قال المحلل السياسي عبدالغني الإرياني إن المجتمع الدولي يسعى لإقناع الأطراف اليمنية ببدء تنفيذ المبادرة التي قدمتها دول مجلس التعاون الخليجي، باعتبارها المخرج الوحيد لما تعيشه اليمن. وتبذل الولاياتالمتحدة جهوداً لحل الأزمة السياسية، حيث وصل مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جيفري فيلتمان إلى صنعاء أمس الأربعاء، وعقد اجتماعات منفصلة مع نائب الرئيس عبدربه منصور هادي، ووزير الخارجية أبو بكر القربي، وقيادات أحزاب المعارضة. وبحسب مصادر مختلفة، فإن فيلتمان يحاول إقناع الجانب الحكومي بالبدء بتنفيذ المبادرة الخليجية بغض النظر عن عودة علي عبدالله صالح من السعودية أم لا. ونقل موقع إيلاف الإلكتروني عن عبدالغني الإرياني قوله إن "المجتمع الدولي عموًما، والولاياتالمتحدة في المقدمة، يسعون إلى إقناع الأطراف اليمنية بالاستمرار في المبادرة الخليجية، وهذا يشمل تشكيل حكومة وحدة وطنية والاستمرار في إجراءات النقل الآمن للسلطة". وأضاف: "فيلتمان جاء إلى اليمن لكي يتحدث مع الأطراف المعنية، بينها المعارضة وأبناء الرئيس وإقناعهم في الاستمرار في تنفيذ المبادرة الخليجية، ويلتقي بأولاد الرئيس لكونهم العقبة الأساسية في طريق الاستمرار في الشرعية الدستورية". ورأى الإرياني أن أبناء الرئيس "يجدون صعوبة كبيرة في تقبل هذه النتيجة، لكنه هو الأمر الذي كان والدهم على وشك التوقيع عليه يوم الثلاثاء، الذي تلا حادث التفجير في جامع النهدين، والحادث هو الذي حال دون التوقيع عليها من قبل الرئيس بعدما كان قد اتخذ القرار هو وأركان حكمه قبيل الحادث بقليل (تحديدا الساعة 12 ظهرًا)، على أن يتم التوقيع على المبادرة الخليجية الثلاثاء المقبل من ذلك التاريخ، وذهبوا بعد الاجتماع إلى الصلاة، فوقعت هذه الحادثة، وهي التي عطلّت التوقيع". وقال إن "زيارة فيلتمان لم تكن متوقعة، لكن استمرار بحث المسألة بالفعل كان متوقعًا من قبل الولاياتالمتحدة الأميركية".
وتابع: "حاليًا الجواب النهائي هو عند الرئيس صالح، وليس عند أولاده". ويضيف الإرياني إن "السعودية ستبذل جهدها لإقناع صالح بعدم سلامة فكرة العودة، فالسعودية مقتنعة تمام الاقتناع بضرورة توقيع صالح على المبادرة الخليجية والاستمرار في تنفيذ بنودها لأنها أساسا هي فكرتها". ويعتبر الإرياني "أن المبادرة هي المخرج الوحيد، والذين يتحدثون عن أن المبادرة لا تعطي الثورة حقها فهو كلام غير منطقي، فالمبادرة تقوم بترتيب نقل السلطة، ولاشك أن النقل الآمن للسلطة أفضل من العنف واستخدام السلاح".