طالب رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية بضرورة توقف ما سمّاه "مهزلة التعذيب" في سجون الأجهزة الأمنية بالضفة الغربية، فيما طالبت الجبهة الشعبية بتشكيل لجنة تحقيق محايدة في ظروف وفاة ناشط في أحد سجون السلطة الفلسطينية. وقال هنية في تصريحات له خلال زيارته اليوم الإثنين 10-8-2009 معرضاً للفنون اليدوية في غزة "يجب أن تتوقف مهزلة التعذيب التي تؤدي من وقت لآخر لوفاة محتجزين من حركة حماس".
وكانت حركة حماس أعلنت وفاة أحد عناصرها نتيجة تعرضه ل"التعذيب" في أحد سجون السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية، الأمر الذي نفاه مصدر امني فلسطيني قائلاً إن المتوفى أقدم على الانتحار.
وقالت حركة حماس في بيان لها إن المعتقل لدى جهاز المخابرات العامة في سجن الجنيد بنابلس فادي حسني عبدالرحمن حمادنة (28 عاماً) من قرية عصيرة الشمالية قد توفي اليوم "نتيجة التعذيب الوحشي الذي تعرض له".
واعتبر هنية "أن هذا الأمر يؤدي لاستمرار الخلافات والاحتقان في كل بيت فلسطيني" متسائلاً: "كيف نتحرك تجاه الحوار وهناك أيدي تقتل بقسوة في الضفة".
وفي السياق نفسه، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة ومحايدة من المؤسسات القانونية ذات الصلة والقوى الوطنية والإسلامية لكشف الملابسات المحيطة بوفاة حمادنة، وكشف الحقائق للرأي العام الوطني.
وأكدت الجبهة في بيان لها على ضرورة وضع حد للانتهاكات المتواصلة لحقوق الإنسان الفلسطيني وضرورة احترام القانون والقضاء والتصدي بحزم للاعتقالات التعسفية والسياسية.
ورد الناطق الرسمي باسم الاجهزة الامنية الفلسطينية العميد عدنان الضميري، بنفي رواية حماس عن مقتل حمادنة تحت التغذيب، وقال إن توفي منتحراً.
وأوضح أن أفراد الأمن "فوجئوا صباح اليوم بأن المعتقل قد ربط احد الشراشف حول عنقه، ووجد ميتا في الغرفة، وقام افراد الامن باصطحاب زوج شقيقته المحتجز في الغرفة الجانبية للمعتقل ويدعى شاكر دبابسة فورا، لالقاء نظرة عليه والتأكد من انه قام بشنق نفسه".
وأكد الضميري أن الاجهزة الامنية استدعت على الفور الاطباء والهيئة المستقله لحقوق الانسان للاشراف على لجنة التحقيق وقال "السلطة مستعدة لاضافة اسم اي طبيب تختاره العائلة من جهة محايدة، لاستكمال عملية التحقيق".
ولفت إلى أن المعتقل حمادنة محتجز لدى جهاز المخابرات العامة منذ 16 حزيران/يونيو الماضي، وقد انهى التحقيق بتاريخ 25 من الشهر نفسه، وينتظر قرار الافراج عنه وموجود في غرفة مفردة في سجن الجنيد بنابلس وليس في مكان التحقيق.