اعتقلت قوات الأمن السورية نحو عشرين شخصا في مدينة حماة السورية وسط البلاد في وقت مبكر يوم الاثنين، حسبما أفاد سكان المدينة. وأفادت التقارير الواردة من هناك بوقوع اشتباكات في شوارع المدينة بين قوات الأمن والمتظاهرين، وذلك بعد ثلاثة أيام من مظاهرة ضخمة مناهضة للحكومة. وقال شهود عيان إن حافلات الشرطة والجيش الممتلئة بالجنود المسلحين دخلت المدينة صباح الاثنين وهاجمت بعض المنازل واعتقلت البعض. وأكد أحد السكان لبي بي سي أن أفراد القوات الأمنية كانت معهم قوائم باسماء الأشخاص الذين يرغبون في اعتقالهم. كما أكد أحد سكان حماة لوكالة رويترز للأنباء أنه شاهد عشرات الجنود السوريين يحيطون بمنزل في احدى ضواحي المدينة. وأضاف شاهد العيان "دخل ما لا يقل عن 30 حافلة تحمل جنودا وأفرادا من قوات الأمن إلى حماة هذا الصباح، كانوا يطلقون النار عشوائيا". وعقب ذلك، نزلت مجموعات من الشباب الى الشوارع واشتبكت مع قوات الأمن بالحجارة واقامت حواجز على الطرق. وردت قوات الأمن باطلاق النار عشوائيا واستخدام الغاز المسيل للدموع، مما أدى إلى جرح 16 شخصا تم نقلهم إلى مستشفى المدينة. في هذه الاثناء، انسحبت المركبات العسكرية التى كانت متمركزة على المداخل الشرقية للمدينة. وقال الناشط السورى عبدالكريم الريحاوى في حديث لبي بي سي إن تلك الدبابات كانت متوجهة الى منطقة جبل الزاوية فى شمال سورية. على صعيد متصل، قال ناشطون إن الدبابات التي كانت تحاصر حماة تحركت شمالا إلى محافظة ادلب، مما يعزز المخاوف من تردي الأوضاع في تلك المناطق. وأفادت التقارير الواردة من دمشق أن متظاهرين قتلا بنيران الشرطة الأحد. ووقع الحادث في ضاحية الحجر الأسود مع استمرار حملة الاعتقالات في دمشق، حسبما أكد ناشطون في مجال حقوق الإنسان. ويأتي الإعلان عن مقتل هذين المتظاهرين بينما تحاول الحكومة السورية الدفع لإطلاق حوار وطني الأسبوع المقبل. لكن المعارضة السورية رفضت المشاركة في أي نوع من الحوار بينما يتواصل العنف في البلاد. ويقول ناشطون إن أكثر من 1350 مدنيا و350 من أفراد القوات الأمنية لقوا حتفهم في سورية منذ اندلاع التظاهرات المطالبة بالتغيير السياسي في منتصف مارس/ آذار الماضي. يذكر أن حماة شهدت انتفاضة جماعة "الأخوان المسلمون" السورية ضد حكم الرئيس السابق حافظ الأسد عام 1982، والتي قمعتها الحكومة السورية حينها بعنف شديد مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 10000 شخص حينها. ويعتقد أن العديد من أعمال القتل التي شهدتها سورية خلال المظاهرات الأخيرة قد حدثت في المحافظة الواقعة شمال غرب البلاد، حيث شنت القوات الأمنية حملة ضارية ضد المتظاهرين. وكان ما لا يقل عن 10 آلاف شخص فروا من تلك المناطق إلى جنوبي تركيا بعد الهجمات التي شنتها القوات الأمنية على بلدة جسر الشغور. ويقول مسؤولون أتراك أن حوالي 9300 شخص لا يزالون في معسكرات داخل الأراضي التركية. ويؤكد ناشطون أن الجيش السوري كثف من عملياته في مدن كفر نابول وكفر رومة القريبة، حيث جرح ما لا يقل عن ستة اشخاص صباح الاثنين. ويواجه الرئيس بشار الاسد حاليا أكبر تحد لحكم عائلته الذي دام أربعة عقود في سورية.