تصدر تحسين الوضعين الأمني والاقتصادي في اليمن، والتهديد الذي تشكله القرصنة في المنطقة، والوضع في العراق أجندة قمة حوار المنامة التي انتهت فعالياتها يوم الأحد 5 ديسمبر الجاري. وشارك في قمة هذه السنة التي نظمها المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية 600 شخصية سياسية من 25 دولة تقريبا كان أبرزهم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ووزيرة خارجية الولاياتالمتحدة هيلاري كلينتون.
وتخلل أعمال القمة إقامة 100 لقاء ثنائي بين أعضاء الوفود المشاركة.
وأكد وزير الخارجية اليمنية أبو بكر القربي أن الملف الأمني اليمني احتل المرتبة الأولى في نقاشات حوار المنامة هذه السنة، مشيراً إلى أن اليمن ما يزال يواجه كبرى التحديات الاقتصادية والتنموية التي تتطلب بذل قصارى الجهود لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين مستوى معيشة المواطن اليمني.
وقال "هذه ليست المرة الأولى التي نشارك بها في هذه القمة، ولكن هذه المرة كل الأنظار متجهة نحو اليمن نظرا للأهمية البالغة التي يحظى بها موقع اليمن في خريطة أمن المنطقة. من هنا تكمن أهمية مشاركتنا في توضيح وجهة نظرنا والاستماع إلى وجهات النظر الأخرى للخروج بحلول عملية".
كذلك حاز ملف القرصنة والأمن البحري على الكثير من الاهتمام وتمت مناقشته في كل جلسات القمة، بحسب تقارير صحافية.
وأكد وزير الخارجية الاسترالية الدكتور كيفين رود في مؤتمر صحافي عقد على هامش القمة التزام بلاده بتأمين الملاحة البحرية في المنطقة.
وقال "القرصنة تمثل تحدياً لجميع الدول وبشكل خاص لهذه المنطقة. ومن مصلحة جميع الدول الحفاظ على خطوط الملاحة البحرية والاتصالات مفتوحة – وهذا يشمل أستراليا أيضاً".
وفيما يخص الشأن العراقي، قال سفير البحرين في العراق صلاح المالكي إن "حوار المنامة شكل فرصة جيدة للوفد العراقي المشارك برئاسة رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي لطرح الأفكار العراقية في كيفية تفعيل دور دول المنطقة بتعزيز أمن العراق التي تعتبر القضية الأكثر حساسية على الساحة العراقية".
وأكد المالكي على أهمية تشكيل حكومة عراقية في المستقبل المنظور حتى يتعزز الدور العراقي في التعاون الأمني مع دول المنطقة.
كما اتفق السفير المالكي مع ما ذهب إليه القربي في أن اليمن طغى على أروقة القمة البحرينية نظرا لحساسية ملفه الأمني في الوقت الراهن.
وقال "أمر بديهي أن تركز مناقشات القمة على اليمن خاصة وأنه يشترك مع الكثير من الدول بحدود برية وبحرية، ومن الواجب علينا الوقوف معه ودعم جهوده الرامية في مكافحة الإرهاب وتنمية اقتصاده".
وبدوره، دعا الأمير تركي الفيصل الرئيس الأسبق لأجهزة الاستخبارات السعودية إلى خلق مركز إقليمي يمكّن الدول من تبادل المعلومات وتضافر جهودها في مكافحة القاعدة.
وأكد "أن الارهاب يهدد الجميع ومواجهته تتطلب عملا دوليا"، مضيفا "لا ينبغي وجود أي عوائق تحول دون تبادل المعلومات بين البلدان" حول القاعدة.
من جهته، قال النائب في البرلمان البحريني د.جاسم حسين إن قمة حوار المنامة "كانت ناجحة بامتياز إذ استطاعت الجمع بين الأطراف ذات العلاقة بالتحديات التي تواجهها المنطقة".
هذا وأكد وزير الخارجية الأردنية ناصر جودة "حاجة شعوب الشرق الأوسط وامتداداته المختلفة في الخليج وشمال إفريقيا إلى تعزيز عوامل الأمن والاستقرار حتى يتمكن الجميع من العيش بأمان وخلق فرص عمل للشباب الواعد".
وبيّن جودة أن "نشر السلام سيكون أساس الأمن والاستقرار في المنطقة، ما سيجعل دول وحكومات الشرق الأوسط قادرة على رعاية الطاقات الإبداعية للشباب والموجودة بكثرة، ودعمهم كشريحة تشكل الغالبية العظمى في مجتمعات المنطقة".