اعتصم عشرات الطلاب اليمنيين الدارسين في لبنان اليوم أمام مقر السفارة اليمنية في بيروت للتنديد بالمجزرة التي ارتكبتها قوات الأمن بحق المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء يوم أمس الجمعة معبرين عن تأييدهم اللامحدود للمعتصمين في اليمن المطالبين بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح. وقال بيان صادر عن اتحاد الطلاب اليمنيين في لبنان: " إن ما أقدم عليه النظام اليمني ممثلا بجنرال الدم علي عبدالله صالح مذبحة دموية من ارتكاب مجزرة بشعة أدمت قلوب الأحياء والميتين.. الأصدقاء والأعداء". وأضاف ان النظام ارتكب "مجزرة لم يرتكبها أي احتلال في حق أي شعب من الشعوب، لكن هذا المستعمر الداخلي تفنن في جريمته ومذبحته بامتياز.. فهو لا يجيد أي شيء ولا يتقن أي شيء كما يتقن سفك الدم والذبح والقتل".
وتابع: "إن مجزرة الأمس ما هي إلا امتداد لمجازر دموية ارتكبها النظام الحاكم على مدى الثلاثة والثلاثون عاما الماضية في المناطق الوسطى في الثمانينات والجنوب في التسعينات وما تبعها من مجازر يومية في عدن وصعدة وشبوة وابين ولودر حتى يومنا هذا طوال السنين الماضية". واتهموا النظام بارتكاب "مجازر معنوية واقتصادية في حق هذا الشعب العظيم تمثلت في الفقر والبطالة والفساد ونهب المال العام وقمع للحريات ومصادرة لحقوق الناس وحرمانهم من أدنى درجات الحياة الكريمة واختزال الوطن في عائلة وشلة من النافذين والمستحوذين". وقال الطالب فارع المسلمي في كلمة: "إننا اليوم ونحن نقف على أعتاب مرحلة جديدة خطتها دماء الشهداء والجرحى والمعتقلين، نعٌلن أنة لا تراجع أبدا ومطلقا وبتاتا ولو كلفنا ذلك أرواحنا ودماءنا جميعا، فأما أن نحيا حياة كريمة – التي لا يمكن ان توجد الا برحيل النظام ومحاكمته – أو نموتمن أجلها نحن وكل أهالينا وشبابنا في الداخل والخارج".. وأضاف المسلمي: "إننا نواصل دعمنا لكم، سيروا وأرواحنا والله والحق والنصر معكم، وإن من يقف أمامكم فهو يقف أمام إرادة إلهية وشعبية وإنسانية، وان من يواصل الاصطفاف مع النظام الحالي لا تقل جريمته عن جرائم رأس النظام نفسه. وأن على كل الأحرار والشرفاء مغادرة هذا النظام وأركانه والتبرؤ منة وأن على المجتمع الدولي ان يقول كلمته اليوم وأن يصطف مع إرادة الشعوب الدائمة ضد إرادة الأنظمة الزائلة. وإننا لن نقبل أبدا وبتاتا ومطلقا ان يتشدق المجتمع الدولي غدا عن الحرية والنصرإن استمر بخذلاننا اليوم.. وعلية أن يتحدث عن الحقوق اليوم وإلا فليصمت وإلى الأبد".
وأشار المسلمي أن الوضع تطور كثيراً , وأن المطالب تغيرت , فالرحيل أصبح أمر حتمي , وأن المطلب اليوم هو محاكمة الرئيس , مؤكداً أن الدماء النقية الزكية التي ازهقت بالأمس واليوم لن تمر ، وسيحاسبون عاجلا او اجلاً.. كما ألقى محمد مصلح كلمة عن اليمنيين المقيمين في لبنان, عبر فيها عن ألم وحزن الجالية اليمنية في لبنان, ودعا المعتصمون إلى الاستمرار حتى يعود اليمن سعيداً ويعود إليه أبنائه المهاجرون في شتى بقاع الأرض.
كما ألقى عبدالرحمن الأشول, قصيدة ألهبت حماس المعتصمين , اختتمها بقوله : "قلها ومت. فالموت ليس خسارةً إن كان قاضيةً عليه".
وهتف المعتصمون بشعارات مؤيدة لاستقالة السفير فيصل أمين أبوراس , وارتجل بعض الطلاب قصائد شعرية تحيي الموقف الشجاع للسفير ابوراس, الذي قدم استقالته صباح اليوم احتجاجاً على مجزرة الجمعة.