عقد يمنيون جنوبيون من المقيمين في الخارج لقاء تشاورياً اليوم السبت في العاصمة البلجيكية بروكسل لمناقشة سبل توحيد القوى الجنوبية خلف مطلب الانفصال. ويناقش المشاركون في اللقاء على مدار يومين مسألة تشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر الوطني الجنوبي لدعم الثورة من أجل إعادة جنوب اليمن كما كانت قبل توحيد شطري البلاد في 1990. وقال القائمون على لقاء بروكسل المنظم برئاسة علي سالم البيض الرئيس السابق لما كان يعرف باليمن الجنوبي، إنه يدعو العالم إلى الاعتراف بحق شعب اليمن الجنوبي في الاستقلال. واستُبعد اللقاء التشاوري الرئيسين السابقين علي ناصر محمد وحيدر أبوبكر العطاس، اللذان شاركا في مؤتمر عقد بمدينة القاهرة قبل أسابيع، وأعلن تأييده لخيار الفيدرالية على أساس إقليمين، ورفضه لخيار الانفصال.
ونفى مصدر مقرب من العطاس أن يكون تلقى دعوة لحضور اللقاء، مؤكداً أن أي دعوة لحضور اللقاء كانت ستكون محل ترحيب ومشاركة من قبل العطاس.
وقال البيض في كلمة مكتوبة وصل المصدر أونلاين نسخة منها، إنه يريد الوصول إلى بنود واضحة لميثاق شرف وطني والحوار حولها بحيث تكون "الأسس والثوابت الوطنية الراسخة التي ستستظل تحتها جميع القوى السياسية الجنوبية المؤمنة بالاستقلال". وأشار إلى إعلان انضمامه للحراك الجنوبي في 21 مايو 2009، بعد نحو 14 عاماً من الإقامة في منفاه الاختياري بسلطنة عمان، مضيفاً أن قضية الجنوب هي "لجميع أبناءه بكافة شرائحه وفئاته الاجتماعية والسياسية، وليست قضية مجموعة من القيادات أو الأفراد أو خاصة بجماعة معينة".
ويتمسك علي البيض بأنه مازال رئيساً لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي توحدت مع الجمهورية العربية اليمنية في 1990 في جمهورية جديدة. وقد ذيل كلمته بهذه الصفة. وتطرق في كلمته إلى المعارك التي تدور في مدينة زنجبار بمحافظة أبين بين جماعات مسلحة والجيش، وما خلفته من نزوح للسكان. ورأى أن ما يحدث هناك عبارة عن صراع "دنيء" بين قوى السلطة.
وصار البيض بعد عودته للعمل السياسي واحداً من أكثر المعارضين الجنوبيين تشدداً في التمسك باستعادة الجمهورية التي كان على رأس حكومتها.
وتباينت مواقف الجنوبيين من ثورة الشباب السلمية التي انطلقت قبل عدة أشهر للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبد الله صالح، والتي عمت ربوع اليمن شمالاً وجنوباً.
ففي وقت يعتبر فريق منهم أن الثورة الحالية أظهرت أن النظام السابق كان وراء الظلم الذي تعرض له الجنوبيون عقب إعلان الوحدة اليمنية، يؤكد فريق ثان على خيار الانفصال معتبراً أن نضال أبناء الجنوب من أجل الاستقلال لن يسقط بسقوط صالح.