قالت لجنة الحريات في نقابة الصحفيين انها رصدت اليوم جملة من الاعتداءت خلال تظاهرات الجمعة في صنعاء ضد عدد من الصحفيين. وقالت في بيان لها إن بلاطجة هاجموا حمود منصر مدير مكتب قناة العربية بصنعاء، واحد المصورين معه، واعتدوا عليهما ضربا بالهراوات، وقاموا بتكسير كاميرا القناة، كما شمل الاعتداء مراسل قناة" العالم" أوسان القعطبي ، ومصور "القطرية" ياسر المعمري. وأضاف البيان "في نوبة توحش وعنف هستيري اندفع البلاطجة بأسلحتهم صوب مجموعة صحفيين أجانب ومحليين ، في محاولة للفتك بهم ، وهو ما الجأهم إلى منزل في الجوار احتماء من مطارديهم الذين طوقوا المنزل ،وفرضوا عليهم حصارا استمر لساعات". وبحسب البيان فما زال مكتب قناة "الجزيرة " ومراسلوها بصنعاء هدفا للتهديد والوعيد من قبل جهات وأشخاص معروفة ، عبر رسائل ومكالمات من أرقام تحتفظ بها النقابة لتقديمها إلى السلطات الأمنية. وتابعت "في محافظة إب تلقى الصحفي مختار الرحبي تهديدا بالتصفية من أشخاص ينتمون للحزب الحاكم قبيل تظاهرة احتجاجية قام بها صحفيون وناشطون اليوم أمام مقر المحافظة تنديدا بمواجهة المتظاهرين في مدينة عدن بالعنف والقتل من قبل السلطة الأمنية ،واستنكارا ً لأعمال البلطجة التي تواجه بها حركة الاحتجاجات السلمية بصنعاء وتعز ،ومختلف المحافظات". وتعهدت نقابة الصحفيين بكشف وملاحقة كل الجهات والوجوه والأسماء التي تقف ورائها وتقودها مهما كانت، مشيرة إلى أنها "لن تتوانى عن الإشارة بأصابع الاتهام إلى كل المسئوليين الذين يتولون إدارة هذه الفوضى، وهذا الجنون ، ولن تدع أحدا يفلت من المساءلة والإدانة، ولن تترك كرامة الصحفيين وحقوقهم وحرياتهم وصورة وسمعة هذا البلد لأيدي البلاطجة والعابثين والقائمين على مطابخ التحريض ضد حملة الأقلام ،والكاميرات الذين يعملون في نقل المعلومات والحقائق ،وخدمة الرأي العام". أضاف البيان "إن ما يمارس من عنف وقمع يشمل الصحفيين بصورة متصاعدة وعلى نحو منظم ،يؤشر على حالة انفلات واسعة النطاق مطبوعة بتحلل صناع القرار من مسئولياتهم الدستورية والقانونية ،وبما يعمق اليقين برعاية ومباركة لهذا التوجه الجانح الذي يستهدف الساحة الوطنية بالإفساد والتخريب ،بما يفاقم من الاختناق ويرشح لمزيد من التفجرات". وطالبت السلطات المعنية الوقوف على نحو جاد أمام واجباتها تجاه حماية حريات مواطنيها، وصون كافة حقوقهم الدستورية والقانونية، وكبح جماح هذا التوجه الفوضوي في إدارة الأزمة التي تعصف بالبلد، فقد أثبتت التجربة القريبة في تونس ومصر مدى السقوط المريع الذي منيت به مثل تلك الخيارات البدائية والهمجية.بحسب البيان. وتابعت "إن الموقف السلبي من السلطات الأمنية ،ومن أصحاب القرار إزاء هذه الجرائم والانتهاكات التي تطال الصحفيين يشعرنا بالفزع بما يجعلنا نرفع صوتنا عاليا في مطالبة العقلاء داخل السلطة والإهابة بكافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني للوقوف ضد هذه الحرب العصابية والعمل على إيقافها ،وتجريم كل الواقفين وراءها".