يسود الهدوء الحذر اليوم السبت مديرية نهم شرق العاصمة صنعاء بعد قتال ضارٍ جرى يوم أمس بين مسلحي القبائل وقوات الحرس الجمهوري أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من الجانبين، وسقوط المواقع العسكرية في المديرية بيد القبائل بكامل عتادها. والمواقع التي سيطر عليها القبائل هي ثلاثة معسكرات في منطقة بران بفرضة نهم، ونقطة شكوان في منطقة الحنشة، ونقيل بن غيلان في منطقة شومة على الطريق الاستراتيجي بين صنعاء ومحافظة مأرب النفطية. وقال مصدر قبلي ل"المصدر أونلاين" إن الأوضاع اليوم هادئة، وان القبائل شكلوا حراسة من أبناءهم لحراسة المواقع التي تم السيطرة عليها ومنع نهب ما تبقى من الذخائر. وأضاف أن القبائل أصلحوا صباح اليوم بعض الأسلحة الثقيلة المعطلة، لاستخدامها في "الدفاع عن النفس" في حال الهجوم عليهم من قبل القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح. وأشار المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، إلى أن القبائل اتفقت على تسليم المواقع والمعدات بعد رحيل صالح لما أسماها ب"قوات الشرعية الثورية" في إشارة منه إلى قوات الجيش بعد إسقاط نظام الرئيس صالح. وأسفرت اشتباكات يوم أمس عن مقتل 13 من جانب القبائل بينهم 4 من مشائخ، بينما قتل 11 جندياً بينهم قائد تلك المعسكرات "علي القراني" الذي أصر على المقاومة حتى النهاية. كما أصيب العشرات من الجانبين. وكانت وزارة الدفاع اليمنية نفت سقوط معسكرات في مديرية نهم، واتهمت من أطلقت عليهم "مجاميع كبيرة مسلحة تابعة للإخوان المسلمين وأحزاب اللقاء المشترك" بالاعتداء على أفراد نقطة عسكرية في منطقة فرضة نهم. من جهته، قال الشيخ القبلي في نهم محمد الشليف إنهم لا ينتمون إلى المشترك أو المؤتمر، وان إقدام القبائل على ذلك جاء بسبب مضايقات واستفزازات تلك المواقع العسكرية لأبناء المنطقة. وتحدث الشيخ الشليف ل"المصدر أونلاين" عن تشكل بعض المواقع لمجاميع من المنطقة موالية للرئيس صالح خلال الفترة الماضية، ومحاولة زرع الفتنة بين أبناء المنطقة، إضافة إلى مضايقات في النقاط العسكري، وقصف قوات صالح لمنزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في صنعاء أثناء ما كان فيه عدد من مشائخ نهم. وأشار إلى أن قصف الطيران الحربي لمناطقهم والمواقع العسكرية يوم أمس بث الذعر في صفوف السكان، وقال "خلونا نأخذ عوائلنا إلى الجروف والجبال". وكانت المنطقة تعرضت لقصف عنيف تركز على المواقع العسكرية التي سقطت بأيدي القبائل.