يواصل "المصدر أونلاين" ترجمة ونشر أربع وثائق جديدة خاصة باليمن عن موقع ويكيليكس التي سربها عن الإدارة الأمريكية. هذه الوثيقة تحدثت عن طلب الرئيس اليمني زيارة واشنطن لمباركة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش على فوزه بانتخابات 2004. وتضمن الطلب مناقشة عدة قضايا على رأسها مكافحة مكافحة الإرهاب، ومطالب الرئيس الخاصة بالمساعدات وقطع غيار حربية، وطلبه أن تكون سفرياته إلى واشنطن بشكل سنوي.
وحث السفير الأمريكي الرئيس على ضرورة التخلص من الأسلحة الخفيفة المنتشرة باليمن. كما تطرق النقاش إلى اعتراض واشنطن لإطلاق اليمن عدد 28 معتقل ينتمون للقاعدة، ورفض اليمن لطلب سعودي بتلسيمها أحد تجار السلاح المهمين. التصنيف: السفير توماس سي كراجسكي للأسباب 1-4، بي ودي خلاصة: دعا الرئيس اليمني السفير الأمريكي إلى اجتماع في السادس من ديسمبر عام 2004م ليطلب نقل رغبته الشديدة في زيارة واشنطن ليهنئ الرئيس بوش بصفة شخصية على إعادة انتخابه رئيساً للولايات المتحدة لفترة رئاسية جديدة ومقابلة المسؤولين الكبار المعينين حديثاً. وفيما نوه الرئيس صالح إلى التطورات الجديدة ذات الأهمية في المنطقة "والتي لا يمكن مناقشتها إلا باللقاء المباشر وجهاً لوجه" قال الرئيس صالح إنه ينوي، أيضاً، تعزيز التعاون بين الحكومة اليمنية ونظيرتها الأمريكية في عمليات مكافحة الإرهاب، وتطرق صالح إلى المساعدات العسكرية التي تقدمها الحكومة الأمريكية، وقضية الاتجار بالأسلحة في اليمن، ومسألة الإفراج الوشيك عن المعتقلين الأمنيين.
الرئيس صالح: يجب أن أقابل الرئيس بوش وجهاً لوجه 2- أكد الرئيس صالح رغبته في أن يكون ضمن القادة الأوائل الذين يهنئون الرئيس بوش على إعادة انتخابه، وقال إنه في حاجة لمقابلة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس وعدد من المسؤولين الكبار المعينين حديثاً لمناقشة التطورات الإقليمية الجديدة التي لا يمكن مناقشتها إلا "وجهاً لوجه". وعد السفير الأمريكي بتوصيل رسالة الرئيس صالح إلى البيت الأبيض مبدياً تحذيره في الوقت نفسه من عدم إمكانية الزيارة قبل تولي الرئيس بوش رئاسة الدولة بصفة رسمية وبعد أن يتم شغر جميع المناصب الوزارية الجديدة واعتمادها. حينها فقط سيصبح بمقدوره مناقشة زيارة الرئيس صالح إلى واشنطن. 3- من الصحيح القول إن الرئيس صالح أخذ يسرد قائمة من المتطلبات التي يعتقد أن الولاياتالمتحدة تدين له بها فقد سأل: "أين المبلغ المخصص للجيش وأين قطع غيار طائرات (F5) الخاصة بي؟" ومن جانبه وعد السفير الأمريكي بمتابعة هذه المتطلبات. ملحوظة: تفيد منظمة التجارة العالمية أنها تواجه صعوبات في الدفع بوزارة الدفاع لاستكمال إجراءات الأوراق الضرورية الخاصة بالمعدات وقطع الغيار لكي تتمكن من إيداع المبلغ وهو 17 مليون في حساب اليمن الخاص بالتمويل العسكري الخارجي. نهاية الملحوظة.
السيطرة على تجارة الأسلحة 4- في الوقت الذي أشار فيه السفير إلى أن أي لقاءات تجمع الرئيس صالح بمسؤولين في الحكومة الأمريكية سوف يتم التطرق فيها سريعاً إلى موضوع أسواق الأسلحة السوداء المنتشرة بكثرة في اليمن وأخبر صالح أن اليمن في بحاجة ماسة إلى السيطرة على التدفق الكبير للأسلحة داخل اليمن، وأضاف أن الحكومة الأمريكية قلقة جداً حيال هذا الأمر وأنها على استعداد لمساعدة الحكومة اليمنية في احتواء هذه الأزمة. رد صالح بتعجب "سوف أقوم بذلك"، مؤكداً أنه منذ فترة سابقة "يوجه بتنفيذ حملات" ضد أسواق الأسلحة. وأشاد الرئيس إلى برنامج تدمير نظم الدفاع الجوي الذي اتخذته الحكومة بقوله إنه قد اتخذ القرار الصعب والصائب برغم اعتراضات وزارة الدفاع، بأن يشمل هذا القرار جميع أنظمة الدفاع الجوي التي استعادتها الحكومة اليمنية بما في ذلك تلك الأنظمة التي أرادت وزارة الدفاع الاحتفاظ بها في مستودعاتها الخاصة.
الأشخاص المفرج عنهم في رمضان: "نحن بانتظاركم" 5- أشار الرئيس صالح إلى قضية ال28 شخصاً المعتقلين أمنياً، الذين من المفترض الإفراج عنهم في العفو العام الذي أصدره الرئيس في شهر رمضان، والذين وافقت الحكومة اليمنية على التحفظ عليهم بناء على اعتراضات أمريكية. قال صالح للسفير إن الثمانية وعشرين شخصاً اعتقلوا بموجب تهمة الانتماء للقاعدة، بعد أن عادوا لليمن من المملكة العربية السعودية وأفغانستان ولكن بعد التحقيقات لم يكن هناك أي دليل يثبت ضلوعهم في أعمال إرهابية وقال صالح: "نحن بانتظار المعلومات منكم". ورد عليه السفير أن الحكومة الأمريكية قد قدمت جميع المعلومات المتوافرة لديها في ذلك الوقت. وأضاف السفير "المشكلة تكمن في رفض الحكومة اليمنية مرات عديدة أن تعطينا الدليل الذي من خلاله توصلت إلى أنه ينبغي الإفراج عن هؤلاء ال28 شخصاً". وأكد السفير أنه لا بد من وجود ملفات للقضية أو نسخ من المقابلات التي أجريت معهم وملاحظات عند التحقيقات ومع هذا فالحكومة اليمنية تستمر بقولها إنه لا توجد لديها معلومات حول هؤلاء المشتبه بهم. هادي دلقم "السعوديون يريدونه بشدة" 6- أصر الرئيس صالح على قوله إن هادي دلقم مجرد "تاجر سلاح بسيط". وقال إن السعوديين يريدونه "يريدونه بشدة" وسأل صالح: ماذا تتوقعون منا؟ "إذا اعتقلنا جميع تجار الأسلحة الموجودين في البلد فسيكون عددهم بالمئات داخل السجون". ورد عليه السفير بالقول إن الحكومة الأمريكية توافق السعوديين الرأي، مضيفاً أن عمليات التواصل بين دلقم وأعضاء القاعدة مكثفة بشكل كبير تنفي أن يكون دلقم مجرد تاجر سلاح كغيره من التجار. وفي هذا السياق عرض الرئيس صالح أن تكون هناك تحقيقات ومساءلات لدلقم تشارك فيها الحكومة الأمريكية وقال إنه سوف يعطي أوامره لجهاز الأمن السياسي بأن يطلعوا الحكومة الأمريكية على الملفات الخاصة بدلقم. ملحوظة: هذه المرة الثالثة التي يقطع فيها الرئيس مثل هذه الوعود. من جانبه يواصل جهاز الأمن السياسي إصراره أن ليس لديه أية معلومات حول دلقم. نهاية الملحوظة. 7- تعليق: لم يبد الرئيس صالح في كلامه أي إشارة إلى أنه سوف يتم الإفراج عن 28 شخصاً قريباً ولكن من الواضح أن عليه ضغوطات كبيرة للإفراج عنهم. إدراك الرئيس صالح المؤكد حول موقف السعوديين تجاه دلقم (سبق وأن رفض مسؤولون في الحكومة اليمنية مثل هذا الموقف باعتباره عارياً عن الصحة) يشير إلى أن السعوديين قد تواصلوا معه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة حول هذا الموضوع. 8- ويستمر التعليق: يريد صالح أن تكون زياراته لواشنطن ولقاؤه بمسؤولين في الحكومة الأمريكية بشكل سنوي. بإمكاننا، إلى حد ما، أن نرتب للقاءات مع مسؤولين كبار هنا في صنعاء أو أي مكان آخر في المنطقة أو حتى في واشنطن، علينا التفكير في هذا الموضوع ولكن بالنسبة لزيارة رسمية لواشنطن في الوقت القريب فيجب أن تتأخر إلى وقت لاحق نكون وقتها قد توصلنا إلى حل يلبي ما نسعى إليه بخصوص قضية الإفراج عن المعتقلين وجددنا التزام الحكومة اليمنية بمكافحة الإرهاب. نهاية التعليق