وصلت بعثة تابعة للأمم المتحدة إلى دمشق السبت لتقييم أوضاع المدنيين في سورية فيما تفيد التقارير بمواصلة قوات الجيش عملياتها ضد المحتجين. وأبلغت السلطات السورية البعثة أن بوسعها زيارة كافة بؤر التوتر في أنحاء البلاد حسبما أعلن متحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة. ولكن مراسل بي بي سي يقول إن هناك شكوكا بشأن القدر الذي سيكون متاحا أمام البعثة من حيث حرية التحرك وكذلك بشأن ما سيسمح لها بالإطلاع عليه. وأوضحت المتحدثة اماندا بيت أن البعثة الانسانية الأممية وصلت إلى دمشق برئاسة رشيد خاليكوف مدير مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الأممالمتحدة ومن المقرر أن تبقى حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري في البلاد. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المتحدثة قولها إن " الأممالمتحدة تريد أن ترى كيفية تقديم دعمها للخدمات العامة وكيفية تلبية حاجات انسانية محتملة". وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت الخميس الماضي أن الحكومة السورية وافقت على دخول بعثة الأممالمتحدة إلى البلاد. مقابلة تلفزيونية من ناحية أخرى ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا "أن الرئيس السوري بشار الأسد سيجري لقاء مع التلفزيون الحكومي الأحد يتناول فيه الأوضاع الراهنة في البلاد، وعملية الإصلاح والضغوط الأمريكية والغربية على سورية". يأتي ذلك بعد اربعة ايام من دعوة الدول الغربية الأسد إلى التنحي وفرض مزيد من العقوبات على بلاده.
انتقادات من جهة اخرى انتقدت الهيئة العامة للثورة السورية التي أعلن تشكيلها قبل أيام المؤتمرات الداعية لتشكيل مجالس انتقالية او حكومات في المنفى، في إشارة لمساعي ناشطين لإعلان تأسيس مجلس وطني من اسطنبول.وقالت الهيئة في بيان إن تشكيل هذه المجالس والحكومات كان له تداعيات سلبية على الثورة. وعبرت عن رغبتها في تأجيل أي مشروع تمثيلي للشعب السوري حرصاً على المصلحة الوطنية، وبررت ذلك بالعمل على التوافقية الكاملة لكافة أطياف ومكونات الشعب في الداخل والخارج.
عمليات عسكرية وعلى الصعيد الميداني، أفادت التقارير بتواصل العمليات العسكرية ضد المحتجين في حمص السبت. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن "شخصين قتلا وجرح آخرون ظهر السبت عندما اطلق رجال الامن النار على متظاهرين خرجوا بعد صلاة الظهر في مدينة الرستن" في ريف حمص. وأضاف المرصد أن القوات السورية أطلقت نيران مدافعها الآلية الثقيلة في منطقة سكنية رئيسية في مدينة حمص فيما شوهدت مروحيات عسكرية تطير فوق المدينة. وكان أربعون شخصا قتلوا بعد أن فتحت قوات الأمن النار خلال مظاهرات خرجت يوم الجمعة في عموم المدن السورية وفقا لنشطاء معارضين. وقال الناشطون إن أغلب القتلى سقطوا في محافظة درعا التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات ضد حكم الرئيس السوري بشار الاسد في شهر مارس/آذار الماضي. يشار إلى أن السلطات السورية لا تسمح بدخول الصحفيين الاجانب مما يتعذر معه التحقق من أعداد الضحايا. وتقول جماعات حقوق الإنسان إن حوالي ألفي شخص قتلوا جراء عمليات القمع التي تقوم بها قوات الأمن السورية ضد المحتجين منذ مارس/ اذار الماضي. ويؤكد النظام السوري أنه يواجه "مجموعات مسلحة ارهابية" يحملها مسؤولية اعمال العنف والفوضى في البلاد، وأعلن عن إجراء اصلاحات، لكنه أشار إلى انه لا يمكن تطبيقها قبل "استتباب الامن".