- تعلمنا من الثورة التونسية أبجديات الثورة، فيما علمتنا الثورة المصرية -ولا تزال- التفاصيل اليومية لإدارة الثورات والتعامل معها بعزم، بعيدا عن حكمة الحكماء وكواليس السياسة والزعامات (الثورجية) التي تركب أي موجة. هذه المرة الشعب هو القائد والثورة هي التي تضفي الشرعية على أي قرار، لقد سقط النظام ومعه سقطت الأحزاب المعارضة والزعامات التاريخية، حتى جماعة الإخوان المسلمين فزاعة النظام سقطت، سقط المسلم والمسيحي ولم يتبقَّ من كل ذلك إلا الشعب كلٌ يشبه بعضه، الكبار والصغار، الشباب والعجائز، الدكاترة والحرفيين، آتون الثورة المشتعل صهر الجميع في بوتقة واحده ليظهر لنا ولأول مرة الشعب المصري الحقيقي وجهاً واحداً ويداً واحدة. لقد استيقظ هذا العملاق الذي كان نائما، وخرجت عنقاء الحرية من نارها قوية نضرة. من يعيد المارد إلى القمقم؟ كم هذا محال، فعدوى الثورة كما انتقلت من شعب إلى شعب، تنتقل اليوم من شخص إلى آخر لنثور حتى على أنفسنا ونخرج من قمقم الخوف والوجل، إنه شذى الثورة أشتمّه في كل مكان مُقبل من كل اتجاه . أما ذلك الوعي الثوري الذي اتسم به الشعب المصري فتجلى في الدفاع عن قطاف الثورة. لقد تعلمت الشعوب من الثورات السابقة والتي آل قطافها إلى حفنة من المتسلقين والفاسدين ليتحكموا في مصير الشعوب عقوداً وعقوداً., اليوم على الشعوب أن تجني قطاف الثورات حرية وعدالة وديمقراطية وتنمية ورخاء, ولت عهود الاستسلام والتنازلات وتسليم الذقون ليد تسيطر على كل المقدرات والخيرات وتسرق وتنهب لتعمر لندن وسويسرا! اليوم على كل سماسرة العرب أن يسلموا أرقام حساباتهم السرية للجنة الشعب وعلى محكمة الشعب أن توقع القصاص، فالعين بالعين والسن بالسن فما بالكم بمن انتحر واحترق أوقتِل ودُمِر بسبب مجرمي حرب استمروا في إفقار الشعوب التي أغنتهم, وحاولوا قتلها فيما هي أحيتهم !! ختاما.. ثورة تملأ قلب العالم كله بالنور، آن لها أن تتوج رؤوس كل المظلومين وترفع هامات الشعوب الجبارة بالحرية والكرامة.