مكونات حضرموت وشبوة تعلن تأييدها الكامل لقرارات الرئيس وتحمل الانتقالي المسؤولية عن أي تصعيد    الشورى يدعو لاجتماع طارئ لمواجهة تداعيات الاعتراف الصهيوني بأرض الصومال    الجامعة العربية تجدد إدانتها للتحركات العسكرية التي تهدف الى تثبيت واقع انفصالي يُهدد وحدة اليمن    اللقاء الأسبوعي السادس بين الحكومة والقطاع الخاص يؤكد الشراكة في دعم الاقتصاد الوطني    الإمارات ترد على البيان السعودي وتوضح ملابسات شحنة الأسلحة المستهدفة في ميناء المكلا    لجنة معالجة قضايا السجون تواصل جهودها للإفراج عن سجناء الحقوق الخاصة    وزارة الاقتصاد والصناعة تحيي ذكرى جمعة رجب بفعالية خطابية وثقافية    خلال 8 أشهر.. تسجيل أكثر من 7300 حالة إصابة بالكوليرا في القاعدة جنوب إب    الأرصاد يحذر من تشكّل الصقيع ويدعو المزارعين لحماية محاصيلهم    انقسام داخل مجلس القيادة: نصف المجلس يعتبر قرارات العليمي غير دستورية    توجه حكومي لحماية الصناعة المحلية: تسجيل 100 مشروع جديد وفريق فني لحل إشكالات الضرائب    المعادن النفيسة تسترد عافيتها: الذهب يصعد 1% والفضة تقفز 3%    اعلان حالة الطوارئ واغلاق مختلف المنافذ ومنح محافظي حضرموت والمهرة صلاحيات واسعة    مكون الحراك الجنوبي يعلن تأييده لبيان قائد الثورة بشأن الصومال    السيناريو الجديد في حضرموت.. عسكرة الموانئ وانفجار صراع الوكلاء    اتفاق الأسرى.. وخطورة المرحلة    أمريكا تزود الكيان بصفقة طائرات (اف 35)    تأهل 14 منتخبا إلى ثمن نهائي أمم أفريقيا.. ووداع 6    الطيران السعودي ينفذ ضربة جوية في ميناء المكلا    نائب وزير الثقافة يزور الفنان محمد مقبل والمنشد محمد الحلبي    الصحة: العدوان استهدف 542 منشأة صحية وحرم 20 مليون يمني من الرعاية الطبية    الصحفي والأكاديمي القدير الدكتور عبد الملك الدناني    سفر الروح    بيان صادر عن الشبكة المدنية حول التقارير والادعاءات المتعلقة بالأوضاع في محافظتي حضرموت والمهرة    صنعاء.. الحكومة تدرس مشروع برنامج استبدال سيارات المحروقات بالسيارات الكهربائية    صنعاء: الاعلان عن موعد بدء صرف مرتبات نوفمبر 2025    فريق السد مأرب يفلت من شبح الهبوط وأهلي تعز يزاحم على صدارة تجمع أبين    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل والخدمة المدنية والتأمينات    إيران والسعودية تتباحثان حول اليمن ولبنان وتعزيز التعاون الإقليمي    أذربيجان تؤكد دعمها لوحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه    لملس يناقش أوضاع المياه والصرف الصحي ويطّلع على سير العمل في المشروع الاستراتيجي لخزان الضخ    التحالف الإسلامي ينظم دورة حول القانون الدولي الإنساني وعلاقته بمحاربة الإرهاب    النفط يرتفع في التعاملات المبكرة وبرنت يسجل 61.21 دولار للبرميل    صنعاء تحتضن أول بطولة لكرة القدم لمبتوري الأطراف من جرحى الحرب    لوحات طلابية تجسد فلسطين واليمن في المعرض التشكيلي الرابع    الصين تدعو إلى التمسك بسيادة اليمن ووحدة وسلامة أراضيه    تحذير أمريكي: تحولات شرق اليمن تهدد التهدئة وتفتح الباب لصراع إقليمي    إدارة أمن عدن تكشف حقيقة قضية الفتاة أبرار رضوان وتفند شائعات الاختطاف    صنعاء.. البنك المركزي يوقف التعامل مع خمس كيانات مصرفية    قراءة تحليلية لنص "من بوحي لهيفاء" ل"أحمد سيف حاشد"    بسبب جنى الأرباح.. هبوط جماعي لأسعار المعادن    المنتخبات المتأهلة إلى ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية 2025    وزارة الصحة: العدوان استهدف 542 منشأة صحية وحرم 20 مليون يمني من الرعاية الطبية    تكريم البروفيسور محمد الشرجبي في ختام المؤتمر العالمي الرابع عشر لجراحة التجميل بموسكو    مرض الفشل الكلوي (34)    حين يكون الإيمان هوية يكون اليمن نموذجا    الهوية والوعي في مواجهة الاستكبار    فلسطين الوطن البشارة    المكلا حضرموت ينفرد بصدارة المجموعة الثالثة بدوري الدرجة الثانية لكرة القدم    وفاة المخرج المصري الكبير داوود عبد السيد    محمد صلاح يواصل تحطيم الأرقام القياسية في «كأس أمم إفريقيا»    ضربة بداية منافسات بطولة كأس العالم للشطرنج السريع والخاطف قطر 2025    اتحاد حضرموت بحافظ على صدارة المجموعة الثانية بدوري الدرجة الثانية    الكشف عن عدد باصات النساء في صنعاء    الكتابُ.. ذلكَ المجهول    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. محمد عبدالمجيد قباطي: الرئيس صالح لا يتسم بأي أخلاق ويرى في احتراب اليمنيين الضمان الوحيد لهروبه بالأموال التي سرقها من الشعب
نشر في المصدر يوم 09 - 05 - 2011

أجرت قناة الجزيرة مباشر الأحد الفائت حوارا مع الدكتور محمد عبدالمجيد قباطي المستقيل من رئاسة دائرة العلاقات الخارجية بالمؤتمر الشعبي العام الحاكم.. قسم الرصد والمتابعة بالمصدر أونلاين أعد الحوار للنشر..
* نبدأ من زيارة رئيس الحكومة اليمنية إلى مسقط في طريقه إلى دول الخليج، ماذا يحمل مما قال إنها رسائل من الرئيس صالح إلى قادة مجلس التعاون الخليجي؟
- هذا ليس مستغربا، هو مواصلة لمسلسل التلاعب بالوقت ومحاولة تطويل المخرج الذي هو قاب قوسين أو أدنى، ويعني المزيد من ألاعيب التمويه والمماطلة المكشوفة.. الرئيس صالح وجه الإهانات تلو الإهانات لإخوتنا وأصدقائنا الذين استعدوا أكثر من مرة لحضور مراسيم التوقيع ولكن في آخر لحظة يتأجل الأمر في ظل ألاعيب مكشوفة أقل ما يمكن أن توصف به أنها صبيانية، ونحن نعتذر باسم الشعب اليمني عن كل هذه التكتيكات التي أصبحت محروقة تماما، والآن رئيس الوزراء هذا ينتقل ونحن نعرف أنه ليس بيده أي صلاحيات وأنا كنت ذات يوم مستشار له ولرئيس وزراء سابق له. هؤلاء الناس ليس بيدهم أي صلاحيات، هم مجرد كراكيس دمى للعرض والسلطة بيد علي عبدالله صالح وبلاطه الداخلي من أزلامه، سواء أبناؤه أو أبناء إخوانه وبقية العسكريين والمشائخ الفاسدين، رئيس الوزراء الذي يقول الآن دول الجوار ربعنا وإخواننا في الخليج، هذا الرجل ليس بيده أي شيء يقدمه، الرسائل مواصلة التأجيل.
* لماذا يرسل الرئيس صالح رئيس حكومته إلى الدول مجلس التعاون وقد رفض بشكل ما المبادرة الخليجية؟ هل هو تطويل الزمن كما قلت أم هي المراوغة كما يقول بيان اللقاء المشترك؟
- لا، المراوغة –في الحقيقة- كانت مكشوفة.. إذا فقط قرأت مقالة عبدالرحمن الراشد في صحيفة الشرق الأوسط اليوم.. اللعبة مكشوفة، من قبل خمسة أسابيع نحن نعرف أن هذا الرجل لا يريد أن يترك أبدا ولا يريد أن يقبل صفقات تعيد له الاعتبار ويخرج مكرما معززا من اليمن لأنه أعطيت له فرصة أكثر من فرص ناس آخرين، وهو يريد أن تستمر اللعبة، ضيع الآن أكثر من خمسة أسابيع، ويعني في حساباته أنه بإمكانه أن يضيع أيضا أسابيع أخرى وربما شهور ولكن نحن نقول وأنا مسؤول عن هذا الكلام، هذا الرجل لا يريد مخرجا سليما لليمن، هو يرى أن الضمان الوحيد له في أن يهرب بالأموال التي سرقها من هذا الشعب ويكون بعيدا عن المسائلة القانونية والجنائية للجرائم التي ارتكبها في حق شعبنا.. يرى بأن السبيل الوحيد أن يدفع باليمن إلى الاحتراب والتمزق لأنه يشعر بأن هذا الضمان الوحيد.. يريد أن يكرر سيناريو سياد بري في الصومال، يريد أن يهرب من اليمن بعد أن يكون قد أدخل اليمن في منزلق الاحتراب والتشرذم.
- كيف يفكر بالهروب وقد نقل معارض يمني أن الرئيس يخشى أن يكون مصيره مثل مصير حسني مبارك.. حتى في لحظة الخوف وتفادي هذا الوقوع، لماذا يفعل هذا علي عبدالله صالح وبإصرار كما يبدو وكما تقول؟
- أتفق معك، هو يخشى مصير حسني مبارك لكن مبارك رأى بأن هناك جيشا وطنيا استلم الحكم وقدر يتكيف مع ظروف التغيير الحاصلة في مصر، هذا الرجل لا يريد بقاء أي دولة ولا أي نظام، يريد فوضى في اليمن وهو يرى بأن الفوضى هي المخرج الوحيد له لكي لا يلاحق ولكن هو يضيع الفرصة للأمانة، أتيحت له فرصة ليس بعدها فرصة، أعطيت له ضمانات من قبل إخوتنا في مجلس التعاون الخليجي وبشهادات دولية ليخرج سليما معافى مكرما يحتفظ بهيبته لكنه لا يريد. نحن نقول في عدن هذا الرجل "مدبر" يعني نزل عليه الدبور يعني لا يريد أن يأخذ بهذه الفرصة، هو رجل استمرأ لعبة المواجهات والقتل وتخضيب يديه بالدماء على مدى الثلاثة والثلاثين عاما منذ قبل أن يصعد إلى الحكم فهو يستمرئ اللعبة.
* لنتوقف قليلاً مع مبادرة الخليج في نسختها الأولى ثم في نسختها الثانية التي أضيفت إليها بعض البنود وقالت المعارضة وقال الشارع اليمني إنها فصلت تفصيلا لرئيس علي عبدالله صالح.. لماذا لم يرض الرئيس صالح حتى بالمبادرة في نسختها الثانية؟
- نحن نعتبر أن هذه المبادرة الآن قد تمت ثلاث نسخ سابقة والآن في نسخة قادمة.. نسختها الأولى أعلنت يوم 3 ابريل والنسخة الثانية كانت يوم 10 ابريل وأعلنت يوم 11 ابريل، والنسخة الثالثة كانت بعدها بعشرة أيام، والآن نسمع عن نسخة رابعة نشرتها إحدى الصحف السعودية أمس، وكل هذه النسخ واضحة، ونحن نقول بأن إخوتنا في مجلس التعاون الخليجي أصبحوا مثل قارون هذا النظام ويعطوه الفرصة تلو الفرصة ويعدل في المبادرات، شعبنا الآن وشبابنا وأبنائنا يستغربون الآن ويتساءلون لماذا كل هذه الترضية لهذا الرجل؟ واضح بأن مبادرة إخوتنا في الخليج قائمة على أساس صفقة من جانبين الجانب الأول هو رحيل آمن لرئيس كيف نضمن له رحيلا آمنا مشرفا وأيضا يضمن له نوع من المناعة أو عدم المتابعة والملاحقة، هذا الجانب الأول من الصفقة، ومقابله يترك اليمن آمنا بعيدا عن كل ما يخطط له من شهور، هذا المحور الأساسي في هذه الصفقة: رحيل آمن مقابل الأمن والحصانة.
* أريد أن استفيد من تحليلك هل هو الكبرياء السياسي الذي يتملك الرؤساء؟ هل هي العصبية القبلية اليمنية التي تستيقظ مرة أخرى في الرئيس صالح أم كيف تسمي هذا الرفض لما يضمن له مصالحة وعدم معاقبته ومحاسبته؟
- أنا قلت لك الجواب الذي يمكن أن تفسر به، هذا هو الغرور، والجانب الآخر الذي قلت لك هو "الدبور" بما نسميه في عدن الدبور عدم القبول ما يرتضيه لك الحظ والقسمة من مخرج آمن، هو لا يرتضي هذا وربما هذا في كثير من الناس يقولون هذا، يعني عدم توفيق من ربنا لأنه لو كان موفقا كان أخذ هذه الفرصة وهى فرصة لم تعط للكثير من غيره، ويبدو أنه الغرور مع ما نسميه "الدبور" هو الذي دفعه للمناورة.
* أليس ذلك من النزعة القبلية اليمنية التي تمشي في الإنسان حتى ولو لم يشعر بها؟
- لا، كان هناك نوع من الإسفاف، الحديث عن التقاليد القبلية في اليمن وأن اليمن سوف يتشظى وأن القبائل سوف تحترب، ونحن نرى كل يوم أخي محمد هذه القبائل المسلحة في اليمن التي نزلت من كل حدب وصوب من كل الوديان والجبال نزلت بدون السلاح تقابل هذا التعجرف لهذه السلطة العسكرية المشين بصدور مفتوحة، أبدا ليس فيها من القبلية في شيء، هذا الرجل مغرور ويريد أن يحرج إخوتنا في مجلس التعاون الخليجي ويسرب بأن لديه أوراقا للضغط عليهم، مؤسف جدا أنه في أحاديث داخلية تتحدث الآن بأن لديه أوراق ضغط على إخوتنا في المملكة العربية السعودية ويهددهم بأنني الوحيد الذي وقعت معكم اتفاقية جدة وإذا ذهبت أنا اتفاقية جدة سوف ترحل.
* بناء على ما تقول والسعودية تحديدا وأيضا نتذكر موقف الرئيس صالح من قطر والمباشرة في الخطاب والتوجيه، كيف يمكن أن يستقبل قادة دول مجلس التعاون الخليجي رئيس وزراء صالح؟ هل يمكن أن يعودوا مرة أخرى للمبادرة؟
- أظن هذه آخر فرصة لأنهم يردون أن يسمعوا منه قبل.. أظن أن يحددوا موقف لأن إخوتنا في مجلس التعاون الخليجي وبذات إخوتنا في المملكة العربية السعودية هم الشقيقة الكبرى في هذه المنطقة في منطقة الجزيرة ونحن نشترك معهم فيما يزيد عن 2500 كيلو متر من الحدود أظن أنهم أعطوه الفرصة الأخيرة لمبررات ودواع واهية، لماذا لا يوقع؟ الحديث عن التوقيع بهذا الشكل الذي أصبح مخجلا لنا كيمنيين كعرب، يا أخي لما تقرأ مقالة عبدالرحمن الراشد اليوم مقالة مخجلة كيمنيين، هذا الرجل لا يتسم بأي أخلاق وبأي مصداقية وبأي سلوك يتسم به الرؤساء ورجال الدول، هذا ليس رجل دولة، هذا رجل يلعب بقضايا أصبحت مضحكة، وبالتالي لا أظن أن هذا هو مجرد إعطائه الفرصة الأخيرة لأن إخوتنا في مجلس التعاون الخليجي بيدهم أوراق لضغط كبيرة يكفي فقط أن يجمدوا جزء من أمواله في داخل الخليج ليرتدع.
* طبعا والوساطة ضمنت له أمواله الموجودة كما يقال أو كما تقول المعارضة في الخليج.. نتحدث عن الطرف الخليجي عن الوساطة التي لم يقبل بها الرئيس صالح ولم يقبل بها أيضا الثوار، مبعوث الأمم المتحدة التقى الرئيس والتقى المعارضة وقال فيما معناه إن التوقيع على هذا الاتفاق مسدود كيف يمكن الآن أن يكون الموقف الدولي والأمم المتحدة تحديدا مما يجري في اليمن؟
- في الحقيقة نحن نعرف بأن إخوتنا في مجلس التعاون الخليجي في ظل التناغم الذي يجب أن يشترك فيه العالم، التناغم ما بين الأداء الإقليمي والأداء الدولي يبدو أنهم تحملوا على عاتقهم مسألة حل هذا الموضوع بشكل سلمي.. الموقف الدولي وأنا هنا في لندن متواصل مع كثير من أصدقائي السابقين السفراء الذين أعرفهم الآن هم الآن بعضهم وكلاء وزارات وإلى آخر مواقفهم كانت واضحة الأصدقاء الأمريكان قبل أربعة أسابيع حددوا وطالبوا أن يبدأ الرئيس صالح بإجراءات فورية لنقل السلطة، الاتحاد الأوروبي كان موقفه في هذا الجانب، لكن نحن نعرف أن هذه المبادرة بمباركة دولية من قبل الأمريكان والأوروبيين لكن الآن خمسة أسابيع مرت 35 يوما وهي فترة أطول من الفترة الانتقالية التي أعطيت ما بين أن يقبل أن يوقع على المبادرة ويقدم استقالته، ونحن –للأسف- كنا ندرك بأن هذه الفجوة ما بين التوقيع وتقديم الاستقالة للبرلمان هي مضيعة للوقت وهو في الحقيقة أضاع فترة يمكن..
* ما هو المتوقع في ظل ما تقول رأي الأمم المتحدة؟ هل سوف يرفع العالم يده عن صالح ونشهد زحفا نحو القصر كما يقول الثوار؟ ما هو المتوقع فيما سيأتي في المشهد اليمني؟
- في الحقيقة نحن نريد من أصدقائنا أن يكون لهم موقف واضح وموقف رادع لهذا الرجل لأنه لا يغامر في الحقيقة باستقرار وسلامة ومقدرات اليمن، هو يغامر الآن بالأمن والسلام الإقليمي بل بالأمن والسلام الدولي وبالتالي الإقليم والعالم ليس مطلوب منه أن يبقى في موقف المتفرج ليس فقط من منطق إنساني ولا من منطلق المسؤولية وإنما من منطلق المصلحة، إذا كان هذا الرجل يغامر بالسلام والأمن الإقليمي ويغامر السلام والاستقرار العالمي يجب ردعه كما حصل وهذا ما سوف يشعر به الشارع اليمني وأنا أتواصل مع الشباب في عدن وفي صنعاء يوميا يعني يتصلون بنا ويقولون ليش هذا التخاذل الذي يظهر من قبل الإقليم والعالم لاحظ أن إخوتنا في مجلس التعاون الخليجي عندما رأوا القذافي تمادى على طول طلبوا وانعقدوا ومارسوا الضغط.
* هل نشهد نفس ما حدث مع القذافي كما تقول مع الرئيس صالح في ظل فشل هذه المبادرات والأطراف السياسية الخليجية؟ هل سنشهد انتقالا لمرحلة أخرى قد تكون تدويل القضية اليمنية وقد بدأت؟
- في الحقيقة أنا أتعشم وأشعر بأن الإخوة في مجلس التعاون الخليجي وجهوا إنذارا أخيرا وهذا يفسر إرسال الرئيس لرئيس وزرائه لأنه رئيس الوزراء، هذا مطروح أحد الأسماء اللي كان علي عبدالله صالح يطرحها بأن هذا هو نائب رئيس الجمهورية الذي سوف يعينه صالح نائباً جديداً له.. أظن أن هذه مناورة أخيرة لكن إخوتنا في مجلس التعاون الخليجي وبالذات في المملكة العربية السعودية مطلوب منهم أن يتحملوا مسؤولية في ظل أن الرجل قبل خمسة أيام يقصف إخوتنا في داخل يافع بالطائرات، ماذا نريد أكثر من كذا يقصف بالطائرات رجل قبل حوالي ستة أسابيع عمل مكيدة لأبنائنا في أبين وإخوتنا في أبين وقتل منهم مائتين..
* في هذا الموضوع أو ما يمكن أن اسميه تأزيم المشهد، تابعنا كيف انتقلت الطائرات كما قالت المعارضة بأسلحة وذهبت إلى مطار.. تابعنا الغاز الذي لم يفسر حتى الآن وضعه.. تابعنا القناصات وتابعنا أيضا تهمة النساء الحرائر اليمنيات إلى اختطاف النساء.. ماذا يريد علي عبدالله صالح بهذه المشاهد التي تؤزم الوضع اليمني يوما بعد يوم، إلى أين يذهب؟
- أخي كل هذا -كما يقال- نوع من اللغز.. الصورة تتركب من قطع صغيرة، الصورة كانت واضحة قبل أن نحاول نركب قطعها بشكل مختلف، الرجل هذا منذ البداية كان يجب ردعه لأنه معروف، الآن إخوتنا في المملكة العربية السعودية أكثر ناس تأذوا منه، يهرب الأسلحة إلى أراضيهم يهرب الأفيون والمخدرات، يهرب البشر، يهرب السلاح، يهرب الإرهاب، يهرب كل شيء، وإذا هم ورجل عنده الوجه الذي لا يستحي لأنه بعدين يرسل لهم وزير خارجيته يقول تعالوا تدخلوا وبعدين يقول نرفض التدخل، فبالتالي مطلوب الآن وقفه جادة من إخوتنا في مجلس التعاون الخليجي ونحن أيضا بالحقيقة نحمل الرأي العام العالمي وبالذات أصدقائنا الأمريكان والأوروبيين وفي المقدمة منهم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لأن الرجل الآن هذا إذا انتقل إلى الشر، إذا انتقل إلى المواجهات العسكرية، سيستخدم قوات دربت من قبل أصدقائنا الأمريكان والبريطانيين لمواجهة الإرهابيين، استخدم هذه القوات في المجازر، يوم مجزرة 18مارس ومجزرة الأربعاء 27 ابريل، هذا الرجل سيتوجه..
* هذا المكان الذي يمر فيه أكثر من نصف نفط العالم كما يقال صحح لي إن أخطأت هل يسمح الآخر في أن يفعل الرئيس علي عبدالله صالح في هذه المنطقة الحساسة.. ليست داخل اليمن ولكن بالنظر إلى المصالح الغربية والأمريكية؟
- أخي هذا الرجل يريد أن يبتز العالم ويجب على العالم أن يرد عليه أنه ليس بيده أن يبتز. هذا الرجل في تقديري يرقص الرقصة الأخيرة، هو استمرأ لعبة الرقص على رؤوس الثعابين لكنه يرقص الرقصة الأخيرة كالديك المذبوح أو كالفار الملذوع من الثعابين، وبالتالي فقد رشده وفقد عقله، لا يمكن ولا يسمح له بأن يدخل المنطقة، هذه حالة من الاضطراب وستؤثر على العالم يا أخي وبالتالي لابد أن نرى من إخوتنا في مجلس التعاون الخليجي موقفا متشددا عليهم فقط أن يجمدوا أمواله ويرون سيخضع صاغرا لمبادرتهم ونريد من الأمم المتحدة أن ترفع القضية فيما يخص بحقوق الإنسان هذا الرجل يقتل من أبنائنا يوميا بدم بارد ويقصفهم ويتآمر عليهم ويخطف الناس ويعذبهم، هناك من القصص التي يندي لها الجبين، في كل يوم هناك شباب يضيعون جرحى من المستشفيات يخطفون.
* أنت توجه هذه الملاحظات ولكن ما رأيك في اللقاء المشترك قبل تلك المبادرة في وقت رفض فيه الثوار والآن يقول اللقاء المشترك في بيانه وقد تحمل اللقاء المشترك وشركائه مسوؤليتهم في استمرار العملية السياسية في التعاطي الإيجابي مع المبادرات.. أليس النقد يوجه الآن إلى اللقاء المشترك وربما هو الذي أعطى خيطا للرئيس علي عبدالله صالح كما يقول الثوار؟
- أنا أعرف طبيعة الضغوط التي مورست والضمانات التي كانت قدمت للقاء المشترك أنا متواصل مع الأخ الدكتور ياسين سعيد نعمان رئيس اللقاء المشترك ومتواصل أكثر مع الأستاذ محمد سالم باسندوة هذا السياسي اليمني المحنك قدمت لهم ضمانات في الصيغة الأولى والصيغة الثانية على أن هذا يعني في النهاية أن المبادرة هي صفقة ما بين قضيتين الرحيل الآن للرئيس بإعطائه ضمانات وصكوك للغفران طبعا هذه الصكوك ليست عملية في الحقيقة.. نحن في اليمن بعد النسخة الثالثة كان المفروض أنهم (أي المشترك) يعلنوا موقفا واضحا جدا ومطلوب منهم في الحقيقة أن يحاولوا أن يتجهوا -وكانت هذه نصيحتنا في البداية- أن يشكلوا ائتلافا وطنيا شاملا جامعا لكل الناس ليس فقط من اللقاء المشترك والأحزاب الرسمية الموجودة في داخل البرلمان وإنما أيضا بقية الأحزاب التي خارج البرلمان وأخص بالذكر حزب التجمع الوحدوي اليمني مجموعة عمر الجاوي حزب الرابطة المجموعة الأستاذ عبدالرحمن الجفري والحراك في الجنوب والحوثيين والمعارضة بالخارج وكل الشخصيات الاجتماعية والمنظمات المجتمع المدني هؤلاء جميعا يجب أن يشكلوا ائتلافا ويجسدوا التلاحم الحقيقي مع ثورة التغيير مع هؤلاء الشباب لأنه مطالب الشباب وتوجههم لبناء دولة يمنية حديثة قائمة على أساس الشراكة في السلطة والثروة والمواطنة المتساوية المتكافئة بالبعد.
* هذا يحدث عندما يكون هناك التوازن والتفاهم والاتفاق العام ولكن على فرض أن الرئيس صالح وافق على المبادرة ألا يعني هذا بعد ذلك أن الثوار سيقفون في وجه اللقاء المشترك وربما ستتعثر الثورة وستبدأ المواجهة، أليس هذا من الأخطاء التي يبدو أنها تطرح الكثير من الأسئلة في البحث عن هذا النسق الذي تتحدث عنه؟
- أشكرك أخي محمد أنت -كما يقولون- أصبت كبد الحقيقة، وأنا على شان كذا قلت لك مبادرة إخوتنا في مجلس التعاون الخليجي فيها شيء غائب مخل وهو قضية القبول لأنه كل القوى السياسية بما فيها اللقاء المشترك جميعا كلهم يقولوا بأن القضية الجنوبية حلها هي المفصل الأساسي في حل القضية الكاملة ومن هذا المنطلق نحن شاهدنا الجمعة الماضية سميت بجمعة الوفاء للجنوب هي توجيه رسالة لإخوتنا في الجنوب وأنا منهم لأنه هؤلاء الناس في الحقيقة هم من ابتدءوا هذا التحرك هذا الربيع اللي يشهده العالم العربي كان قد ابتدئ منذ قبل خمس سنوات عندما تحرك الحراك السلمي لأبنائنا وإخوتنا في الجنوب عندما أظهروا هذا الوجه البشع لهذا النظام الذي وسخ ثوب الوحدة.. الوحدة في الأساس بضاعة وصناعة جنوبية بامتياز منذ ما يقرب مائة عام لكن هذا الرجل وسخ ثوب الوحدة وقرنه بالكثير من الأوساخ والأدران لابد من تنظيف هذا الثوب لكي لا ننتقل من مشكلة إلى أخرى مثل ما تقول نحن الآن إذا وقع علي عبدالله صالح يجب أن يكون البعد الآخر في المبادرة هو أن يكون هناك حل شامل للقضية اليمنية والمدخل منها هو حل القضية الجنوبية وفي القلب منها مهم جدا وأنا من أبناء عدن قضية أبناء عدن والقضية العدنية.
* دعني أسألك عن الجنوب، سمعنا كثيرا على الجزيرة مباشر أصواتا تتحدث أن موضوع الجنوب الآن مدمج بالشكل العام أن المشكلة ليست في الانفصال ولكنها في الرئيس صالح، أنا اسأل هل اتفاقيات الوحدة والإخلال ببندي السلطة والثروة هما اللذان جعلا اليمنيين الجنوبيين يطالبون بذلك.. إذا تحقق ذهاب الرئيس علي عبدالله صالح وجاء آخر وتم الاتفاق على الثروة وعلى السلطة هل تنتهي مشكلة الجنوب؟
- بالتأكيد لكن أنا لا أريد أن اختزلها فقط بمسألة الثروة والسلطة أنا أريد أن اختزلها ببرنامج وطني..
* أعني العناوين الكبرى هناك التفاصيل ولكن الشرط إلى كبرى العناوين؟
- العنوان الكبير يا أخي نحن نرى بأنه حل القضية الجنوبية لن يتم إلا بالتوجه ببناء دولة مدنية حديثه قائمة على ما قلت: الشراكة في السلطة والثروة والمواطنة المتساوية والفرص المتكافئة، قيام دولة برلمانية فدرالية، لابد من نظام برلماني فدرالي، وهذا مطلب الجنوبيون من فترة طويلة.
هذه وثيقة من الرحلة اليمانية لعبدالعزيز الثعالبي، هذا مشروع قدمت دعوة إلى عقد مؤتمر يمني عام في عام 1924م الجنوبيون حينها مشائخ وسلاطين وأمراء الجنوب ومعهم أعيان عدن عرضوا على الإمام يحي في عام 1924م التوجه لبناء دولة يمنية اتحادية فدرالية على أساس برلماني وقيل للإمام يحيي نحن نقبل بك تبقى ملكا وتبقى إمام لكن تملك ولا تحكم، نظام برلماني، هذا منذ 90 عاما، وبالتالي المخرج للقضية واضح.
* هل للثورة والثوار المشروع المغاير تحقيق مجتمع مدني بلد متطور يعني يصنع قطيعة مع ما كان دولة جديدة تحقق هل أن القطار اليمني سيمشي بعربتين أعني الشمال والجنوب دون مشكلات؟
- لا، لا.. خليني أقول لك لاحظ إحدى الوثائق الأساسية بجانب هذه الوثيقة التي أعرضها الآن التي قلت لك مشروع الاتفاقية الذي كان معروضا في عام 1924م، لدينا وثيقة بعد هذا بسبعين عاما في عام 1994م في وثيقة كانت وثيقة إجماع وطني وسميت حينها وثيقة العهد والاتفاق وهذه الوثيقة وقع عليها علي عبدالله صالح وكل أطراف المنظومة السياسية اليمنية والشخصيات الاجتماعية والقادة والى آخر ذلك، هذه الوثيقة تحدثت عن تصحيح مسار الوحدة وقيام وحدة فدرالية بالأساس وتقسيم اليمن إلى أقاليم ما بين أربعة إلى سبعة أقاليم، هذا التقسيم يجب أن يقوم على أساس جغرافي ديمغرافي اجتماعي اقتصادي بالكامل، وهذا المشروع يصنع دولة اتحادية يمنية قائمة على أساس أقاليم، الناس ينسوا، في التاريخ عندما استقل اليمن الشمال في عام 1918م كان اليمن الشمالي مكون من ثلاثة أقاليم ما يقارب مائة عام نحن نطالب بتسوية تاريخية يمنية شاملة لكل المشاكل التي شهدها اليمن على مدى مائة عام، هذه التسوية التاريخية يجب أن تقوم على أساس مصالحة وطنية عامه مصالحة جنوبية جنوبية، شمالية شمالية، شمالية جنوبية، لأنه هناك كثير من المشاكل التي تراكمت على مدى فترة طويلة وأنا من الناس الذين يقولون إن المشكلة الجنوبية في عام 94م تجسدت بشكل كبير لكن ابتدأت على الأقل من عام 64م في وجهة نظري.
* نعود إلى اليمن الموحد الثائر الآن في هذه الساحات وفي هذه الشوارع: هناك نوايا للذهاب للاعتصام أو الذهاب إلى قصر الرئيس، هل هذا هو الحل النهائي لليمن ولأزمته ومن أجل أن يرحل الرئيس؟
- في الحقيقة ربما يكون ذلك هو الحل النهائي لكن نحن بالحقيقة نتطلع إلى إخوتنا في مجلس التعاون الخليجي وإلى أصدقائنا في الخارج.. لاحظ أنه العام الماضي هنا في لندن قبل حوالي خمسة عشر شهرا تشكلت مجموعة اسمها مجموعة أصدقاء اليمن وهذه المجموعة كان الغرض منها هو أن تنقذ اليمن من أن تتحول إلى دولة فاشلة هذه المجموعة وهي في الأساس مشكلة بشكل أساسي من إخوتنا في مجلس التعاون الخليجي ومن أصدقاءنا في العالم وبالأساس منهم أيضا المجموعة الأوروبية ومجموعة "الجي سفن" الدول الصناعية السبعة الكبرى أو الثمان الكبرى هذه الدول مطلوب منها الآن أن تتحمل مسؤوليتها لكي لا يتحول اليمن لأن علي عبدالله صالح يريد أن يدفع باليمن لتتحول إلى التشظي وإلى دولة فاشلة لكي هو يريد أن يدفّع الإقليم والعالم ثمن عدم مناصرته للبقاء كجزار، كحاكم بالقوة، وبالتالي نحن نطلب منهم أن يبدؤا بالضغوط عليه، نريد أن نرى الأمريكان والأوروبيين يجمدوا أمواله، نريد أن نرى بداية قطيعة وممارسة نوع من الضغط والمقاطعة لهذه الدولة والتعامل معها، نريد أن نرى بأن تجمد أرصدة مسؤولين في النظام ويمنعوا من الحركة.. مثل هذه الخطوات ربما تكون كافية لكي يعود هذا الرجل إلى رشده أما بعدها ليس هناك غير الزحف لأنه ليس هناك من مرد أبدا لأن هذه الثورة تحرك والقطار تحرك وعلي عبدالله صالح مثل ما قلت يرقص رقصته الأخيرة وعليه أن يأخذ بالفرصة التي أعطيت له، الفرصة الكريمة من قبل أهلنا وأحبائنا في الخليج الذين يريدون الأمن والاستقرار اليمن ويريدون أن يروا اليمن خرج آمنا سالما بعيدا عن التشظي والاحتراب، يجب أن يأخذ هذه الفرصة ولكن إذا لم يع مثل هذا الموقف فعلى إخوتنا أن يمارسوا الضغط وعليهم الآن وهي فرصة أن يحملوا الدكتور علي مجور رئيس الوزراء برسائل واضحة أن هذا إذا لم يتحرك خلال الأيام القليلة القادمة فإن دول مجلس التعاون الخليجي ستتحمل مسؤوليتها وليست هي وسيطة، هي معنية بالأمر لأن الرجل يلعب ويخاطر بمصالحها واستقرارها وأمنها وأمن العالم كله، وعلينا جميعا في الجزيرة والخليج كمنظومة متكاملة أن نعاضد بعضا ونتحمل مسؤوليتنا بشكل واع لأهمية التاريخ والجغرافيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.