احتشد نحو مائة ألف شخص ظهر اليوم الجمعة في مدينة إب وسط اليمن لإحياء ما أطلق عليها "جمعة الشرعية الثورية"، التي شهدت حضوراً نسائياً غير مسبوق، للمطالبة بإسقاط كافة رموز نظام الرئيس علي عبدالله صالح وتشكيل مجلس انتقالي يدير شؤون البلاد. وتقاطر عشرات الآلاف من عدة مناطق بمحافظة إب إلى شارع الدائري الغربي بمدينة إب لأداء صلاة الجمعة والاستماع لخطبتيها، رغم الحواجز التي أقامتها قوات الحر الجمهوري، كما ساهمت الأزمة الخانقة في المشتقات النفطية في عرقلة مجيء الآلاف من عدة مناطق. وردد المتظاهرون شعارات مختلفة بعد خطبة الجمعة التي ألقاها الشاب "داود علوة" الذي أكد على سلمية الثورة ما أثمرت من محبة وإخاء وتوحد لمختلف الفرق والأحزاب، مؤكداً أنها ثورة حب وليست ثورة انتقام وتشفي وأحقاد. تشهد محافظة إب أزمة خانقة في المشتقات النفطية كباقي المدن اليمنية، حيث وصل سعر العشرين لتراً من البنزين (دبة) إلى 6 آلاف ريال في السوق السوداء، كما شوهدت طوابير السيارات أمام المحطات على امتداد مئات الأمتار. وحمل شباب الثورة من أسماهم "بقايا" نظام صالح المسؤولية وراء هذه الأزمة "لإلهاء" اليمنيين عن المطالبة بإسقاط النظام، والانشغال وراء توفير الغاز المنزلي والبنزين. وارتفعت أسعار المواصلات داخل المدينة بنسبة تصل إلى 90% وخارج المدينة وفي القرى والمديريات إلى نحو 200% مما يضاعف من الأعباء على المواطنين. كما تشهد محافظة إب انقطاعات مستمرة للتيار الكهربائي تصل في بعض الأيام إلى عشرين ساعة، مما أصاب التجارة بخسائر كبير. حيث شكا كثير من أصحاب المحال التجارية من خسائر نتيجة تلف بعض العصائر والمثلجات بسبب انقطاع الكهرباء، وانعدام البنزين والديزل لتشغيل المولدات الكهربائية.