قال نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض إنه لا يمانع من إجراء استفتاء في جنوب اليمن على ثلاثة خيارات هي الوحدة أو الفيدرالية أو الانفصال عن الشمال، لكنه أبدى ثقته بأن الشعب في الجنوب سيصوت "لاستقلاله وتحرره". جاء ذلك في لقاء تشاوري انهى أعماله اليوم الأحد وعقده يمنيون جنوبيون من المقيمين في الخارج بالعاصمة البلجيكية بروكسل على مدى يومين لمناقشة سبل توحيد القوى الجنوبية خلف مطلب الانفصال. وقال البيض في كلمة ختامية للقاء الذي حضرته مجموعة من الجنوبيين وغابت عنه أبرز القيادات الجنوبية المعارضة في الخارج ""نحن لا نمانع بأن يكون هناك استفتاء (...) على ثلاثة أشياء، الوحدة التي ماتت ودفنها نظام صالح في الأرض، وعلى الفيدرالية التي تطرح من وقت لآخر، وعلى استعادة دولتنا واستقلالنا".
غير أنه أبدى ثقته في أن الجنوبيين سيصوتون للخيار الثالث قائلاً "لكنني على ثقة من أن شعب الجنوب سوف يصوت لاستقلاله ولتحرره". حسب تعبيره. وشدد على ضرورة أن يقام هذا الاستفتاء تحت عنوان "حق تقرير المصير".
وعاش البيض في منفاه الاختياري بسلطنة عمان نحو 15 عاماً قبل أن يخرج عن صمته في العام 2009 ليعلن انضمامه للحراك الجنوبي ويغادر إلى أوروبا. وصار البيض واحداً من أكثر المعارضين الجنوبيين تشدداً في التمسك باستعادة الجمهورية التي كان يرأسها. وأيد البيض في كلمته بشكل ضمني المقاومة المسلحة حين دعا إلى السيطرة على مزيد من مناطق جنوب اليمن لفرض واقع على الأرض من أجل جلب اعتراف إقليمي ودولي للقضية الجنوبية. وقال في كلمة ارتجالية "في هناك عزيمة قوية جداً لكي نسيطر في الداخل على مناطق.. وهذا اللي حاصل.. هناك بعض مناطق في الجنوب تحررت.. وهناك مناطق في الطريق للتحرر.. وليست مجاناً.. تتحرر بتضحيات وبالصمود وبالإصرار وبالتمسك بالاستقلال والهوية". ووعد البيض الحاضرين في اللقاء بسماع أخبار سارة خلال الأيام المقبلة قائلاً "ستسمعون في الأيام القادمة مزيد من الانتصارات لأهلنا في الجنوب للسيطرة على مزيد من المناطق". وأضاف "كلما استطعنا أن نثبت أقدامنا على الأرض كلما استطعنا أن نضمن مزيداً من التأييد ومزيداً من الدعم لقضيتنا في الداخل والخارج".
وتابع "لأول مرة نشعر بأن هناك اهتمام من العالم (...) بدأت تتجه إلينا الأنظار، وهناك إمكانية أن يفتحوا الناس لنا أبواباً جديدة، ولكنها تريد منا المزيد من الصبر ومزيد من العمل". وتعهد البيض بالتعاون مع المجتمع الدولي لحماية مصالحهم في المنطقة.
وغاب عن اللقاء التشاوري الذي تزعمه البيض، أبرز القيادات الجنوبية المعارضة في الخارج كعلي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس ومحمد علي أحمد الذين أقاموا قبل أسابيع مؤتمراً مماثلاً في القاهرة. وأعلن لقاء القاهرة تأييده لخيار الفيدرالية على أساس إقليمين (شمال وجنوب).
وقال المعارض الجنوبي ومحافظ أبين الأسبق محمد علي أحمد إن لقاء بروكسل "فاشل منذ البداية"، مضيفاً أنه لا يعول على أي شيء يصدر من هذا اللقاء كون المشاركين فيه "أقلية" ولم يوجهوا الدعوة لمكونات الحراك الجنوبي. بحسبما نسبته له صحيفة أخبار اليوم اليوم الأحد. وأقر اللقاء التشاوري في بيانه الختامي الترتيب لعقد مؤتمر وطني جنوبي موسع يخص أبناء الجنوب بشكل عام، والذين يتفقون مع مطالب الانفصال، كما أقر تشكيل لجنة تحضيرية ولجان مخصصة لذلك، لكنه لم يحدد موعداً للاجتماع. وكلف اللقاء فريق عمل تحت إشراف علي سالم البيض بالتواصل مع جميع الشخصيات والقوى الوطنية والسياسية الجنوبية لتشكيل قيادة سياسية موحدة حتى انعقاد المؤتمر الوطني. ودعا البيان الختامي الذي حصل المصدر أونلاين على نسخة دول الجوار بدعم مطالب الانفصال. كما لم ينسَ التأكيد على الاستعداد للتعاون الوثيق مع مختلف الدول الإقليمية والدولية في مجال محاربة الإرهاب، معتبراً أن انتشار الجماعات المسلحة المتشددة في بعض المناطق الجنوبية "ليس سوى ألاعيب وتكتيكات سياسية وأمنية تقوم بلعب أدوارها قوى متنفذة في السلطة الحاكمة وغيرها تحقيقا لأغراض سياسية". حسبما قال.