في زوايا الضوء وظلال اللحظة يقف كمال الزهري حاملاً كاميرته كأنها أمانة ورسالة. ليس مجرد مصور صحفي بل شاهد على الزمن يلتقط نبض اللحظات قبل أن تفلت من بين أصابع الأيام.. يعمل في دائرة التوجيه المعنوي ويرافق رئيس الوزراء كمصور رسمي، لكنه في جوهره يظل ذلك الإنسان البسيط القريب من القلوب، الخلوق الطيب الذي يعرفه الجميع بابتسامته الدافئة ويده الممدودة لمساعدة الآخرين. بعدسته يصوغ المبدع "كمال" لغة لا تحتاج إلى ترجمة، صورة تنطق بصدق تروي الحكاية بلا مبالغة وتمنح المشهد حياة لا تنطفئ. في الملاعب يوثق فرحة الانتصار ودمعة الخسارة، وفي ميادين الحياة يخلّد تفاصيل الناس البسطاء.. يقتنص لحظة الطفل المندهش ونظرة الأم المرهقة وابتسامة الجندي التي تتحدى الأخطار. "كمال الزهري" لا يبحث عن الصور الجميلة فحسب بل عن الصور الصادقة تلك التي تحمل روح المكان وصوت الحدث. وهو في كل مهمة سواء تحت أضواء المؤتمرات أو في قلب الشوارع المزدحمة يظل وفيًا لرسالته: " أن تكون الصورة مرآة للحقيقة وشهادة لا تمحوها الأيام". إنه المصور الذي لا يكتفي بالمشاهدة بل يشارك اللحظة بكامل قلبه فتشعر أن من يقف خلف الكاميرا إنسان قبل أن يكون محترفًا. ولأن الوفاء يستحق الوفاء، فإن اسم كمال الزهري سيظل محفورًا في ذاكرة من عرفوه وعدسة من شاهدوا صوره. هو ليس فقط عين الوطن التي ترى بل قلبه الذي ينبض بالخير وواحد من أولئك القلائل الذين يجعلون للمهنة قيمة وللحياة طعمًا أصدق.