لا أظن أن يكون خافيا على قيادة أحزاب المشترك ما يدور داخل أدراج الإدارة السعودية والأمريكية من مناقشات وخطط لوأد الثورة في اليمن, وما يحدث من تدخل سافر ليس في صالح الشعب اليمني, حتى أنهم ليسابقون الزمن في تعديل وطرح المبادرات والمشاريع المتعلقة بتشكيل حكومة انتقالية, وحكومات لاحقة (تابعة) وليست مستقلة عن سياساتهم , لتنفذ ما يملى عليها من توجيهات الجارة أو من السوبر الأمريكيي. لم يعد خافيا على أحد منا هذا الإجهاض الممنهج طوال عمر الثورة , إبتداءا بمبادرات الدعم والحماية وإنتقالا إلى التعتيم الطويل الذي دام على صحة الرئيس الذي سقطت شرعيته في أول يوم خرج الناس إلى الميادين واعلنوها يسقط النظام وفي هذا الإعلان من الشعب يكون النظام قد سقط شعبيا وعليه سقط دستوريا, ودارت الأحداث وركب النظام جنونه واخذ يقتل شعبه بالرشاشات والصواريخ والدبابات وغيرها من الاسلحة الخفيفة والثقيلة وبغطاء ما يسمى بالمبادرات الخليجية برعاية أمريكية, ولا يزال اللانظام البائد حتى الآن يضرب بآلته العسكرية يستخدم المغفلين والقتله في عمليات الإبادة الشعبية, وتحركت السياسة السعودية والأمريكية في مستوى واحد من الثقة وفي درجة حرية مختلفة, وحدث ما حدث من ضرب داخل الرئاسة إستنكره الشعب والأحزاب المعارضة وردت بضاعة الجارة إليها وقلنا لا ضرر ولا ضرار, بضاعتكم ردت إليكم ," وكفى الله المؤمنين القتال " وهنا كان بإمكان إخواننا في النظام السعودي أن يمارسوا دورا إنسانيا يوقف فيه إراقة دماء إخوانهم اليمنيين, ولكن كان الدور في غاية البشاعة لم يكتفوا بالضمانات التي تحمي القتلة والفاسدين على المستوى الدولي وظهرت التصريحات تلو الاخرى حول عودة الرئيس وأن المبادرة قائمة ما دامت السموات والأرض, حتى قيام الساعة, ولم يثقوا برسائل الثوار بأننا منكم وإليكم ومستقبلكم الأفضل مع نظام مدني ودولة يمنية حديثة تحمي حدودكم من التهريب والتسلل , والإبتزاز. لم يمنعهم طيش النظام, ولا حلم وحكمة الثورة في تقويم سلوكهم العدائي ضد الشعب اليمني, وأقول عدائي لأنه موقف يسلبني الحرية والحياة الكريمة علاوة على أنه موقف متحيز للقاتل , للجاني وليس للضحية , للفرد وليس للشعب , للفاسد وليس للشريف , موقف متحيز لمهربي أموالنا إلى الخارج إلى الخارج لحسابهم الخاص فكيف لا يكون موقف الإخوة السعوديين عدائي للشعب اليمني, إن لم يستقيم الأن هذا الموقف فهو موقف تاريخي في لحظة يمنية عصيبة. اليوم موقف الجيران تشكيل حكومة تحتوي أعضاء في النظام السابق , مما يعني ليس لدينا في اليمن ثورة - وكأنك يا أبو زيد ما غزيت- لذا على الأحزاب السياسية بحكم أنها جزء من المجتمع اليمني وتحملت مسؤلية المعارضة وأختارت الإنحياز للشعب أن يكون لها دور بارز ووطني وموقف شجاع ينطلق من الداخل وليس من الخارج مرتبط بموقف شباب الثورة, يلبي رغبات الشعب اليمني وحده ولسنا بحاجة للحلول والمنافع السعوأمريكية المطاطية لأن مضارهما أكثر من نفعهما, وقد عشنا ثلاثة عقود ونيف في ظل حكم عسكري بليد يدار عن بعد يبادل مصالحه بمصالح الخارج لا الشعب, وكما قدمنا طيلة هذه الخمسة الأشهر قوافل الشهداء والاف الجرحى, سنعيش غيرها لنبني وطننا ودولتنا المدنية من اللحظة , ولا أظن المراهنين على الخارج يستطيعون أن يبنوا وطنا أو يقيموا دولة مستقلة . أم أنه ستظل الجماهير في الشوارع بإنتظار مجلسها الإنتقالي والمشترك يترنح إرضاءأ للأخرين حتى يجودوا علينا بحلول تعيسة تعيد الناس إلى منازلهم بخفي حنين, إذا كانت هذه الحكومات لم تحترم إرادة الشعب اليمني , ولم تشفق عليه وقد حط رحله في الساحات والميادين تمطره رصاصات النظام ليلا ونهارا , ليس ذلك فحسب بل تتأمر عليه لتعيقه من تحقيق أهدافه فلماذا نعول عليها بالحلول ,إنه لمن الغباء والسخف أن تنتظر النصر ممن يتربص بك الدوائر, إنها سلبية و إنتكاس نكد إذا ظل المشترك يدور في فلك هؤلاء. وبالأخير علينا أن ندرك أن العلاقات الدولية سواء مع الجيران أو غيرهم مبنية على المصالح المشتركة وليس على العلاقات الإنسانية, ومصالحهم جميعا مرتبطة بنا نحن فاليمن دولة هي حلقة وصل العالم ومتى ما أقمنا حكومة يلتف حولها الشعب ستتغير مواقف من شق علينا من الأشقاء وكذا مواقف الأصدقاء مراعاة لمصالحهم. وأذكر المشترك بشهداء الثورة , وبالنساء التي رملت, وأطفال الشهداء اليتامى, والأباء والأمهات الذين فقدوا ابناءهم ولرمبا كان وحيدا, ومن الوفاء بحقهم, إنشاء مجلس إنتقالي دون وصاية أحد , والسير قدما نحو إنتصار الثورة ومحاكمة القتلة والفاسدين. فهل سينتصر المشترك للثورة أم لا يزال يراهن على الخارج وينتظر مواصفات الحكومة القادمة بمقاييس سعوأمريكية. المصدر أونلاين