ما قام به الرئيس علي صالح من هجوم شنيع على حكومة قطر وشعبها الكريم واتهامه السافر لهذه الدولة الوفية بالتدخل في الشئون اليمنية، وبأنها تروج للفتنة من خلال قناة الجزيرة وتقوم بتمويل المعارضة اليمنية كل ذلك قد أحرج وألم كل اليمنيين الذين يكنون أنبل مشاعر المحبة والوفاء لهذه الدولة وقيادتها التي شرفت الأمة والمنطقة العربية بمواقفها الايجابية المتميزة . كما يثمن اليمنيون مواقف دولة قطر الداعمة وأياديهم البيضاء في كثير من الأحداث اليمنية على امتداد التاريخ الحديث. وإذا كان هذا الرجل قد اعتاد على البحث عن ذرائع وتحميل عوامل داخلية أو خارجية كنتائج سياسته القاصرة والفاسدة طوال فترة حكمه فإنه هذه المرة يحاول أن يهرب من إخفاقاته في مواجهة الثورة اليمنية الشعبية على نظامه وسياسته في جميع المحافظات ليتهم دولة قطر الكريمة بالتدخل بشئون بلاده . نعم يتهم دولة قطر التي ظلت تجبر عثراته المتكررة وخاصة في الناحية الاقتصادية والتنموية لعقود ماضية، قطر التي حاولت بدافع حبها لهذا الشعب المغلوب على أمره تكريس كل قدراتها ودبلوماسيتها لمساعدة الحكومة اليمنية ببرامجها التنموية، سعيا لتحسين معيشة شعب عظيم أغرقته سياسة الإفقار, واصطناع المشكلات والاضطرابات التي ظلت تمارس من هذا النظام على شعبه . ومن هنا فان الشعب اليمني كان وسيظل يذكر مواقف هذه الدولة الشقيقة وأياديها البيضاء والتي يأتي أهمها:- - موقفها المؤيد للوحدة اليمنية وانحيازها للإرادة الشعبية المتمسكة بالوحدة ودعمها المادي والدبلوماسي لتثبيت الوحدة اليمنية في حروب الانفصال عام 94م باعتبارها نواة للوحدة العربية. - مواقفها الداعمة للمشاريع التنموية في كافة المجالات التنموية والتعليمية والصحية والإعلامية داخل اليمن طوال العقدين الماضيين. - سعيها الحثيث للدفع بإدماج اليمن لمجلس التعاون الخليجي كحق طبيعي لتوحيد شعوب لا تجمعها الجغرافيا فحسب بل تجمعها التاريخ والدين واللغة والعادات والتقاليد. - مساعدة اليمن على استضافة خليجي20 في عدن وتقديم كافة أنواع الدعم لليمن لتمكينها من القدرة على الإيفاء بتعهداتها أمام دول الخليج. - دورها الكريم في الوساطة الذي أدى إلى إيقاف نزيف الدم اليمني جراء حروب صعده الستة بين الحكومة وجماعة الحوثي وتكرمها بالقيام بإعمار ما أهدرته يد العبث في هذه المحافظة. - عدم الاكتفاء بالدعم المادي اللامحدود في مؤتمر أصدقاء اليمن بل تعدى ذلك لإقناع كثير من الدول الشقيقة والصديقة للوقوف والمشاركة بتمويل كثير من المشاريع التنموية في هذا البلد. - تمويلها لإقامة أكبر مدينة طبية والتي هي الآن قيد الإنشاء في محافظة تعز وقد سماها النظام باسم مدينة الصالح ليعدها أحد انجازات نظامه. - حرصها على استيعاب العمالة اليمنية بدول الخليج وعملها على تأهيل وتدريب مئات الآلاف من العمالة اليمنية عبر مشروع صلتك التابع للمؤسسة القطرية للتربية والعلوم وتنمية المجتمع لتتواكب مع متطلبات أسواق العمالة بدول الخليج. وغير ذلك مما لا يمكن حصره من المواقف الدبلوماسية والأخوية التي لا يمكن أن ينساها الشعب اليمني لإخوانهم دولة قطر حكومة وشعبا. فباسم الشعب اليمني نقول عفوا دولة قطر مما اقترفه هذا الرئيس بحقك والذي لم يعد يربطنا به للأسف إلا المواطنة. وماذا تنتظرون من شخص جحد أهله واستعمل كل أنواع الفساد والإفساد بحق الشعب الذي أمنه على نفسه وماله وهاهو اليوم مع كل مراوغاته أمام مطلبنا الشعبي برحيله فإنه اليوم ينسج خيوط خبثه لصنع الألغام ليمن الغد سعيا لتعكير حياتنا عقودا أخرى بعد رحيله. لكن الشعب اليمني مصر على ترحيله وهاهو يدفع حياة خيرة أبنائه ليكفر عن ذنبه في طول صبره وحلمه على هذا العابث كل هذه السنين كما أن كل الفئات اليمنية خرجت تطالبه بالتنحي والرحيل من حياتهم. واسأل الله ان نتمكن من محاكمته هو وكل العابثين بحياتنا وأمننا القومي وكذا علاقتنا الدولية.