تواصل السلطة حربها ضد الصحفيين وطواقم وسائل الإعلام الخارجية - مراسلين ومصورين - أثناء تغطياتهم للتظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها اليمن . وذلك من خلال إطلاق جموع "البلطجية" المسلحين بالهروات والعصي الكهربائية ومختلف الأسلحة البيضاء في مواجهة المحتجين ،واستهداف الصحفيين . ورصدت لجنة الحريات في نقابة الصحفيين اليوم جملة من الإعتداءت خلال تظاهرات اليوم في صنعاء ،حيث هاجم البلاطجة الزميل حمود منصر مدير مكتب قناة "العربية" بصنعاء ،واحد المصورين معه ،وأعتدوا عليهما ضربا بالهراوات ،وقاموا بتكسير كاميرا القناة ، كما شمل الاعتداء مراسل قناة" العالم" أوسان القعطبي ، ومصور "القطرية" ياسر المعمري . وفي نوبة توحش وعنف هستيري اندفع "البلاطجة" بأسلحتهم صوب مجموعة صحفيين أجانب ومحليين ، في محاولة للفتك بهم ، وهو ما الجأهم إلى منزل في الجوار احتماء من مطارديهم الذين طوقوا المنزل ،وفرضوا عليهم حصارا استمر لساعات . وبحسب البلاغات مازال مكتب قناة "الجزيرة " ومراسلوها بصنعاء هدفا للتهديد والوعيد من قبل جهات وأشخاص معروفة ، عبر رسائل ومكالمات من أرقام تحتفظ بها النقابة لتقديمها إلى السلطات الأمنية . وفي محافظة إب تلقى الصحفي مختار الرحبي تهديدا بالتصفية من أشخاص ينتمون للحزب الحاكم قبيل تظاهرة احتجاجية قام بها صحفيون وناشطون اليوم أمام مقر المحافظة تنديدا بمواجهة المتظاهرين في مدينة عدن بالعنف والقتل من قبل السلطة الأمنية ،واستنكارا ً لأعمال البلطجة التي تواجه بها حركة الاحتجاجات السلمية بصنعاء وتعز ،ومختلف المحافظات . ودانت نقابة الصحفيين وجرمت هذه الحرب ضد الصحفيين ، متعهدة بكشف وملاحقة كل الجهات والوجوه والأسماء التي تقف ورائها وتقودها مهما كانت ، ولن تتوانى عن الإشارة بأصابع الاتهام إلى كل المسئوليين الذين يتولون إدارة هذه الفوضى ، وهذا الجنون ، ولن تدع أحدا يفلت من المساءلة والإدانة ،ولن تترك كرامة الصحفيين وحقوقهم وحرياتهم وصورة وسمعة هذا البلد لأيدي البلاطجة والعابثين والقائمين على مطابخ التحريض ضد حملة الأقلام ،والكاميرات الذين يعملون في نقل المعلومات والحقائق ،وخدمة الرأي العام . وقال بيان صادر عن النقابة :"أن ما يمارس من عنف وقمع يشمل الصحفيين بصورة متصاعدة وعلى نحو منظم ،يؤشر على حالة انفلات واسعة النطاق مطبوعة بتحلل صناع القرار من مسئولياتهم الدستورية والقانونية ،وبما يعمق اليقين برعاية ومباركة لهذا التوجه الجانح الذي يستهدف الساحة الوطنية بالإفساد والتخريب ،بما يفاقم من الاختناق ويرشح لمزيد من التفجرات ." وآهابت نقابة الصحفيين في هذا المنعطف الخطير والمقلق ، وازاء هذا المشهد الفاجع بالسلطات المعنية أن تقف على نحو جاد أمام واجباتها تجاه حماية حريات مواطنيها ، وصون كافة حقوقهم الدستورية والقانونية ،وكبح جماح هذا التوجه الفوضوي في إدارة الأزمة التي تعصف بالبلد . فقد أثبتت التجربة القريبة في تونس ومصر مدى السقوط المريع الذي منيت به مثل تلك الخيارات البدائية والهمجية . وقالت:" إن الموقف السلبي من السلطات الأمنية ،ومن أصحاب القرار إزاء هذه الجرائم والانتهاكات التي تطال الصحفيين يشعرنا بالفزع بما يجعلنا نرفع صوتنا عاليا في مطالبة العقلاء داخل السلطة والإهابة بكافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني للوقوف ضد هذه الحرب العصابية والعمل على إيقافها ،وتجريم كل الواقفين وراءها " ودعت الاتحاد الدولي للصحفيين ، ولجنة حماية الصحفيين الدوليين ،و كافة المنظمات الحقوقية والدولية الراعية للحريات والمدافعة عن الصحافة والصحفيين للتدخل من أجل حماية اكبر للصحفيين في اليمن ، سيما في هذه الظروف الحرجة بالغة الخطورة. كما دعت الأسرة الصحفية في اليمن إلى مزيد من العمل الفعال في مواجهة كل حالات الاستهداف التي تطال مهنتهم وحياتهم والبقاء في حالة تيقظ وانتباه لصد هذه الهجمة الضارية .