صنعاء - وهيب النصاري أوصى المشاركون في ندوة “دور القطاع الخاص في العصيان المدني ومساندة ثورة الشباب”، التي عقدت أمس الأربعاء بساحة التغيير بالعاصمة اليمنية صنعاء، بضرورة استجابة رجال الأعمال لدعوة الثوار في تخصيص يومي السبت والأربعاء من كل أسبوع لإغلاق المحلات والمؤسسات التجارية، للضغط على النظام وإيصال رسالة للعالم أن هذا النظام غير شرعي .
وأكد الدكتور عبدالقادر البناء أن “الضرورة الوطنية تستوجب أن يقدم القطاع الخاص الدعم المعنوي والمادي لشباب الثورة بالوسائل المتاحة كافة” . أضاف قائلاً في الندوة التي نظمها المركز اليمني للإعلام الاقتصادي إن “القطاع الخاص تعرض للكثير من الظلم والابتزاز خلال حكم الرئيس صالح، فيجب أن يشعر رجال الأعمال بمسؤوليتهم الوطنية لتقديم الدعم والمساندة لهذه الثورة” .
وقال في مداخلته بعنوان “الضرورة الوطنية لدعم القطاع الخاص والوسائل المتاحة لدعم الثورة”: “نراهن على أن يتحول هذا القطاع بعد الثورة إلى الشريحة ذات القوة الفاعلة المستقلة التي لا تنتمي لحزب قوي أو قبيلة تحتمي بها لتسيير أعمال بطرق متعددة، ولا نريد رجال أعمال يتحولون إلى أعضاء في حزب الأغلبية -الحاكم- يحتمون به، نريدهم أن يحتموا بالقوانين والتشريعات الوطنية التي ترسيها هذه الثورة” .
وأوضح أن النظام الحالي ابتدع الوسائل كافة لابتزاز القطاع الخاص ورجال الأعمال، وخلق رجال أعمال صعدوا بمحسوبية مستغلين مناصبهم في الحزب الحاكم، مشيرا إلى ضرورة البحث عن بديل جديد وبنية اقتصادية وسياسية متكاملة يحتمي الجميع بها تحت سقف دولة مدنية حديثة يحكمها القانون والدستور .
وتحدث رجل الأعمال عبدالله الحظا بمداخلته عن “الذي يمكن أن يقدمه القطاع الخاص للثورة السلمية . . وكيف تحقق العصيان المدني” والتعسفات والابتزازات التي يتلقاها القطاع الخاص من النظام الحالي من فرض إتاوات غير قانونية .وقال في الندوة إن هذه السياسة التي انتهجها نظام صالح جعلت معظم رجال الأعمال يهربون بأموالهم إلى خارج الوطن للاستثمار في بيئة مستقرة لا تتعرض للابتزاز والنهب، مشيرا إلى أن “هذا النظام نشر الفساد بمؤسساته كافة حتى القضاء الذي أصبحت القضايا التجارية تعرض فيه لعشرات السنين دون أن تحل لعدم استقلالية القضاء”، ودعا “رجال الأعمال كافة وأصحاب المنشآت الصغيرة والكبيرة إلى الاستجابة لدعوة الشباب الثوار بإغلاق محلاتهم يومي السبت والأربعاء كل أسبوع”، متمنياً أن “يكسروا حاجز الخوف لتحقيق هذه الثورة السلمية البيضاء للمشاركة في بناء دولة يسودها ويحكمها القانون”، كما أشار إلى أهمية مساندة ودعم الثورة بالوسائل المتاحة كافة، وشدد على ضرورة الثبات والتعاون مع بعضهم .
وتحدث عضو اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية السلمية وسيم القرشي عن مطالبهم كشباب من القطاع الخاص وما الدور المفترض أن يقوموا به، وقال إن الشباب عقدوا عهداً مع الموت ألا يبرحوا الساحات ويتمنون من رجال الأعمال أن يعقدوا صلحاً وعهداً مع أنفسهم لإنجاح الثورة السلمية بالوسائل كافة أهمها إنجاح عملية العصيان المدني كونهم أكثر المتضررين من بقاء هذا النظام .
وأرجع القرشي أسباب نجاح العصيان المدني يومين في الأسبوع من الساعة الثامنة صباحا حتى الثانية عشرة ظهراً إلى تجاوب التجار مع الدعوة، وقال إن ذلك سيعمل على عزل النظام داخلياً وخارجياً وسيكون بعدها إسقاط النظام سهلاً علي الجميع، مطالباً القطاع الخاص بالاستجابة للعصيان المدني وأيضا الامتناع عن دفع الضرائب والتعامل مع الدولة كونها ستوقف المخزون المالي الذي يستعين به لضرب الثوار المعتصمين .
وكان شباب التغيير قد دعوا التجار بمختلف المدن اليمنية للإضراب الجزئي عن العمل أمس الأربعاء للضغط على النظام لتحقيق أهداف الثورة الشعبية، مجددين دعوتهم للتجار للمساهمة في إنجاح الإضراب والتوقف عن مزاولة نشاطهم التجاري .