طالب رئيس الجمهورية أحزاب المشترك بالعودة إلى الحوار والمفاوضات، مبدياً استعداد حزبه لتلبية الطلبات المشروعة والابتعاد عن ما وصفه ب"التخريب وقتل النفس المحرمة". وقال اليوم الأحد "لقد دعوناهم ونكرر لقد دعوناهم الى الحوار والوقوف على طاولة المفاوضات ونحن على استعداد لتلبية طلباتهم إذا كانت مشروعة، فنحن على استعداد للتجاوب مع هذه الطلبات، وعلينا ان نلجأ جميعا بشجاعة ومسؤولية ونتحرك نحو طاولة الحوار فالحوار هو أفضل وسيلة وليس التخريب ولا قطع الطرقات ولا قتل النفس المحرمة ولا العبث بالمال العام والحق الخاص لأبناء الشعب اليمني العظيم". وفي كلمة له أمام الفعاليات السياسية والحزبية والاجتماعية والشبابية وأعضاء المجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني ورجال الأعمال والمرأة والتكوينات المهنية والنقابية في أمانة العاصمة صنعاء قال صالح" من يريد أن يعبر عن رأيه فليأخذ الترخيص ويحدد المسار طبقا للقانون وأفضل وأحسن وسيلة هي الحوار المسؤول وبشجاعة أدبية ، تفضلوا إلى الحوار وأنا على استعداد لرعاية الحوار الوطني بصفتي رئيسا للدولة لا بصفتي رئيسا لحزب ، فنحن نرحب بالحوار". وعبر عن أسفه لما حدث في مدينة عدن من اعتداءات ضد رجال الأمن ممن أسماهم ب"العناصر الخارجة عن النظام والقانون، قائلاً "هناك ستة جرحى من رجال الأمن نأسف لما حدث ولا نريد أن يتكرر ومن يريد أن يعبر عن رأيه فليلتزم بالقانون ويأخذ ترخيص ويحدد المسار ويعبر عن رأيه بالطرق السلمية". كما أبدى أسفه لما تعرض له عدد من الصحفيين ومراسلي القنوات الخارجية من اعتداءات، متهماً "عناصر غوغائية فوضوية مدسوسة لم يكونوا محسوبين على السلطة ولا محسوبين على شباب المؤتمر والتحالف الوطني، بل عناصر مدسوسة للإساءة إلى الصحفيين والقنوات الفضائية" وأضاف" نحيي هذا الحشد الجماهيري الكبير من أمانة العاصمة التي هي أمانة في أعناقنا جميعا هذه المدينة الجميلة فلنحافظ عليها كما نحافظ على حدقات أعيننا ومثلما نحافظ على بقية مدن الجمهورية من الفوضى والعبث من عناصر مدسوسة وغير مسؤولة تسعى الى التخريب وشق الصف الوطني". من جانبه قال وزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى أحمد الكحلاني أنه "من المؤسف ان ينتقل السيناريو الذي حصل على الساحتين التونسية والمصرية الى الساحة اليمنية بدوافع شيطانية مغرضة وحاقدة على اليمن وتاريخه ومنجزاته، مستغلين حماس بعض الشباب وتأثرهم الفطري بما حدث وهم يتناسون بذلك ان الحرية والديمقراطية واحترام الرأي والرأي الآخر في اليمن ليس كما كان عليه الحال في تلك البلدان".
وأضاف الكحلاني "إن نهج الحرية والديمقراطية في اليمن، منح الجميع مساحة كبيرة من حرية الرأي والتعبير الى درجة أن البعض تجاوز الدستور والقانون وحرية الرأي في اطروحاتهم وخطاباتهم التي يبثونها عبر قنواتهم الخاصة بينما لو كانوا في موقع القرار ما سمحوا بذلك".
واعتبر الكحلاني مبادرة الرئيس التي أعلنها أمام ممثلي مجلس النواب والشورى "بمثابة الصدمة القوية التي جعلت المراهنين والمتآمرين يتخبطون فيما بينهم ويندبون حظهم في النيل من أمن الوطن واستقراره وسلامة شعبه وأثبتت المبادرة أن الوفاء الصادق لليمن والرؤية الثاقبة لمصلحته العليا وجعلها فوق كل الاعتبارات". وتابع "إننا نعلن من هنا رفضنا الكامل للفوضى التي يحاول أعداء اليمن إذكاءها بين أبناء الشعب اليمني الواحد، مستغلين بذلك من يغررون بهم من الشباب والذين رأوا في بعضهم وسيلة سهلة لتحقيق مآربهم وجر الوطن الى مغبة الفتنة والصراع ". الشيخ حمود السعيدي مدير عام الوعظ والارشاد بوزارة الأوقاف قال إن أهمية طاعة ولي الأمر مصداقا لقوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم "، ومدللاً بحدث الرسول (ص) " على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة".
وحذر السعيدي من مخاطر ما أسماها ب"الفساد والفوضى والتخريب"، وقال "هذه ليست من أخلاق الإسلام، والله تعالى يقول " من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً".