يتعرض كثير من المتسللين اليمنيين إلى الأراضي السعودية، لكثير من الحوادث على الحدود مع المملكة من قبل حرس الحدود، أو من يسمون بالمجاهدين، قد تصل إلى حد القتل. الشاب عبدالله محمد يوسفي من أبناء مدينة الحديدة (22سنة) أصيب بطلق ناري على حدود اليمن مع السعودية من قبل حرس الحدود السعودي اخترق أعلى الرقبة وأدى إلى تهشم عظمة الفك .
يروي عبدالله تفاصيل ما حدث له ل "المصدر أونلاين" بعد أن قرر برفقة أخيه العبور إلى الأراضي السعودية، يقول "وصلنا أنا وأخي إلى منطقة «المبخرة» اليمنية في محاولة للعبور إلى الأراضي السعودية، أي كنا مازلنا على الأراضي اليمنية لم نعبر بعد وبالتحديد فوق ما يسمى «الزبير» وهي هضبة مرتفعة وتعتبر الفاصل بين الحدود اليمنية والسعودية، وعبورها يعني الدخول إلى الأراضي السعودية، وأثناء وقوفنا على الزبير كان حرس الحدود السعودي في تلك الأثناء مقابلين لنا على الجانب السعودي، فلما لاحظونا قاموا بإطلاق النار مباشرة صوبنا لمنعنا من العبور، وأصبت برصاصة بشكل مباشر اخترقت أعلى رقبتي فسقطت مغشياً علي، وكان أخي بجانبي حينها، وبدأت أنزف بشكل كبير، فقام أخي بحملي، وعبر الحدود باتجاه حرس الحدود الذين أطلقوا النار علي، خوفاً من أن يعود بي إلى القرى اليمنية محمولاً على أكتافه في ظل ذلك النزيف".
قام بعدها حرس الحدود بإسعاف عبدالله بسيارتهم إلى مستشفى بحرة بمدينة جيزان، وأدخلوه العناية مكبلاُ بقيود في ساقيه، وتركوه في المستشفى وهو في حالة إغماء، بعد أن قاموا بترحيل شقيقه عقب الحادث مباشرة، وبقي عبدالله بداخل المستشفى دون مرافق لمدة شهر والقيود في ساقه طيلة فترة وجوده بالمستشفى.
ويضيف عبدالله أنه خلال وجوده بالمستشفى تم إخراج الرصاصة من فكه، وقاموا بخياط الجرح، وبعد مرور شهر جاء جنود من حرس الحدود وقاموا بنقلي وأنا بقيدي إلى سجن الطوال، وكنت لا أزال أعاني من آلام في منطقة الفك والرقبة، وبقيت 12 يوماً بداخل سجن الطول ولم يتم ترحيلي، لأني رفضت ان أتنازل عن القضية بعد أن طلبوا مني التنازل، وبعد أن يأسوا من إصراري هددوا بتلبيسي قضية تهريب عبر الحدود إن لم أقم بالتنازل.
حينها وافق عبدالله على تقديم تنازل عن ما حدث له كرهاً وإرغاماً، وقاموا بنقله إلى قاضٍ في منطقة جازان ليوقع على التنازل والمقيد لدى القاضي باسمه، خوفاً من أن تتطور معاناة مرضه لسجن في قضية سيتم تلفقيها له، وقاموا بعدها بترحيله لليمن.
عبدالله، وبعد أيام من وصوله محافظة الحديدة، بدأ يشعر بازدياد الألم في رقبته، وأسفل فكه وبدأ وجهه بالانتفاخ، فقررت أسرته عرضه على الطبيب ليكتشف أن هناك كسراً في فكه بسبب الرصاصة، ويحتاج لعملية جراحية عاجلة في فمه، التي كان من المفروض إجراؤها في حينها، حسب التقارير الطبية.
وناشد عبدالله الجهات المختصة في اليمن والمنظمات الحقوقية بالالتفات إلى قضيته، ومطالبة الجهات المعنية في السعودية بفتح تحقيق في ما حدث له، وتعويضه عما تعرض له من ضرر نفسي وجسدي، وإجراء العملية اللازمة له، كما أن حرس الحدود قاموا بمصادرة بطاقته الشخصية وأوراق هويته عقب الحادث، ولم يستطع استرجاعها بعد خروجه من المستشفى، وقاموا بترحيله دون أي أوراق ثبوت.