لم يجد النظام اليمني وسيلة للدفاع عن نفسه تجاه المواقف الغربية المعلنة ضد علي عبدالله صالح عقب رفضه مجدداً التوقيع على المبادرة الخليجية سوى أن يبدي استغرابه وأسفه، خصوصاً تلك التصريحات الغاضبة التي صدرت عن الولاياتالمتحدةوفرنسا. وعبر مصدر مسؤول لم يكشف اسمه في وزارة الخارجية اليمنية يوم الاثنين عن "استغرابه للتصريح الصادر عن هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية بالولاياتالمتحدةالأمريكية حول شعورها بخيبة الأمل" لرفض صالح التوقيع على المبادرة الخليجي، وشكك المصدر ضمنياً في مصداقية السفير الامريكي بصنعاء وما يرفع من معلومات لحكومة بلاده قائلاً "من الواضح أن السيدة كلينتون قد استندت في تصريحها على معلومات غير صحيحة من سفارتها بصنعاء".
وأكد المصدر أن قرار التوقيع على المبادرة هو "شأن يمني داخلي وأن اليمن لا تقبل بفرض الحلول عليها من الخارج أو التدخل في شؤونها الداخلية".
كما عبر مصدر في الوزارة نفسها عن "أسف الجمهورية اليمنية لتصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية بيرنار فايرو" بأن صالح "قد تراجع عن التزاماته ويتحمل مسؤولية فشل وعواقب عدم حل الأزمة."
وقال المصدر إن اليمن تربطها بفرنسا علاقات صداقة متينة ومثل هذا التصريح الذي يستند إلى معلومات غير صحيحة وبعض ما تبثه بعض وسائل الإعلام من تقارير مضللة عن اليمن لا تتماشى ومستوى تلك العلاقات الجيدة".
وأضاف أن موضوع حل الأزمة السياسية في اليمن "شأن يمني" وأن صنعاء "لا تقبل تلقي الأوامر من أي جهة وهي تحترم سيادة الدول ولا تقبل من احد أن يتدخل في شأنها الداخلي".
وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أعربت عن خيبة أمل واشنطن الشديدة إزاء "رفض الرئيس صالح المستمر للتوقيع على مبادرة مجلس التعاون الخليجي" لحل الأزمة في اليمن، معتبرة أن صالح "يتنصل من التزاماته ويزدري التطلعات المشروعة للشعب اليمني".
وكشفت كلينتون في بيان لها الاثنين إلى أن "صالح أصبح الآن الطرف الوحيد الذي يرفض المبادرة".
أما بيان وزارة الخارجية الفرنسية فحمل لهجة غاضبة قائلاً إن رفض صالح التوقيع على المبادرة الخليجية ""غير مسؤول وغير مقبول"، وتابع: "إذا استمر الرئيس صالح في رفض احترام التزاماته فان فرنسا مستعدة للتعامل مع العواقب الى جانب الاتحاد الاوروبي وشركائها الاوروبيين".
وأضافت "نحث الرئيس اليمني مرة أخرى على التوقيع على هذا الاتفاق دون تأجيل لانه الوسيلة الوحيدة القابلة للتطبيق لحل الازمة".