لست أدرى لماذا أدمنت أحزاب اللقاء المشترك البحث عن حقوق ومطالب الشعب اليمني بين كراسي وطاولات الحوار وجلسات التشاور، ولماذا أدمنت قياداته الاستجداء والاستعطاف من نظام لا يفهم إلا لغة المكابرة والمناورة والمراوغة والقوة والقتل . لماذا يلجأ قادة المشترك إلى الورق والحبر والغرف المغلقة للانتصار لقضايا الأمة في وقت تقف الأمة في الساحات والميادين وتهز عرش الحاكم هزا. وما سر إصرار هؤلاء القادة على منح الفرص وإعطاء الحاكم وقتا للالتفاف ونصب الأفخاخ واصطياد المزيد من الأبرياء .. أما كفتنا جولات التشاور والحوار في صنعاء على مدى سنوات دون أن نظفر بشيء ..هل تعتقد المعارضة أن الحاكم الذي رفض كل المبادرات وتنكر لكل الاتفاقيات وقتل ودمر وأهلك الحرث والنسل سيقول اليوم كفى ! هل يعتقد المشترك أن هذا النظام ستريعه مشاهد الدماء أو انهيار البلد ..كلا ..كلا. عجبت عندما سمعت اليوم أن جولات التشاور في الرياض لأحزاب المعارضة والحزب الحاكم مستمرة ..وان هناك لقاءات أخرى في الأسبوع القادم، من يسمع هذا الكلام يصاب بالرعب ..أبعد كل ما قدمه شعبنا من تضحيات وخروجه بالملايين على مدى ثلاثة أشهر، ..يعود البعض للجلوس على الطاولات ومنح النظام مهلة تلو أخرى أملا في ما قد تجود به أيادي الغير ...لا وألف لا ..الحرية تنتزع انتزاعا ..فلا وقت للحوار ..وزمن الاستجداء والاستعطاف ولى إلى غير رجعة ..و لحظة السقوط يجب أن تقترب والحاكم يجب أن يحاكم . على قادة المشترك أن يصحوا من غفوتهم ويطلقوا بالثلاث الغرف المغلقة وخطب الاستعطاف وبيانات الاستجداء ..عليهم أن يتركوا الشعب الثائر لأن ينتزع حقوقه بطريقته الخاصة .. جلوسكم على طاولات التشاور هنا أو هناك لن تقدم شيئا بل على العكس ستطيل أمد النظام الذي بدأ يخطط اليوم لثورة مضادة ولديه المال والسلاح لتنفيذ ذلك وعندها تصبح اليمن ساحة حرب مفتوحة لن تبقي على أحد . إذا أرادت أحزاب اللقاء المشترك تجنيب البلاد الدخول في مربع العنف الذي يتمناه النظام فعليها أن تكون مع شباب الثورة وان تحسم المعركة اليوم قبل الغد واعتقد ان لديها من الوسائل الكثير لإجبار النظام على الاستسلام لمطالب الشعب . لم نعد نحتمل خروج صالح كل جمعة مهددا متوعدا ولينهال علينا سبا وشتما وقذفا..لم نعد نحتمله ..كرهنا طلته ..سنكون محل سخرية.. إذ كيف بشعب يملك رصيدا حضاريا يرضى بأن يكون مثل "صالح" حاكمه ومدبر شؤونه ولو لساعات ..ماذا سنقول بعد أن انكشفت سوءة هذا الرجل وبدا مفلسا سياسيا وأخلاقيا . هل ستمنحون هذا الرجل فرصا أخرى لإفراغ ما يمتلكه من رصاصات في أجساد الشباب ..واستكمال قاموس بذاءاته في وجوهنا .. إذا فماذا تنتظرون ؟ ..حان وقت خلاصنا.. دعوا الحسابات جانبا.. لن يعطيكم هذا الرجل ما تريدون لا فوق الطاولات ولا تحتها ..صدقوني لن تنالوا منه شيئا بالاستعطاف والاستجداء.. ولكم في الرئيس لوران باغبو عبرة إن كنتم تعتبرون.