صدر مؤخراً كتاب يروي تفاصيل جريمة مقتل الطالبة النرويجية مارتين فيك مغنوسين التي يتهم بارتكابها نجل رجل الأعمال المعروف شاهر عبدالحق. ويتحدث الكتاب الذي أصدرته الكاتبة والصحفية النرويجية مارتين فيكاس عن تفاصيل أخرى من حياة الملياردير شاهر عبدالحق الذي وصفته بالشخصية الغامضة، كما تطرقت إلى علاقته الغامضة بالرئيس علي عبدالله صالح، ووصفت الأول ب"الصديق المقرب" من صالح. وكشفت الكاتبة النرويجية في كتابها إن فاروق نجل الملياردير شاهر عبدالحق أجرى عدة عمليات تجميل، كما أطلق لحيته في أعقاب هروبه إلى اليمن، وذلك لإخفاء ملامحه وهويته خشية معرفته وإلقاء القبض عليه في أي مطار بناء على مذكرة الملاحقة الدولية التي صدرت بحقه من قبل الشرطة الدولية (الانتربول). كما يتحدث الكتاب عن تفاصيل موسعة عن جريمة مقتل الفتاة النرويجية مارتين فيك مغنوسين. وتفاصيل تتعلق بحياة والد المتهم فاروق، وعلاقته بالرئيس علي عبدالله صالح الذي وصفته ب"الصديق المقرب من الرئيس". وفي هذا الصدد، تضمن الكتاب معلومات تقول إن "الرجل الأكثر غموضاً" شاهر عبدالحق بات يخشى على مصير إمبراطوريته التجارية التي تتكبد خسائر فادحة، إثر دفعه مبالغ كبيرة لجهات – لم يسمها- تحت ضغوط يتعرض لها عبدالحق بسبب قضية ابنه ومحاولات النأي به عن أعين الانتربول الدولي الذي أصدر مذكرة باعتقاله على ذمة مقتل الفتاة النرويجية مارتين مغنوسين. وذكر الكتاب إن عائلة فاروق تحاول أن تضفي على حياته الحالية في اليمن حالة طبيعية رغم صدور مذكرة اعتقال دولية بحقه. ونقلت الكاتبة على لسان الشرطة البريطانية معلومات تؤكد أن فاروق شاهر عبدالحق كان يمتلك ثلاثة جوازات سفر مختلفة، حتى حادثة مقتل الفتاة النرويجية، بالإضافة إلى جواز سفر يمني رابع باسم مستعار استخرجه عقب ذلك يساعده على التنقل خارج اليمن دون أن يتم التعرف على هويته الحقيقية في المطارات. وطبقاً للمعلومات التي نشرها الكتاب، فقد لوحظ فاروق في العاصمة المالية دبي "حيث الحياة الليلة التي تختلف تماماً عن ليالي اليمن المحافظ". بينما يضيف الكتاب على لسان مصدر لم يذكره "إنه رصده العام الماضي متسوقاً خلال عيد الفصح مع مجموعة من أصدقاءه لعدة ليالي في دبي بالإمارات العربية المتحدة" وقال مصدر آخر "إن فاروق لوحظ في بلدته السابقة بالقاهرة". وبشأن علاقة الرئيس صالح بشاهر عبدالحق، نشرت صحيفة نرويجية عبر موقعها على شبكة الانترنت مقطع فيديو نادر لحفل تخرج فاروق شاهر عبدالحق من المدرسة الأمريكية في القاهرة. ويظهر الفيديو في جزء منه الرئيس صالح وآخرين، وإلى جانبه شاهر عبدالحق، والأخير نادر الظهور في وسائل الإعلام. وخلال المقطع يبدو شاهر عبدالحق مبتسماً وهو يحاول ممازحة صالح، لكن صالح بدا كما لو أنه تجاهله، وتحرك إلى الأمام. وأبدت الكاتبة النرويجية استعدادها للتعاقد مع أي ناشر يمني يرغب بنشر الكتاب في اليمن، لكنها تساءلت في حديث ل"المصدر أونلاين" عما إذا كان ذلك ممكناً للشعب اليمني الإطلاع عليه، وما إذا كانت السلطات اليمنية ستسمح لها بتوزيعه في اليمن، لاسيما وأنه يتطرق لقضايا تخص اليمنيين". وتأتي مخاوف الكاتبة النرويجية فيكاس من منع توزيع كتابها في اليمن بناءاً على منع السلطات اليمنية لها من زيارة اليمن في وقت سابق حينما كانت تجمع معلومات هذا الكتاب، وكانت تحاول حينها الوصول إلى فاروق نجل شاهر عبدالحق للاستماع إلى رأيه حول جريمة مقتل مارتين مغنوسين. طبقاً لما ذكرت فيكاس. وقالت "إن سفارتي اليمن في ألمانيا وهولندا رفضتا منحها فيزا لزيارة اليمن" مشيرة إلى أن مدير العلاقات في وزارة الإعلام أبلغها في حينه بأن منعها من زيارة البلاد جاء بتوجيهات من شاهر عبدالحق. لكن اللهبي كان قد نفى ذلك في وقت سابق، وقال إن جهات أمنية لم يذكرها تحفظت على تلك الزيارة. ومن المستبعد أن يسمح للكتابة النرويجية بنشر كتابها وتوزيعه باليمن، ويرجع ذلك إلى العلاقة الوطيدة التي تربط شاهر عبدالحق بنظام الرئيس علي عبدالله صالح. وبسبب هذه العلاقة فقد رفضت اليمن تسليم فاروق شاهر عبدالحق تسليمه إلى بريطانيا حيث وقعت جريمة مقتل الفتاة النرويجية. وإذ أرجعت اليمن رفضها تسليمه كون ذلك "يخالف القانون اليمني"، فقد أنتقد مراقبون هذا التعليل، ورأوا إن المسالة تتعلق بالعلاقة الشخصية لصالح مع عبدالحق. وسخر البعض من السبب الذي عرضته الحكومة اليمنية لعدم تسليمها نجل شاهر عبدالحق، لافتين إلى إن "اليمن لا تحترم أي قانون، فقد سبق وأن سمحت لدول خارجية بانتهاك سيادة اليمن وقتل مواطنين يمنيين داخل بلدهم كما حصل في قصف المعجلة". المصدر أونلاين ينشر مقطع الفيديو الذي يجمع شاهر عبدالحق والرئيس صالح: