أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن المعركة ضد شبكة القاعدة لن تنتهي مع مقتل أسامة بن لادن، وقالت في كلمة ألقتها الاثنين إن أسامة بن لادن قاد حملة إرهابية استهدفت الأبرياء وأسفرت عن مقتل الآلاف من الناس في مختلف أنحاء العالم ومعظمهم من المسلمين. وأضافت كلينتون: أتمنى أن يكون في مقتل بن لادن عزاء لعائلات ضحايا الإرهاب. وقالت: "لم تكن هذه هجمات استهدفت الأميركيين وحدهم رغم أننا تكبدنا خسائر هائلة، بل كانت هجمات استهدفت العالم بأسره، في لندن ومدريد وبالي واسطنبول وأماكن عديدة أخرى. وقد تم استهداف أبرياء، معظمهم من المسلمين، في الأسواق والمساجد وفي محطات قطارات الأنفاق وعلى الطائرات".
وأشادت كلينتون بالدور الذي قامت به السلطات الباكستانية في العملية التي انتهت بقتل بن لادن. وأكدت باكستان أن ساعدت في ممارسة ضغوط كبيرة على القاعدة، غير أنها أضافت: "رغم أننا حققنا هذا الإنجاز المهم، إلا أنه ينبغي علينا ألا ننسى أن المعركة الهادفة إلى وقف عمليات القاعدة والجماعات الإرهابية المنتسبة إليها لن تنتهي بموت بن لادن".
هذا وقد صرح ليون بانيتا مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بأن الولاياتالمتحدة تتوقع أن يسعى الإرهابيون إلى الانتقام لمقتل زعيمهم أسامة بن لادن. ويقول جيف ماكوسلاند مستشار شؤون الأمن القومي في شبكة تلفزيون سي بي إس: "على المدى القريب قد نشهد بعض الهجمات الانتقامية التي ربما يشنها إرهابي يعمل بصورة منفردة بهدف الانتقام لمقتل بن لادن، غير أن مقتله قد يمثل على المدى الطويل ضربة تشل تنظيم القاعدة في وقت نشهد ربيع الثورات العربية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وهي ثورات من المؤكد أنها لا تؤيد تنظيم القاعدة".
أوباما يعلن مقتل بن لادن وكان الرئيس باراك أوباما قد أعلن الأحد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بأيدي قوات أميركية خاصة نفذت عملية استهدفت مكان اختبائه في مدينة آبوت آباد الباكستانية وحصلت على جثته بعد تبادل لإطلاق النار لم يصب فيه أي أميركي بجروح.
وقال أوباما في كلمة له إلى الشعب الأميركي في وقت متأخر من مساء الأحد إن "الولاياتالمتحدة نفذت عملية قتلت فيها أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة والإرهابي المسؤول عن مقتل آلاف الأبرياء من النساء والأطفال والرجال".
وأضاف أنه منذ عشر سنوات تقريبا تعرضت أميركا لأسوأ هجوم على أرضها عبر اختطاف طائرات مدنية ارتطمت ببرجي مر كز التجارة العالمي وأدت إلى انهيارهما ومقتل نحو ثلاثة آلاف شخص. وتحدث أوباما عن الآثار التي خلفتها هذه الهجمات على أسر الضحايا مشيرا في الوقت ذاته إلى أن "هذا الهجوم أعاد تأكيد الثقة بين الأميركيين بعضهم البعض والتعاون فيما بينهم بغض النظر عن الديانة أو العرق".
وقال إن هذا الهجوم نفذه تنظيم القاعدة الذي يرأسه أسامة بن لادن والذي تعهد بقتل الأميركيين والأبرياء حول العالم ومن ثم فقد قامت الولاياتالمتحدة بخوض حرب ضد القاعدة لحماية أراضيها وحلفائها وقامت على مدار عشر سنوات ببذل جهد كبير وقضت على مؤامرات لشن هجمات أخرى وأزاحت نظام طالبان في أفغانستان إلا أن بن لادن تمكن منذ ذلك الحين من الهرب كما عملت القاعدة على الحدود بين باكستانوأفغانستان لاستهداف المزيد من الأبرياء.
وأضاف أنه قام بعد تولي المسؤولية مطلع عام 2009 بمطالبة مدير وكالة الاستخبارات المركزية CIA ليون بانيتا بوضع قتل أو اعتقال بن لادن كأولوية للوكالة.
وأشار أوباما إلى أنه قد تم إبلاغه في شهر أغسطس/آب الماضي بالحصول على خيط حول بن لادن وإمكانية وجوده داخل باكستان موضحا أنه منذ ذلك الحين تم العمل لتأكيد هذه المعلومات وإضافة المزيد إليها.
وقال إن الولاياتالمتحدة حصلت في الأسبوع الماضي على تأكيد بأن المعلومات الموجودة حول مكان بن لادن كافية ومن ثم فقد قام بإصدار توجيهاته لتنفيذ عملية محددة نفذها فريق صغير من الأميركيين لم يتعرضوا لأي إصابات وتجنبوا إلحاق أي أذى بالمدنيين وقاموا بقتل بن لادن بعد تبادل لإطلاق النار وحصلوا على جثته.
ومضى أوباما قائلا إن "موت بن لادن أهم انجاز تم تحقيقه في الجهود الأميركية لهزيمة القاعدة" مشيرا إلى أنه "ما من شك في أن القاعدة ستسعى لشن هجمات لذلك ينبغي أن نبقى حذرين داخليا وخارجيا".
وشدد أوباما على أن الولاياتالمتحدة "لم ولن تكون في حرب مع الإسلام" مؤكدا أن "بن لادن ليس زعيما إسلاميا بل هو قتل الكثير من المسلمين في مختلف البلدان بما في ذلك الولاياتالمتحدة لذلك ينبغي أن يتم الترحيب بهذا النبأ في كل مكان".
وقال إن التعاون بين الولاياتالمتحدةوباكستان أسهم في الوصول إلى مكان اختباء بن لادن مشيرا إلى أنه قد تحدث إلى نظيره الباكستاني آصف علي زرداري وأكد معه على ضرورة مواصلة التعاون في القتال ضد الأعداء المشتركين للبلدين.
وأكد أوباما أن "الولاياتالمتحدة لم تختر هذه الحرب، وبعد عشر سنوات من التضحية نحن على علم بثمن الحرب" غير أنه شدد على أن أميركا " لن تتسامح مع أي تهديد لأمننا القومي ولن نألوا جهدا في الدفاع عن أميركا وحلفائها".
ووجه أوباما حديثه إلى أسر الضحايا قائلا إن "العدالة تم تنفيذها"، كما وجه الشكر لمن نفذوا العملية التي أدت إلى مقتل بن لادن.
وقال "إننا لم ننس أبدا الضحايا الذين سقطوا في هجمات سبتمبر/أيلول كما تعهدنا منذ ذلك الحين بفعل كل شيء لتجنب أي هجوم آخر"، داعيا الشعب الأميركي إلى "تذكر الوحدة التي حدثت بعد هذه الهجمات".