لاتزال اليمن عذراء كالسيدة مريم عليها السلام، كلما دخل عليها مسؤول وجد عندها رزقاً وفيراً وقال بأبوه «هممم»! المؤتمر الشعبي الحاكم ما شاء الله عليه يبدو كحزب عابر للشوالات. شوالة تجعل منه نصيرًا للحوار، وأخرى تجعله يزبط أبو الحوار من شِق؛ وشوالة تجعله يصوت حتى للشيطان نفسه، وشوالة تلهم أغلبيته الساحقة في البرلمان، قبل نهاية السنة بأسبوع واحد – فقط - تقر اعتماد أكثر من 1.5 مليار دولار أمريكي كموازنة إضافية للعام 2010 !
طيب حق إيش هذا «النفر اللحقة» والسنة قد هي منتهية أصلاً ؟ والله ما لهم علم، المهم يصوتوا حتى لصالح الشيطان نفسه، وخلي الشعب يرقص«جُرَع».
وأما نجوم أحزاب اللقاء المشترك المعارض «بارك الله لهم وبارك عليهم وجمعهم على خير» فإن مجرد النظر إلى وجوه غالبيتهم يشعر المرء بأنه لم يزل يعيش في الزمن الغابر، بيد أن كلا الفريقين في السلطة والمعارضة في واقع الحال ليس أكثر من حشد من الرهبان الُمعتقين والمطوبرين في مراسيم تشييع جنازة، وحده الرئيس «صالح» محكماً قبضته عليها، والمعارضة تتزاحم خلفه وتشغله «سَلّم الأجر يافندم»! وبين الفريقين شعب بائس وجنرال ذكي يدير الحياة بالشوالات وبالجمالات لا بالقوانين!.
في حرب صيف 94م اللئيمة مثلاً تجمل الرئيس صالح من حزب التجمع اليمني للإصلاح، وكذا من المشائخ المبندقين الذين فضوا لنظامه بكارة «عدن» فمنحهم ما لم يكونوا يحلمون به من قبل ورفعهم – جميعاً- مكاناً علياً.
هذه المرة بالتأكيد سيتجمل الرئيس كثيراً من أولئك الذين بادروا لطرح فكرة تحنيطه رئيسًا مدى الحياة ، وسينالهم سخاء المكرمات تباعاً.
شخصياً أريد لفخامته أن يتجمل مني – ولو مرة واحدة – وأقترح الآن أن يقوم المؤتمر الشعبي الحاكم بإعلان الرئيس صالح «محمية طبيعية» ويهجعونا الشُغلة.
المشكلة أن كل أولئك الذين جعثوا حياة اليمنيين طيلة 3عقود ونيف وأحالوا البلد إلى ما يشبه دار العجزة والمسنين، مازالوا هم أنفسهم الذين ينعقون باسم بناء اليمن الحديث! ياربي ماهذا البلاء؟!
لا أحد ينكر جهود الرئيس صالح ومثابرته. لقد أعطى كل ما عنده، ولم يعد بوسعه أن يقدم للبلد شيئاً أكثر من مواصلة الصراع. البلد بصراحة لم تعد بحاجة إلى مزيد من الخصوم، ولا إلى المزيد من المماحكات السياسية المقرفة، بل تحتاج إلى السلام وإلى قيادات شابة وجديدة تنط من فوق كل أحقاد السياسة وتتفرغ جيدًا لقضايا التنمية، لكن الواضح أن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لا يريد أن يحتفظ لنفسه بتاريخ مشرف كما ينبغي له أن يكون.
واستغرب كيف لرجل مثله يوصف بالحنكة والذكاء أن يقبل على نفسه العيش محنطاً كما الفرعون.
رسالة إلى «توفيق عبدالرحيم» «أنا المعسر قائد سيف عثمان «المرعيتي» قضيت في السجن 11 عاماً، ونجوت بأعجوبة من حكم الإعدام بعد أن أخرجوني للساحة الأسبوع الماضي لأودع لحظاتي الأخيرة، وشاء الله أن يتنازل أحد الورثة لإعتاق رقبتي من الموت، وما تبقى لي هو دفع مبلغ 6 ملايين ريال لبقية الورثة، لكن حالتي المعيشية والفقر حالا بيني وبين خروجي لأرى أطفالي الخمسة، الذين يصارعون الجوع وهم في أتعس حال. كما أنني حاصل على شهادة حسن سيرة وسلوك من إدارة السجن المركزي.
أناشد رجل البر والإحسان توفيق عبدالرحيم مطهر، وكل قلب رحيم، الوقوف إلى جانبي لإخراجي من محنتي هذه لأبدأ حياة جديدة بعد أن كتب لي الله عمراً جديداً».