قال الدكتور ياسين سعيد نعمان رئيس تكتل اللقاء المشترك المعارض إن هناك مشكلة رئيسية تقصف أمام الدعوات لتشكيل مجلس انتقالي في اللحظة الراهنة، وهي أنه لن يقم على قاعدة ائتلاف وطني سياسي عريض. وأضاف في حوار أجرته معه قناة بي بي سي مساء الاثنين من مدينة نيوكاسل البريطانية التي يزورها حالياً "دعونا منذ شهرين تقريباً إلى ضرورة إنشاء إئتلاف سياسي وطني عريض ينجز عملية التغيير بحيث نستطيع من خلاله أن نتحدث عن نقل السلطة على قاعدة مختلفة (وهو ما لم يتم) وجرت الأمور نحو نقل السلطة عبر المبادرة الخليجية". ودعا نعمان نائب الرئيس عبدربه منصور هادي إلى ضرورة تحمل مسؤوليته خلال المرحلة القادمة خصوصاً وأن الأحزاب السياسية أعلنت استعدادها لدعمه في تسلم السلطة على أن تعقبها بعد ذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية. إلا أنه قال بأن الأهم من ذلك هو وجود مائدة للحوار الوطني تجمع كافة الأطراف السياسية لمناقشة قضايا ومشاكل اليمن المختلفة وسبل حلها. وأضاف "من خلال مائدة الحوار الوطني سيتمكن الجميع من وضع خارطة طريق قادمة لحل شامل لمشاكل اليمن". وبشأن الانتقادات التي توجه للمعارضة بسبب أنها تجر الثورة إلى العملية السياسية وتطيل من عمرها، قال ياسين سعيد نعمان "من يقول أن العملية السياسية أطالت الثورة ليس صحيحاً بل على العكس فإن العملية السياسية اختصرت المسألة ووقف ضد العنف، ولولا العملية السياسية التي حمت الثورة من العنف وأظهرت النظام على حقيقته لكان هذا النظام استأسد على الناس وكان هناك منطق آخر غير المنطق الذي ساد اليوم". واضاف "عندما نتحدث عن ثورة سلمية فلابد أن تنتهي إلى عملية سياسية ولذلك فإن التماهي أحياناً مع بعض التجارب التي سبقتنا تغفل غياب بعض الشروط التي تواجدت في تلك المناطق الأخرى" وذلك في إشارة منه على ما يبدو إلى ثورتي مصر وتونس وظروفهما المختلفة. وأكد نعمان إن كل العملية السياسية التي تمت خلال المرحلة الماضية - وما زالت- تدور في إطار الهدف الثوري الذي خرج من أجله الناس للشارع وهو تغيير النظام السياسي". وتحدث نعمان عن قضية الجنوب، قائلاً إن القضية الجنوبية لابد وأن تكون جزء من الحل الوطني الشامل حتى يستطيع الجنوبيون أن يتوصلون إلى حل عادل لقضيتهم ويصل أبناء الشمال أيضاً إلى حل والعيش بكرامة واستقرار. وأضاف بأن هذا الحل لن يكون إلا في وجود دولة اتحادية لا مركزية تمكن اليمنيين شمالاً وجنوباً من العيش بالفعل في استقرار وعدالة ومساواة. مؤكداً على ضرورة أن يشترك الجميع في عملية التغيير حتى "نستطيع حل مشكلة الجنوب والشمال وقضية اليمن بشكل عام". وأوضح نعمان بأن ما يجري في زنجبار واحدة من مخرجات النظام السياسي، قائلاً: عندما أراد هذا النظام أن يسحب البساط من تحت الثورة سار في ثلاثة اتجاهات للعنف، الأول قيامه بالعدوان على بيت الأحمر في صنعاء واختياره الحرب كعنوان اعتقد أنه مقبولاً ولكنه كان اختياراً فاشلاً . وأضاف "وفي نفس الوقت الذي قام بالعدوان في صنعاء، سعى إلى تسليم زنجبار لجماعات مسلحة وأعلن أن أبين سقطت بيدي القاعدة وفي نفس السيناريو قام بتصفية الساحة في تعز بذلك العنف الذي شهدناه والذي كان بشعاً لدرجة غير مقبولة".