تعيش عدة مدن يمنية انقطاعاً شبه تام للتيار الكهربائي منذ أكثر من أسبوع ما أسفر عن خسائر تجارية كبيرة وشلل في الأعمال الإدارية الحكومية والخاصة. ففي العاصمة صنعاء تصل مدة انقطاع الكهرباء إلى 22 ساعة في اليوم، كما تتسبب الأزمة الخانقة في الوقود في إيقاف تشغيل المولدات الكهربائية الصغيرة المنتشرة لدى المحال والمنازل. وسبب ذلك الانقطاع بحسب رواية الحكومة هو خروج محطة مأرب الغازية عن الشبكة المركزية التي تغذي عدداً كبيراً من المحافظات اليمنية بالكهرباء. وتضارب الأنباء عن سبب خروج المحطة، فبينما تقول السلطات الحكومية إن أعمالاً تخريبية طالت خطوط الإمداد التي تمر في مديرية نهم شرق العاصمة صنعاء، نفت مصادر قبلية ذلك، مؤكدة أن القصف الذي شنته قوات اللواء 63 حرس جمهوري على مناطق نهم هو السبب. لكن الانقطاع لا يقتصر على المحافظات المرتبطة بالشبكة المركزية، إذ يتعداه إلى المحافظات ذات محطات التوليد الخاصة. فمحافظة البيضاء تعيش ظلاماً دامساً للأسبوع الثالث على التوالي جراء انقطاع الكهرباء بشكل كلي بعد توقف محطة الكهرباء كلياً لأكثر من نصف شهر. وأرجعت مصادر في مؤسسة الكهرباء بالبيضاء انقطاع الكهرباء إلى انعدام مادة الديزل في محطة التوليد التي تغذي المدينة والمديريات المجاورة لها.
وأشارت ل«المصدر أونلاين» إلى حادثة التقطع التي وقعت لناقلة الوقود التابعة للمحطة في مديرية الشرية الأسبوع الماضي من قبل قبليين وإفراغها بالقوة على مرأى ومسمع الجهات الرسمية التي تحرك ساكناً. وأكدت المصادر بمكتب الكهرباء أن القبائل دفعوا قيمة الوقود بأكثر من 4 ملايين وستمائة ألف ريال لرئيس فرع حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم بمديرية الشرية يوم الخميس قبل الماضي، غير أنه لم يتسنى التأكد من هذه المعلومة.
يأتي انقطاع الكهرباء في وقت تشهد فيه البيضاء ومدن أخرى أزمة حادة في المشتقات النفطية أدت أيضاً إلى وقف تشغيل المولدات الكهربائية الصغيرة التي تعمل بالوقود. الانطفاءات المستمرة لاقت استياءً واسع لدى المواطنين الذين تتسبب لهم في توقف كثير من الأعمال التي أصبحت مرتبطة ارتباطا كاملا بالكهرباء، حيث توقفت الخدمات والمرافق الصحية والخدمية, حتى مستشفى الثورة العام توقفت بعض مرافقه عن العمل، ومنها ثلاجة الموتى حيث رفض المستشفى استلام جثث 10 جنود قتلوا في لودر نهاية الأسبوع قبل الماضي بسبب انطفاء الكهرباء. مصلحة الأحوال المدنية بالمحافظة هي الأخرى تشهد توقف كلي بعد أن كانت تمتلئ بمئات المواطنين الذين يتوافدون بشكل يومي إلى المصلحة لاستخراج البطائق والوثائق الشخصية, كما أصيبت الدوائر الحكومية بالمحافظة بشلل تام جراء انقطاع التيار الكهربائي. المولدات الصينية شهدت رواجاً في البيضاء حيث اقبل المواطنين على استخدامها لكن هي الأخرى وقفت أمامها مشكلة البنزين إلا أن أهالي البيضاء عملوا على تشغيلها باسطوانات الغاز المنزلي.