يجتمع وزراء خارجية دول حلف شمال الاطلسى (الناتو) الخميس فى العاصمة الالمانية برلين لمناقشة الوضع في ليبيا وسط خلافات بشأن تقدم العمليات العسكرية ودورها في دعم المعارضة الليبية التى تسعى إلى الاطاحة بنظام القذافى. وترغب كل من فرنسا وبريطانيا فى قيام الدول الاعضاء الاخرى في الحلف بالمساعدة في الضغط العسكري على الزعيم الليبي لإرغامه على التنحي عن الحكم. وكانت فرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدة قد تولت قيادة العمليات العسكرية الشهر الماضي قبل تسليم القيادة لحلف الناتو. وقال مراسل بي بي سي في برلين، ستيفان إيفانز، إن الوزراء المعنيين سوف يحاولون إيجاد استراتيجية متماسكة ومترابطة حيال ليبيا، وذلك في حين تبرز وجهات نظر متباينة بشأن الدور الذين يجب أن تلعبه القوة المسلحة الخارجية التي تدعم المعارضة الليبية. وأشار المراسل إلى أن كلا من فرنسا وبريطانيا ترغبان برؤية المزيد من الدول الأخرى تنخرط في حملة مهاجمة الأهداف التابعة لقوات القذافي على الأرض. وتقوم ست دول من أصل 28 دولة هم أعضاء حلف الناتو بشن الغارات الجوية، وتنفذ بريطانيا وفرنسا ما يقدر بنصف مجموع الطلعات الجوية. وقالت فرنسا وبريطانيا إن هناك حاجة إلى القوة العسكرية الأمريكية لضمان نجاح عمليات الناتو. من جانبها قالت وزيرة الخارجية الأسبانية ترينيداد خيمينيث يوم الخميس ان بلادها ستحافظ على اسهامها في العمليات العسكرية لحلف الناتو ويتضمن الإشراف على منطقة حظر الطيران وحظر الاسلحة على ليبيا مؤكدة أنها لا تعتزم تغيير هذا. وأوضحت خيمينيث قائلة "قررت أسبانيا منذ بدء المهمة تقديم دعم بحري وجوي لتنفيذ حظر الأسلحة ومنطقة حظر الطيران". وأضافت "هذا هو مقدار مساهمة أسبانيا الآن وسيظل كما هو في المستقبل". اتفاق وقبيل الجلسة الافتتاحية للاجتماع أكد وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا أن بلديهما يتفقان على الهدف النهائي بشأن ليبيا وهو رحيل القذافي وإقامة ديمقراطية لكنهما يختلفان حول سبل تحقيق هذه الأهداف وبخاصة على التدخل العسكري. وقال الوزير الألماني فسيترفيله " نحن نتفق على ضرورو إيجاد حل سياسي ونطلب وقف إطلاق النار وتوفير مستقبل أفضل للشعب الليبي وهذا غير ممكن دون رحيل القذافي". من جهته قال الوزير الفرنسي آلان جوبيه "إنه لا يوجد حل عسكري ونعمل من أجل إطلاق حوار وطني في ليبيا". واعتبر جوبيه أن المحاور الرئيسي وهو المجلس الانتقالي الليبي يتمتع بالمصداقية مشددا على ضرورة دعمه ماليا ولكنه أكد في الوقت ذاته " أنه ليس من الوارد أن تزود بلاده الثوار بالسلاح". تصريحات كلينتون من جانبها أدانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي وصلت إلى برلين لحضور اجتماع الناتو ما وصفته ب"تجدد الفظائع" التي ترتكبها القوات الموالية للقذافى بحق المدنيين. وقالت كلينتون إن مرتزقة هاجموا المدنيين فى مدينة مصراتة، وأطلقوا قذائف الهاون على مناطق سكنية، كما استهدف قناصة بعض المصابين من المدنيين. وتعهدت الوزيرة الأمريكية بأن تعمل قوات التحالف، تحت قيادة الناتو، على وقف كل استهداف للمدنيين في ليبيا. وأضافت قائلة إن النظام الليبي قد دمَّر مخازن للمواد الغذائية، وقطع خدمات الماء والكهرباء عن مدينة مصراته الخاضعة لسيطرة المعارضة. ورأت أن ذلك جاء في إطار محاولة من قبل القوات الموالية للقذافي لإخضاع المدنيين الذين يُجبر الآلاف منهم على النزوح عن مساكنهم نتيجة الهجمات التي تستهدفهم بالدبابات والمدفعية". ومضت المسؤولة الأمريكية إلى القول: "يطبق التحالف تحت قيادة الناتو نص القرار الدولي رقم 1973، والذي يدعو إلى حماية المدنيين في ليبيا. إن المجتمع الدولي ما برح يتكلم بلسان واحد تأييدا لعملية انتقال تؤدي إلى مستقبل أفضل للشعب الليبي". القوات الامريكية كما تأتي هذه التطورات أيضا في أعقاب إعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن طيرانها الحربي قد واصل قصف الدفاعات الجوية التابعة للقذافي، حتى بعد استلام الناتو لقيادة العمليات العسكرية في ليبيا في الرابع من الشهر الجاري. فقد أوضح مسؤولون في البنتاغون أن الهجمات المتواصلة على الدفاعات الجوية التابعة لقوات القذافي لا تعني أن الولاياتالمتحدة قد أعادت النظر بقرارها القاضي بلعب دور مساند محدود لقوات التحالف في مواجهة قوات القذافي. وأكَّدوا أن الولاياتالمتحدة قد أوقفت الطلعات الجوية النظامية فوق ليبيا منذ انتقال إمرة قيادة العمليات في تلك البلاد إلى الناتو، مشيرين إلى أن واشنطن ستنفذ هجمات ضد قوات القذافي فقط في حال طلبت منها قيادة التحالف الموجودة في العاصمة البلجيكية بروكسل ذلك. مصراته وفي الوقت الذي يجتمع فيه حلف الناتو في برلين، تجدد القتال في مدينة مصراته غرب ليبيا. وقال متحدث باسم المعارضة ان قوات القذافي أمطرت المدينة بالصواريخ ما أسفر عن سقوط 23 قتيلا بينهم ثلاثة مصريين. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن متحدث باسم المعارضة قوله " هناك مذبحة ستحدث هنا اذا لم يتدخل حلف شمال الاطلسي بقوة". وأضاف أن القوات الموالية للقذافي مستمرة في اطلاق القذائف على شارع طرابلس وهو شارع تجاري بالمدينة.