سلم أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني ظهر اليوم الخميس الرئيس اليمني علي عبدالله صالح رؤية وزراء خارجية دول الخليج لحل الأزمة اليمنية، بعد أيام من لقاءهم بوفدي الحكومة والمعارضة. وقال مسئول يمني كبير اليوم الخميس بأن مبادرة خليجية جديدة لإنهاء الأزمة السياسية باليمن تقترح انتقال السلطة في غضون ثلاثة أشهر تنتهي بانتخابات رئاسية، على أن يتم تنحي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح خلال شهر من التوصل إلى اتفاق حول المبادرة. وقال المسئول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن "الاقتراح يدعو لوقف الاحتجاجات فورا ولاستقالة الرئيس علي عبد الله صالح في غضون شهر واحد من توقيع المبادرة ونقل السلطات لنائب الرئيس"، بحسب رويترز
ووفقا للخطة التي اقترحها مجلس التعاون الخليجي ستعمل حكومة وحدة تقودها المعارضة على تنظيم انتخابات رئاسية في غضون شهرين من استقالة صالح.
ومن المتوقع أن يلتقي الزياني المعارضة اليمنية في وقت لاحق. وكانت الوساطة المتمثلة بوزراء خارجية دول مجلس التعاون عقدت اجتماعين منفصلين مع أطراف الأزمة في اليمن، الأول مع المعارضة اليمنية يوم الاحد في الرياض والثاني مع وفد حكومي يوم الثلاثاء في ابوظبي. وتتمسك المعارضة بمطلب تنحي الرئيس صالح الذي يؤكد من جهته انه يمثل الشرعية في اليمن ويصر على ان اي تغيير للسلطة يجب ان يأتي عبر الاقتراع. وكان صالح الذي بعث بإشارات متضاربة عن استعداده للتنحي قد عبر عن تحديه يوم أمس الاربعاء. وقال لحشود من مؤيديه انه سيظل صامدا ولن يقبل "مؤامرات أو انقلابات" يدبرها خصومه. وأضاف "الذي يريد السلطة أو الوصول الى كرسي السلطة عليه أن يتجه الى صناديق الاقتراع فالتغيير والرحيل يكون من خلال صناديق الاقتراع وفي اطار الشرعية الدستورية." وتعليقاً على ذلك، قال القيادي في المشترك سلطان العتواني ان الهدف من خطاب صالح كان رفع المعنويات لكن هذا لم يعد منطقيا لان الشعب قال ما عنده فهو يقول ان الرحيل الفوري ضروري. بحسبما نقلته وكالة رويترز. وأضاف أن على الحكومة أن تستعد للرحيل اما طوعا او بالقوة. ويتوقع المسؤولون اليمنيون ايضا أن يقوم وزير خارجية الامارات بزيارة اليمن يوم السبت. وقال زعماء للمعارضة انه لم يتضح بعد ما اذا كان الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان سيلتقي بهم. وعرضت المعارضة اليمنية خطة على الرئيس نصت على ان يستقيل في غضون ثلاثين يوما ويحصل على ضمانات بعدم ملاحقته قضائيا. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن القيادي في المعارضة حسن زيد ان الخطة التي طرحوها خلال اجتماعهم بوزراء خارجية الخليج "متوقفة على موافقة الرئيس" صالح عليها. مضيفاً أن الطرف الأميركي شارك في وضعها. وتنص الخطة بحسب زيد على "تسليم الرئيس صلاحياته إلى نائبه لمدة ثلاثين يوميا، ويقدم الرئيس بعد ذلك استقالته ويصبح نائب الرئيس رئيسا بالوكالة لمدة شهرين وتنتهي هذه الفترة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية". وإذا ما وافق الرئيس اليمني على الخطة، يستطيع ان يحظى بضمانة لعدم ملاحقته قضائيا من خلال "إصدار قانون عفو". لكن الوفد الحكومي الذي التقى بوزراء خارجية دول الخليج يوم الثلاثاء طرح خطة تنص على تنحي صالح بعد خمسة أشهر، يتم خلالها سن تشريع جديد يمنع الملاحقة القانونية على صالح وأبناءه وأركان النظام، إضافة إلى فض الاعتصامات وتشكيل حكومة وطنية.
ويرفض شباب الثورة إعطاء أي ضمانات للرئيس صالح وأقاربه الذين يمسكون بزمام الأجهزة الأمنية، ويحملونه المسؤولين عن قتل وجرح مئات الشبان في غضون أكثر من شهرين منذ بدء الانتفاضة الشعبية العارمة المطالبة بإسقاط نظامه.