نظمت ساحة الحرية بعدن يوم الأربعاء الماضي ندوة بعنوان «المجلس الوطني خطوة في طريق الحسم الثوري». وفي بداية الندوة التي أقيمت في ساحة الحرية بكريتر و قدمها شباب المحافظات الجنوبية في المجلس الوطني، تحدث المهندس علي قاسم عضو الجمعية التأسيسية للمجلس الوطني عن أهمية تشكيل المجلس الوطني ووصفها «بالخطوة الموفقة و اللحظة التاريخية» لأنها قدمت صورة على قدرة المكونات الثورية على التوحد والتنسيق فيما بينها لما يسرع فيه الحسم الثوري.حسب قوله. وأشار إلى أن الشباب في الساحات هم المعنيون بإعطاء الشرعية لأي مجلس وهم المعنيون بمجريات الثورة و أحداثها كونهم من قدم التضحيات لأجل تحقيق الأهداف الثورية.
وفي رسالة وجهها للشخصيات المنسحبة من المجلس قال قاسم «كنا نتشرف بوجودهم في المجلس ليمثلونا في اللحظة المفصلية تم التنصل من المجلس الوطني و نحيطهم علماً أنهم خذلونا و أصدروا بيانات لا ترقى لمستوى المسؤولية لأنه المسؤولية تاريخية و ليس هناك تقاسم للسلطة و الحكم إنما هو مجلس نضالي». و أضاف «كفى إعادة للاسطوانات المشروخة و اليوم هي لحظة الحقيقة لكي نكون أو لا نكون و على الجنوبيين أن يقدموا رؤاهم من داخل المجلس لا أن يدفنوا رأسهم في التراب كالنعام». وطالب في ختام كلمته إلى ضرورة زيادة تمثيل الشباب في المجلس «كونهم من قدم التضحيات و هم من تقدم صفوف الثوار». وطالبت أسرار عبده عمر عضو المجلس التأسيسي للمجلس الوطني ضرورة التكاتف ونبذ الخلاف، مضيفة «يجب إعطاء المجلس فرصة لكي يثبت نفسه ومن ثم فإن الساحات هي الضامن لمعالجة أي انحراف عن أهداف الثورة». وعن الذين قدموا انسحابهم من المجلس قالت عمر«أعطيناهم الثقة وهم خذلونا ونقول لهم إذا كانت لديكم رؤى مغايرة فقدموها من خلال المجلس لا من خارجه». واتهمت في حديثها القيادات الجنوبية أنها وراء تمزيق الكيانات و الفعل الثوري في عدن و الجنوب و تساءلت «ماذا يريد المنسحبون من المجلس الوطني». المحور الثالث قدمه أبوبكر جبولي- من ساحة الحرية طور الباحة محافظة لحج – حيا في مقدمتها دور عدن النضالي و الجهد الثوري في المحافظة، وقال «أن الشباب في الساحات هم من يقرروا مصير ثورتهم و الطريق الأمثل لتحقيق أهدافها وهم من قرر تشكيل المجلس الوطني لقوى الثورة و المشاركة فيه مهمة وطنية لإنجاز الحسم الثوري، و الوصول إلى نقطة النهاية».
وأضاف « أن طول الثورة أوجد فكرة المجلس الوطني»، مستغرباً في حديثه ما أسماها ب"الشطحات التي نتفاجأ بها من وقت لآخر من سياسيين مرموقين لكنهم كما يبدوا حبيسي الفنادق والغرف المغلقة لا ساحات الحرية وميادين التغيير، لكننا نقول أن تلك الشطحات جلبت وستجلب الويلات على أبناء الجنوب». فيما قالت نادية صالح علي –عضو الجمعية التأسيسية للمجلس الوطني- أن طول المدة الثورية كان لصالح الثورة لا ضدها، مدللة ذلك بقولها « إن طول الفترة وضعتنا لنرى تمحيص المواقف و فرزت المخلصين للثورة ممن ركب الموجة لأجل المصلحة و عندما جاءت ساعة الصفر تنصلوا عن المسؤولية الوطنية». و أضافت «نعم هناك سلبيات رافقت إعلان المجلس لكنها لا ترقى لتبرير الانسحابات». و أشارت إلى ان المنسحبين «كانوا يمثلون ثقلاً في الجنوب أما اليوم و بعد انسحابهم خذلونا و جعلنا نتساءل من يتبعون؟ و الانسحاب خيانة لدماء الشهداء فلماذا نغفل الحقيقة».
أحمد علي غالب أحد شباب الثورة بساحة التغيير/كرش محافظة لحج- أكد أن للحرية ثمن، متمنياً تحقق النصر قريباً وقال «أن الشباب في كل الساحات مع تشكيل مجلس وطني و نحن استبشرنا خيراً عند تشكيل المجلس الوطني من شخصيات قد تكون غير مساهمة مساهمة فاعلة و لكن لها رصيد نضالي ووطني».
وأضاف «أن قيادة الثورة السلمية لتحقيق أهدافها شرف سيسجله التاريخ لمن ساهم وتحمل المسؤولية و ليس من انسحب»، مؤكداً أن الحوار وحده هو الكفيل لحل كل المشكلات. و فيما يتعلق بالقضية الجنوبية قال «إن المجلس أعلن أنها أولى أولوياته و علينا فقط نحن كجنوبيين أن نلتقي عند القواسم المشتركة وهو إسقاط النظام ومن ثم نتحاور لمرحلة ما بعد إسقاط النظام بعيداً عن التفرد والوصاية و كل الخيارات مفتوحة». وفتح باب النقاش في الندوة حيث طالب علي الأحمدي أحد شباب بشرح تفاصيل ما جرى خلال انتخاب المجلس الوطني و ليس نقد المنسحبين مؤكداً أن الانسحاب لا يعني أنهم ضد الثورة.حسب قوله. وفي مداخلته تحدث القيادي في الثورة الشبابية بعدن أنيس آل يعقوب عن ضرورة التركيز على الموضوع الرئيسي، قائلاً «هدفنا الأساسي إسقاط النظام وهو القاسم المشترك بين كل الأطياف و بعد ذلك يتم حل المشكلات لا كما يطالب البعض بأن تحل كل المشكلات قبل سقوط النظام وهذه رؤية خاطئة». و فيما يتعلق بالقضية الجنوبية قال آل يعقوب «إن حلها يكون من داخل المجلس لا خارجه»، مشيراً إلى أن المجلس من أغلبية جنوبية و لا شك أن أي جهد بشري يرافقه أخطاء و لكن تكمن أهمية المجلس كونه حامل للثورة مؤكداً على ضرورة زيادة تمثيل الشباب في المجلس.حسب قوله. من جهته قال عبد العزيز الحمزة – أحد شباب التغيير محافظة أبين- أن المنسحبين برروا فعلهم بعدم التشاور مسبقا بينما اختيارهم جاء على أنهم قيادات جنوبية، محذراً «من تكرار سيناريو أبين في عدن بينما السياسيين منشغلين بالمحاصصة و تقاسم المناصب وحينها فلن نجد جنوباً ندافع عنه». نبيل الصانع ناشط سياسي- طالب المتحدثين بتوضيح دور المجلس بعيداً عن آثار الصدمة التي أحدثها انسحاب بعض القيادات الجنوبية «خصوصاً وأن المشاركة هو تكليف ثوري مؤكداً بأن القضية الجنوبية لاقت أصداءها بعد قيام الثورة السلمية وبقي الفعل على الواقع». فيما قال سالم الأرضي –البرلماني السابق و عضو مجلس عدن الأهلي- ان على الجميع احترام اراء المنسحبين، مضيفاً «المنسحبين هم مننا وفينا و لا بد وأن هناك أسباباً و على شباب الثورة تفهمها». وأشار إلى الانسحابات نوقشت في مجلس عدن الأهلي و أكد أنه ينبغي عدم شطب المنسحبين والإبقاء على عضويتهم داعياً للابتعاد عن نبرة التخوين، وقال الأرضي «أن الشارع اليوم مع المجلس و الحكم المبدئي على المجلس بالفشل أمر مرفوض». الناشط السياسي و الإعلامي خالد حيدان دعا ً إلى النظر للمجلس وما سببه من ذعر لبقايا النظام و ليس من منظور القضية الجنوبية و ما قدمه لها.حسب قوله. وأشار إلى أن إعلان المجلس الوطني جاء بعد جهد سياسي وثوري خلال الفترة الماضية و فكرة المجلس موجودة في كل الدول العربية التي قامت فيها الثورات، مضيفاً «كان ولابد أن يعلن المجلس حتى يلتقط اللحظة التاريخية الحاسمة مشيراً إلى أن وجود الاختلالات أمر طبيعي».