ما يزال مئات الشبان يعتصمون لليوم الثامن على التوالي فيما أطلق عليها «ساحة الحسم» بمدينة تعز وهي منطقة أخرى غير ساحة الحرية التي يعتصم فيها الآلاف منذ نحو سبعة أشهر، بينما تشهد المدينة انتشاراً أمنياً مكثفاً. ويقع مكان الاعتصام الجديد أمام مبنى شركة طيران اليمنية في تعز، بمنطقة حوض الإشراف القريب من مبنى المجمع الحكومي للمحافظة. وردد المشاركون فيها هتافات تطالب القوى السياسية والثورية بالحسم الثوري وإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح الذي يحكم منذ 33 عاماً. وتشهد مدينة تعز منذ يوم السبت انتشاراً أمنياً مكثفاً لجنود مدججين بالسلاح من مختلف الوحدات الأمنية والعسكرية، خاصة في تقاطع حوض الإشراف، كما تشهد عدة مناطق داخل المدينةتعزيزات عسكرية. يأتي هذا مع انهيار هدنة هشة أوقفت مواجهات متقطعة بين قوات الأمن والحرس الجمهوري من جهة، ومسلحين قبليين موالين للثورة المطالبة بإسقاط صالح. وقالت اللجنة المكلفة بالتهدئة إن القيادات الأمنية والعسكرية لم تلتزم بتنفيذ ما عليها في اتفاق التهدئة الموقع بين الجانبين، بينما التزم القبليون بما عليهم. وترفض القيادات الأمنية في محافظة تعز ممثلة بمدير أمن تعز وقائد الحرس الجمهوري تنفيذ اتفاق التهدئة الثالث, والانسحاب الكامل من محيط مستشفى الثورة, لاعتقادها أن ذلك الموقع يشرف على القصر الجمهوري ومعسكر الأمن المركزي ومجمع المحافظة, وأن الانسحاب منه, يعني سقوط تعز. وأسفر القصف الذي شنته القوات الموالية لصالح على أحياء بتعز يوم السبت إلى مقتل شخصين وجرح اثنين آخرين, حسب تأكيدات مصادر طبية. وقالت بعض المصادر إن أحد القتلى هو جندى يعمل في إدارة الأمن، ولقي مصرعه برصاص زملاءه إثناء مروره بالقرب من مبنى السنترال الذي يتمركز فيه الجنود في حى زيد الموشكى، مضيفة أنه كان يرتدى الزى المدني، وعندما شاهده زملاؤه أطلقوا النار عليه، رغم أنه كان يصيح بأعلى صوته «أنا زميلكم» غير أنهم لم يتوقفوا عن أطلاق النار عليه حتى أردوه قتيلا. واندلعت اشتباكات بين وحدات الحرس الجمهوري المتمركزة في شارع الستين على ضواحي مدينة تعز ومسلحي القبائل الموالين للثورة، صباح يوم السبت، حيث دارت معارك عنيفة بين الجانبين، تمكن خلالها مسلحو القبائل من إعطاب عدد من الآليات العسكرية حسب ما أفادت بعض المصادر المحلية.
الصورة لرأس دمية على فوهة بندقية مسلح قبلي يحرس ساحة احتجاج بمدينة تعز يوم 19 يوليو (رويترز).