أعلنت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني اعتزامها عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل خلال فترة أقصاها النصف الثاني من شهر مارس المقبل. وقال رئيس اللجنة محمد سالم باسندوة في مؤتمر صحفي عقد اليوم السبت، إن اختيار شهر مارس جاء بعد دراسة دقيقة، ورغبة في الإعداد الجيد للمؤتمر، واستكمال الاتصالات مع القوى الأخرى التي سُتدعى للحوار الوطني، لضمان مشاركة واسعة في المؤتمر.
وأضاف "نحن لا نريد في اللجنة التحضيرية الانفراد باتخاذ قرار إجراء المؤتمر، ولكن نريد مشاركة الآخرين في ذلك"، مشيراً إلى أن موقف القوى السياسية من الانتخابات سيكون أحد الدوافع للمشاركة في مؤتمر الحوار الشامل.
أما النائب صخر الوجيه فقال إن اللجنة التحضيرية تعوّل في التغيير على الشعب، لأنه "صاحب المصلحة الحقيقية في التغيير".
ونفى باسندوة أي تواصل بين الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك المعارضة، وقال إن فريقاً شكله الرئيس صالح للحوار أرسل رسالة إلى المشترك، والأخير رد عليها، وقد نشرت كلتا الرسالتين في وسائل الإعلام.
برنامج "للهبة الشعبية" وانتقد سخرية البعض من دعوة المشترك "لهبة شعبية" واصفاً إياهم ب"المأجورين"، وقال: "لدينا برنامج يتضمن كل الفعاليات التي ننوي القيام بها، وهذه الفعاليات تحتاج إلى إعداد وستسبق الحملة الانتخابية، رغم أن السلطة دشنتها قبل موعدها الدستوري".
أما النائب عيدروس النقيب الأمين العام المساعد للجنة فأوضح أن المقصود بالهبة الشعبية هو دعوة المواطنين لممارسة حقهم بالطرق السلمية، محذراً السلطة من "الاعتداء" على الفعاليات التي تعتزم المعارضة تنظيمها.
وبشأن الانتخابات النيابية المقبلة المقرر عقدها في أبريل 2011، قال باسندوة ان سير حزب المؤتمر الحاكم في الإعداد للانتخابات بشكل منفرد "سيكلفه كثيراً"، مجدداً رفضه لإجراءات المؤتمر في الإعداد للانتخابات، وتقديم تعديلات دستورية إلى مجلس النواب.
وقدم نواب في المؤتمر الشعبي الحاكم قبل أسبوع مشروعاً إلى البرلمان لتعديل عدد من مواد الدستور، أبرزها يقضي بإلغاء تحديد الرئاسة بولايتين وألحق بهذا التعديل تعديلات أخرى تتصل بالحكم المحلي ومنح المرأة 44 مقعداً في البرلمان ونظام برلماني من غرفتين.
الوجيه: الرئيس انقلب على الاتفاق من جهته اعتبر صخر الوجيه التعديلات الدستورية "غير شرعية"، لأنها تأتي "انقلاباً على مضامين الوحدة والديمقراطية والثورة، ومن طرف واحد، وخارج إطار التوافق السياسي الذي تم من خلاله التمديد لمجلس النواب لسنتين".
وقال الوجيه، وهو الأمين العام المساعد للجنة التحضيرية للحوار الوطني، إن التعديلات الدستورية تكرس لحكم الفرد الذي "سيتسلط على جميع أفراد الشعب".
وهاجم الوجيه الحزب الحاكم ورئيسه علي عبدالله صالح، وقال إن المؤتمر "أداة بيد الحاكم (الرئيس) مثل أدوات الجيش والإعلام والقاعدة".
واتهم الوجيه الرئيس صالح بالانقلاب على الاتفاقات مع المعارضة، وقال إن "من أرسلهم للحوار مع المشترك توصلوا إلى اتفاق، لكن الحاكم ذاته انقلب عليه (الاتفاق)".
وجدد رفضه للتعديلات الدستورية، وقال إن "خلع العداد يساوي فك الارتباط"، مضيفاً "الحاكم يريد أن يؤبد لكل ما هو قبيح.. ثروات اليمن أصبحت أسيرة بيد الحاكم وأسرته".
باسندوة: التأبيد موضة قديمة أما باسندوة، وهو وزير خارجية سابق، فاعتبر "التأبيد"، "موضة قديمة"، وقال إن أول من بدأها في المنطقة العربية هو الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة، وتابع "هذه الموضة لم تعد مقبولة".
واعتبر باسندوة أن الأزمة التي تمر بها اليمن حالياً "أخطر أزمة منذ 60 عاماً"، داعياً الجميع إلى "المساهمة في إنقاذ الوطن قبل أن يسقط في المجهول، وإلا سنصبح أشد من الصومال".
وكان باسندوة قد تلا بيان الاجتماع الدوري الذي عقدته اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، والذي عبر عن رفضه الكامل للتعديلات الدستورية المقدمة إلى مجلس النواب، معتبراً إياها ""خيانة لدماء شهداء الثورة اليمنية وانقلابا مكشوفا على قيم ومقاصد وغايات الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية".
واعتبرت اللجنة التحضيرية إجراءات التحضير للانتخابية النيابية المقبلة "مجرد تمثيليةٍ مفضوحةٍ مرفوضةٍ في مجرياتها ونتائجها، ومصادرةٍ تعسفية للحقوق السياسية والانتخابية لأبناء اليمن".
ودعت اللجنة التحضيرية كافة القوى المنضوية في إطارها إلى تصعيد الاحتجاجات الشعبية في مختلف المحافظات، وبناء حركة شعبية وطنية واسعة في مجابهة السياسات والتوجهات التي تعتمدها السلطة والعمل من أجل إفشال تمثيليتها الانتخابية "غير الشرعية"، وتهيئة أوضاع البلد بصورة عامة لإحداث التغيير السلمي المعول عليه في إخراج البلد من "الأزمات المنهكة لقواه". حسب تعبيره.
كما دعت المواطنين اليمنيين إلى تهيئة أنفسهم لتحمل تبعات نضالهم السلمي، وتقديم ما يحتاجه الوطن من تضحيات، وحذرت السلطة من أية تصرفات تستهدف منع المواطنين من ممارسة حقوقهم الدستورية في "رفض ومقاومة مسارها الخاطئ وسياستها المضرة بأمن الوطن واستقراره".