أعلن الرئيس المصري حسني مبارك اليوم الخميس عن تفويضه لنائبه عمر سليمان بسلطاته كرئيس للجمهورية وبما يسمح به الدستور. وعلى الفور ضج ميدان التحرير، الذي احتشد فيه مئات الآلاف المحتجين، بالصراخ الرافض لما أعلنه مبارك. وقال مبارك مخاطباً شباب مصر "استجابتي لصوتكم ورسالتكم هو التزام لا رجعة فيه". وأكد في خطابه الذي ألقاه مساء الخميس عدم استجابته لأي ضغوط خارجية للتنحي عن الرئاسة قائلاً "لن استمع إلى أي املاءات أجنبية من الخارج مهما كان مصدرها". وأعلن مبارك في خطابه الثالث منذ اندلاع ثورة الشباب المصرية أنه تقدم اليوم بتعديل ست مواد دستورية هي 76 و77 و88 و93 و189، وكذلك إلغاء المادة 179، التي تمهد الطريق لوقف العمل بقانون الطوارئ فور التوصل إلى الاستقرار.
وكان قد سبق كلمة مبارك، توقعات بأنه سيتنحى دون وضوح لذلك. لكن وعلى عكس ذلك، كشف الرئيس المصري أنه لن ينتح عن السلطة وسيظل رئيساً حتى سبتمبر المقبل حيث تنتهي فترة الرئاسية الحالية. وكان مبارك قد بدأ كلمته بالحديث عن "الشهداء" الذين سقطوا خلال الأحداث الماضية، مشيراً إلى أنه سيحاسب المسؤولين عن المتسببين بها، وقال إن "دماء الشهداء لن تضيع هدراً وسأحاسب الذين أجرموا في حق شبابنا وفقا للقانون من عقوبات رادعة وأقول للعائلات أنني تألمت كل الألم مثلما تألمتم." وقال أيضاً إنه مستعد للاستماع للشباب، مضيفاً "لكن الحرج والعيب أن أستمع لإملاءات أجنبية أيا كان مصدرها أو مبرراتها." وكرر مبارك بعدم ترشيح نفسه لولاية ثانية، لكنه أضاف أنه متمسك "بالمضي في النهوض بمسؤوليتي في حماية الدستور حتى يتم تسليم السلطة لمن يختاره الناخبون في انتخابات حرة ونزيهة." وأوضح مبارك "بدأنا حوارا وطنيا بناء يضم كافة القوى السياسية والحوار أسفر عن توافق مبدئي في المواقف ويتعين مواصلته للوصول إلى خريطة طريق واضحة بجدول زمني" وأضاف "أصدرت تعليماتي بسرعة للانتهاء من التحقيقات في أحداث الأسبوع الماضي واتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة".