قالت الانباء الواردة من سورية ان السفير الامريكي لدى دمشق روبرت فورد قام بزيارة مفاجأة الى بلدة جاسم الواقعة في محافظة درعا جنوبي البلاد، وهي ثاني زيارة يقوم بها بعد زيارة قام بها في يوليو/تموز الى حماة. ونسبت وكالة رويترز للانباء الى احد سكان البلدة قول ان السفير فورد "جاء بسيارته هذا الصباح، على الرغم من ان (بلدة) جاسم مليئة بعناصر المخابرات، وخرج الينا وقضى معنا وقتا وتفقدنا، وكان حريصا ان لا يُرى وهو يتحدث مع الناس، حتى لا يتسبب في اذيتهم". ويأتي هذا التطور بعد ان دعت الاممالمتحدة الحكومة السورية الى وقف "القمع الدموي" للاحتجاجات في سورية، وطالبت دمشق بالتعاون في مجريات التحقيق الذي تجريه للوقوف على حقيقة مزاعم بارتكاب القوات السورية جرائم ضد الانسانية في اطار قمعها للمحتجين. وصوت مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، في جلسة عقدها الثلاثاء بمقره في جنيف، بثلاثة وثلاثين صوتا مقابل اربعة اصوات، لصالح قرار يدين العنف الذي تمارسه السلطات السورية ضد المحتجين، وارسال لجنة تقصي حقائق حول ما قيل عن ارتكاب السلطات فظائع تصل الى مستوى جرائم ضد الانسانية. اما الدول الاعضاء الباقية في المجلس، من مجموع 47 دولة عضو، فقد غابت او امتنعت عن التصويت. وقالت الصين انها ترفض اي اجراءات من شأنها فرض تدخل غير ضروري في الشأن الداخلي السوري. واعتبر السفير السوري لدى مقر الاممالمتحدة فيصل الحموي في جنيف ان القرار "سياسي مئة في المئة". وكانت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الاممالمتحدة نافي بيلاي قد ذكرت في الاجتماع الاول للمجلس الاثنين ان قتلى الاحتجاجات في سورية بلغ حتى الآن نحو 220 قتيل، منذ بدء المظاهرات في مارس/آذار الماضي. وقالت بيلاي ان "خطورة الانتهاكات المستمرة والهجمات الوحشية ضد المتظاهرين السلميين في ذلك البلد تتطلب اهتمامنا المتواصل". واضافت: "حتى اليوم قتل اكثر من 2200 شخص منذ بدء التظاهرات الحاشدة في منتصف اذار/مارس, حيث تردد ان اكثر من 350 شخصا قتلوا منذ بداية شهر رمضان". وقد تمت الدعوة الى عقد هذه الجلسة الاستثنائية بطلب من 24 دولة عضوا، بينها اربع دول عربية من المجلس هي السعودية والاردن وقطر والكويت. وطالب القرار "بارسال لجنة تحقيق مستقلة بشكل عاجل" الى المكان لاجراء "تحقيقات حول انتهاكات حقوق الانسان في سورية منذ شهر اذار/مارس"، والى "تحديد الضالعين فيها للتأكد" من امكانية محاسبتهم على افعالهم. واعتبر الحموي ان اللغة المستخدمة في مشروع القرار "مقيتة" وان التصويت عليه "لن يكون من شأنه سوى اطالة امد الازمة في سورية". مغادرة حمص وجاء الاعلان عن تقديرات الاممالمتحدة في وقت طلبت السلطات السورية من بعثة الاممالمتحدة مغادرة مدينة حمص بسبب ما اثاره وجودها من تظاهرات كما صرح متحدث باسم الاممالمتحدة. وقال فرحان حق مساعد المتحدث باسم الاممالمتحدة للصحافيين ان "البعثة توجهت اليوم الاثنين الى حمص كما كان مقررا وكانت هناك تظاهرة وطلب من البعثة المغادرة لاسباب امنية". من جهة اخرى قتل ستة اشخاص واصيب عدد كبير اخر برصاص قوات الامن السورية خلال مظاهرة جرت في المدينة لدى انتشار نبأ وصول البعثة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن "ان ستة اشخاص قتلوا وجرح اخرون عندما اطلق رجال الامن والشبيحة النار على متظاهرين في حمص ". واوضح عبد الرحمن ان "مئات المتظاهرين خرجوا في شارع عبد الرحمن الدروبي في وسط حمص لدى سماعهم خبر زيارة بعثة انسانية تابعة للامم المتحدة". من جانبه اوضح حق ان تظاهرات حمص جرت في شارع بعيد عن مكان وجود اعضاء بعثة الاممالمتحدة الذين لم يتوجهوا الى المناطق التي شهدت اطلاق نار. وذكرت المتحدثة باسم مكتب الاممالمتحدة لتنسيق المساعدات الانسانية اليزابيث بايرز ان البعثة ستتيح للامم المتحدة التفكير في وسائل تلبية الاحتياجات الانسانية للسكان وضمان عمل المرافق العامة من كهرباء ومياه شرب وصحة. وفي نيويورك اعتبر الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن عدم التزام الرئيس السوري بشار الأسد بوعده بوقف العمليات العسكرية ضد المحتجين المطالبين بالإصلاح أمر "يثير القلق". وكان الرئيس السوري قد قال إن الاضطرابات التي عمت سورية خلال الأشهر الاخيرة قد اتخذت طابعا عسكريا في الأسابيع القليلة الماضية، ولكنه أكد ان حكومته قادرة على التعامل مع ذلك الموقف، وقال إنه يتوقع إجراء الإنتخابات التشريعية في فبراير شباط 2012. وحذر الأسد في مقابلة مع التلفزيون السوري من أي تدخل عسكري في سورية وقال إن مثل ذلك الأمر ستكون له تداعياته الخطيرة. وأكد أن دعوات الدول الغربية الى تنحيه وفي مقدمها الولاياتالمتحدة "ليس لها اي قيمة".