"الوطن هو المكان الذي تشعر فيه بالعزة والكرامة والأوطان التي لا تقدم لمواطنيها الاحترام ليست أوطانا " محمد احمد السويدي-مثقف إماراتي.
لا اعتقد أن حب الوطن الآن يمثًل شيئا مهما في حياة المطحونين ..والحب ..كل الحب تحول إلى نوع من الجفاء ..ان لم نقل أنهم (كفروا) به !! لم يعد الوطن يغري احد في البقاء فيه والتغني بحضارته وأمجاده وحكمته..
الوطن تحول إلى كابوس مزعج يقض مضاجع الغلابى والبسطاء ..ولا تستطيع لجان التوعية المنتشرة هنا وهناك أن تحلق بشراعي الحب تجاهه وتنثر وروده على نفوس مكلومة ..لان الحب له مبادئ وأساسيات وقواعد متبادلة بين طرفي المعادلة ..فكيف لطرف يحب ويتضور جوعا في سبيل حبه وإخلاصه والطرف الآخر يطعن ويقتل ولا يرحم ..والمصيبة إن الضحايا هم ملايين المعدمين ..اما المنتفعون بخيرات الوطن فهناك وئام وزواج كاثوليكي عقده موجود في البنوك السويسرية ..
لم يعد يغري احد أن يرفع العلم ويلوح به تفاخرا وكبرياء كما كان سابقا (بالروح بالدم نفديك يا يمن) هناك جراح عميقة وغائرة اخترقت الأجساد وأحرقتها نيران الشقاء والبؤس والمعاناة !!
لا تستطيع الشعارات الكاذبة أن تولد الحب في نفوس مقهورة لفحها الجوع والعطش والفاقة ..ولو عملوا أطول رقعة علم في العالم كتسابق شكلي للدخول لموسوعة جينيس للأرقام القياسية وتناسوا أنهم ادخلوا الشعب المسكين في الموسوعة من أزمان كأفقر شعب وأصبره على مُر الحكومات المتعاقبة وعلقمها ..
الوطن قتله المخربون ..الفاسدون ..مصاصو دماء الأبرياء ..ولانه مسكين لم يستطع مجابهتهم ..وانتقم من المساكين وراح يقتلهم دون ضراوة بعدة طرق ووفق سيناريو مرسوم من الجبابرة كإعلان الحروب والجرعات القاتلة وتدهور العملة بشكل غير مسبوق ..مرورا بالتربية المبحوث عنها في أسواق القات ..والتعليم الذي ضيعوه في زحمة العصيد والسلتة والكهرباء اجبرت الغلابى على العودة لزمن الفوانيس.. أما الحالة المعيشية فتسال عنها أكوام القمامة ..والصحة العليلة تبحث عن الصحة ..حتى الرياضة أفسدوها (عفنووووووووها ) .
ماذا تبقى يا وطن لكي نحبك ..لقد جعلونا بلا هوية ..آسف يا وطن..انت عزيز ولكن الحق اعز ؟ !!