخارجي. فمن حادثة إسلام «نينوى» وزواجها ب»هاني سران» إلى حادثة تهجير يهود «آل سالم» من صعدة وتوطينهم بالمدينة السياحية بصنعاء وإثر تهديدات أتباع الحوثي وصولا إلى مقتل ماشا يعيش، على يد طيار سابق وحتى زواج «لية» بنت سعيد اليهودي مرتين في أسبوع، الأول يهودي في المدينة السياحية بصنعاء والثاني مسلم في قبيلة أرحب المجاورة للعاصمة بعد فرارها إليها مع «عبدالرحمن الحديقي» ثم انتقالهم إلى السوق الجديد في خارف.
الطريق إلى خارف.. على بعد حوالي 150 كيلو متر شمال العاصمة صنعاء يقع «السوق الجديد» وهذا المركز الإداري لمديرية خارف التابعة لمحافظة عمران إلى الشرق من مدينة ريدة. ورغم اشتهار الأخيرة بتواجد اليهود اليمنيين فيها إلا أن الأكثر منهم في السوق الجديد وقرية «الكرسعة» بخارف. حين تكون قد وصلت إلى السوق الجديد لتسأل عن أحد أو تبدو غريبا يسألك فاعل خير!! هل تريد بيت المشعوذ؟! وهل تبحث عن سحر؟ وكأنه لا يوجد هنا إلا هؤلاء فقط وهم فعلا كثر حيث أدعياء السحر والشعوذة هنا من المسلمين واليهود على حد سواء، بل ربما المسلمين أكثر جرأة. الجمعة الماضية كان وفقا للأعراف القبلية السائدة هنا في خارف هو ثالث أيام العرس الذي يجمع الشاب عبدالرحمن الحديقي والفتاة «لية» سعيد اليهوي، ويوم الثالث يقوم فيه أهل الزوجة بزيارة العروسة إلى منزلها وأهدائها وكان ثالث «لية» بحضور قبائل من أرحب باعتبارهم أهلها الذين هربت إليهم وتولوا أمر تزويجها. كان «الثالث» أكثر سخونة من أشباهه، والحضور تجمعوا من قبائل خارف وأرحب. يقولون إنهم «أصهار» وتجمعهم «لية» وقد ارتسمت عليهم نشوة النصر فيما جاهزية القبائل بالسلاح عالية وبدا كثير من مرافق الشيخ الشاب عارف مجلي وهم يمتشقون الأسلحة غير الشخصية من البوازيك وغيرها. ورغم حضور لهجة الحديث عن إسلام الفتاة وغيرها إلا أن صوت القبيلة لم يذب إذ يتحدث عارف مجلي عن إشهار عقد الزواج والإسلام للفتاة «ه قائلا: «إنه تم بحضور أكثر من 200 غرّام». ولفظ «الغرّامة» هو لفظ قبلي بامتياز.
الهروب نحو أرحب!! في العاشرة مساءً كان عبدالرحمن الحديقي على موعد مع فتاته «لية» بعد اتصالات مسبقة بالهاتف وهو القادم من بلاده خارف إليها في صنعاء حيث زفت الفتاة قبل أسبوع واحد فقط لفتى يهودي اسمه هارون من نازحي منطقة آل سالم في صعدة والمقيم بالمدينة السياحية بصنعاء!! تمت الخطة على ما يرام وفي بوابة المدينة السياحية انتظر عبدالرحمن حسب الاتفاق لتخرج إليه «لية» رغم أضواء المدينة وحراستها التي تمنع الدخول والخروج نحو المدينة إلا بعد عرض البطائق الشخصية وفقا لما أخبرني به والد الفتاة «لية» سعيد بن سعيد حمدي!! وفيما الأمر يبدو مغامرة وحديث أهله عن «كرامات» فقد انتصرت «لية» وتخطت الأسوار وانطلق بها عبدالرحمن نحو أرحب لتبدأ مراسيم إعلان إسلام فتاه وزواجها من فتى مسلم على بعد أيام فقط من زواجها السابق والذي قيل إنها سيقت إليه مغصوبة!! عبدالرحمن الحديقي خريج ثانوية ويبلغ من العمر حوالي 20 عاما ويعمل مزارعا في أموال والده. * متى وكيف تعرفت على ليه؟ - هم ساكنين في «الكرسعة» ونحن جيران وأعرفها منذ الولادة وتعرفنا وكل شيء.. يعني حب في الإسلام. * متى طرحت عليها موضوع الزواج؟ - يمكن منذ حوالي خمس سنوات وكنا قد تحدثنا قبلها عن الإسلام. * كيف تلقى أهلك هذا الموضوع وما مدى قبولهم به؟ - موقف أهلي معي تمام. * هل كنت تتوقع حصول مشاكل في مغامرة كهذه؟ وهل كنت مستعد لتحملها؟ - كنت أتوقع تحصل مشاكل وأنا مستعد لمواجهتها. * الفتاة الآن انتقلت إلى حياة جديدة وانفصلت عن ماض كامل.. هل أنت مستعد للوفاء معها؟ - ما نزعتها إلا وأنا كفؤ لها. * قد يحصل بينكما مشاكل خصوصا أن هناك اختلاف ثقافي بينكما؟ - مابش اختلاف ثقافة ولا شيء!! * وإذا حصلت مشاكل هل ستتخلى عنها؟ وأين سيكون موقف أهلك؟ - ماشي، وأهلي سيكونون معاها!! * بالنسبة لزواجها في صنعاء كيف تم ذلك؟ - حاصروها أهلها وغصبوها بالعرس وقطبوا العرس -يعني أسرعوا في إجراءاته- وزادوا طقوم وتشديدات.
* كيف هربت معك؟ - نزعت نفسها من المدينة السياحية بعد تواصل بيننا بالتلفون وكنت في بوابة المدينة مراعي لها. * متى تم ذلك؟ - هم زوجوها يوم الثلاثاء وأنا نزعتها الثلاثاء الذي بعده وهي لم تمكنه من نفسها خلال هذه المدة وخرجت حوالي الساعة العاشرة مساءً وخرجنا نحو أرحب لدى الشيخ عارف مجلي. * هل كنتم خائفين بعد وصولكم لدى الشيخ عارف مجلي؟ - لا، كنا طبيعي. * ماذا عن اسمها؟ هل قمتم بتغييره كما تم في حالات سابقة؟ - لا، ما يزال اسمها «لية» لأنها راغبة فيه -تدخل رجل مسن قائلا: اسمها حالي ما فيه ولا عيب. * هل درست «لية» وما هو مستواها التعليمي؟ - ما درست ولا حاجة