ما تزال التحقيقات جارية في أفغانستان في حادث سقوط مروحية أمريكية الذي قتل فيه ثمانية وثلاثون شخصا بينهم 31 جنديا أمريكيا. وتعد هذه الحصيلة الأثقل على الإطلاق للجيش الأمريكي في هجوم واحد منذ غزو أفغانستان قبل عشر سنوات. وتركز تحقيقات الجيش الأمريكي على تحديد ما إذا كانت حركة طالبان قد أسقطت بالفعل المروحية بصاروخ كما اعلنت الحركة. وأفادت آخر الأنباء بأن زهاء 17 من العسكريين الذين كانوا على متن الطائرة ينتمون إلى وحدة القوات الخاصة( نافي سيلز) التي نفذت عملية قتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، لكن المصادر الأمريكية استبعدت ان يكونوا هم الاشخاص انفسهم الذين قاموا بتلك العملية. ويشير وجود هذا العدد من الجنود في المرووحية وهي من طراز تشينوك إلى انهم كانوا على الأرجح في مهمة ذات أهمية كبيرة لاستهداف شخصيات بارزة في طالبان. وقد تحطمت الطائرة يوم السبت في إقليم وردك غربي العاصمة كابول، وبالرغم من قرب المنطقة من العاصمة الافغانية إلا أنها تعد حاليا من أخطر المناطق في أفغانستان حيث ينشط مقاتلو طالبان وعناصر شبكة حقاني التي يشتبه في صلتها بتنظيم القاعدة. من جهة أخرى أعلن حلف شمال الأطلسي مقتل أربعة من جنود الحلف في هجومين بأفغانستان يوم الأحد. وبذلك يرتفع عدد القتلى في صفوف القوات الدولية هذا العام إلى 383 جنديا على الاقل أغلبهم من الأمريكيين.
مواصلة القتال وقد تعهدت الولاياتالمتحدة بمواصلة القتال في افغانستان عقب الحادث، وأشاد وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا ب"شجاعة" الجنود الأمريكيين الذين قتلوا. وأضاف بانيتا في بيان "سنظل حتى النهاية لاكمال هذه المهمة التي من أجلها قدم هؤلاء الجنود وكل من لقي حتفه في افغانستان التضحية الكبرى". وقد رفضت وزارة الدفاع الأمريكية التعليق على الحادث، لكنها قالت إنها فتحت تحقيقا فيه. من جانبه حذر الادميرال مايك مولن رئيس هيئة الإركان المشتركة من محاولة استباق النتائج. وقال مولين في بيان "لا تزال المعلومات ترد في شأن هذا الحادث واعتقد أن من الضروري أن نسمح للمحققين بالقيام بعملهم قبل القفز إلى نتائج متعددة". وأضاف "علينا أن نتأكد كذلك من أننا سنظل ملتزمين بالمهمة. القتال لا يزال مستمرا". واعرب عن اعتقاده بأن أفضل وسيلة لتكريم الجنود الذي قضوا في افغانستان "هي أن نواصل القتال وأن نواصل التقدم". وقال حلف الاطلسي في وقت لاحق إنه بصدد القيام بعملية لاستعادة حطام الطائرة لمعرفة سبب الحادث، مؤكدا ان المنطقة التي تحطمت فيها الطائرة كانت تشهد "نشاطا معاديا." من جانبه تحدث الرئيس الامريكي باراك اوباما في بيان صادر عن البيت الابيض السبت عن ما سماه "التضحية الاستثنائية" للجنود الاميركيين الذين قضوا في الحادث ورفاقهم الافغان السبعة.