اتهم وزير الخارجية اليمني الدكتور ابو بكر القربي الاعلام الخارجي بإثارة فكرة تقسيم اليمن. وأضاف القربي في ندوة إلكترونية نظمها مركز الدراسات العربي الأوروبي ومقره باريس حول تقسيم اليمن "جرت العادة لدى المحللين السياسيين ومراكز الدراسات في الخارج أن تثير الكثير من التحاليل بأن مخططات كثيرة تريد تقسيم خارطة الوطن العربي . لكن هل هذه المخططات تنجح و هل يعني أنها تنفذ امام الصمود الشعبي أولا. وقال "إن الوحدة اليمنية قوية وإرادة الشعب هي التي تقرر مصير اليمن ولا اتصور اطلاقا أن ينجح أي مخطط لتقسيم اليمن".
وحول الإجابة على سؤالين طرحهما مركز الدراسات العربي الأوروبي هما: هل هناك من يخطط لإعادة تقسيم اليمن، وما الهدف؟ دعا محمد الجديعي وهو باحث سعودي في الشؤون الاستراتيجية العقلاء في اليمن إلى احتواء الأزمة التي تكاد تعصف بالبلاد. واعتبر وجود قوى قبلية كبيرة في أي دولة أمراً خطيراً ومزعزعاً للأمن ، خاصة إذا وجدت أخطاء في إدارة الشئون الداخلية وتفشي الظلم وانعدام الشفافية في استخدام موارد الدولة . وأشار الجديعي إلى التدخلات الأجنبية في اليمن من خلال دعم إيران للحوثيين، ووجود بعض عناصر القاعدة والتي جعلت اليمن مسرحاً للصراع بين هذه القوى الأجنبية.
من جانبها قالت فاطمة البحراني - إعلامية وأستاذة جامعية عراقية- إن أي تقسيم في أي بلد يقوم على عاملين الأول داخلي ويحدث جراء تمييز حكومي أو طبقي ، والثاني خارجي بفعل قوى خارجية "استكبارية".
ولم يستبعد محمد القايدي أستاذ علم أحياء وناشط سياسي وحقوقي تونسي، تدخل أيادي داخلية وخارجية تريد إفشال "المشروع الوحدوي الذي علقت عليه الجماهير العربية آمالاً كبيرة" حسبما قال ، وزرع بذور الفتنة والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد ، معتبراً الوحدة اليمنية تجربة فريدة من نوعها. وانتقد الدعوات الانفصالية التي يطلقها "زعماء الحراك الجنوبي" بالرغم ما أسماه بكبر الأخطاء وكثرة المظالم التي ارتكبت بحق أبناء الجنوب. وأوضح القايدي أن حل المشاكل العالقة يأتي بالحوار الجاد والصريح وليس بالعنف المتبادل، داعياً إلى تقاسم الثروة وإطلاق حرية الصحافة.
من جانبه انتقد الكاتب والباحث الفلسطيني أحمد المزعنن تأسيس البعض لخلق وضع سياسي يستند إلى حقائق اجتماعية موضوعية يصعب تجاوز اعتباراتها واستحقاقاتها، مستدلاً على ذلك بنداء علي سالم البيض إلى اعتبار اليمن الجنوبي منطقة منكوبة. وقال إن السبب الرئيسي للأزمة اليمنية الحالية يكمن في النفط أولاً وثانيًا وثالثًا ورابعًا والنفط أخيرًا ، وتساءل "هل أوضاعنا مع الفقر أفضل من أوضاعنا مع احتمالات الغنى القادم مع ثورة النفط والغاز المتفجر في شرق اليمن وجنوبه ومشاريع استثمار الثروات الطبيعية؟
واتفق المزعنن مع سابقه "القايدي" في تدخل أيادٍ داخلية وخارجية، لكنه اعتبر الأيادي الداخلية أخطر من الخارجية كون الحوثيين يسعون لإعادة الإمامة صراحة.