بدأت الإثنين الجلسة الثالثة لمحاكمة الرئيس المصري السابق حسنى مبارك والمتهم بقتل متظاهرين وبالفساد المالي، لكن الجلسة ما لبثت أن رفعت لمرتين الأولى بعد اشتباكات بين محامي الدفاع عن مبارك ومحامي أسر القتلى، والثانية للاستراحة والمداولة. ويحاكم في القضية نفسها وزير الداخلية السابق حبيب العدلي وستة من معاونيه، وهم متهمون جميعا بإصدار الأوامر بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين. كما يحاكم غيابيا أيضا بتهمة الفساد رجل الأعمال حسين سالم المقرب للغاية من أسرة مبارك والذي فر إلى اسبانيا قبل إسقاط الرئيس المصري السابق.
ودخلت المحكمة الإثنين في صلب الموضوع، وبدأت الاستماع إلى شهود الإثبات حول دور القناصة في قتل متظاهرين خلال الثورة التي أطاحت بمبارك يوم 11 فبراير/ شباط الماضي والتي وقع فيها أكثر من 850 قتيلا وما يزيد على ستة آلاف جريح.
وبعد قليل من بدء الجلسة قرر رئيس المحكمة المستشار أحمد رفعت رفع الجلسة بعد الاشتباكات التي نشبت داخل القاعة بين المدعين بالحق المدني ومحامي مبارك.
وبمجرد خروج هيئة المحكمة من القاعة، وقعت اشتباكات بالأيدي بين مؤيدي مبارك والمدعين بالحق المدني لأسر الضحايا داخل قاعة المحكمة بعد أن رفع شاب مؤيد لمبارك صورته فاستفز أقارب القتلى والمصابين حيث رشقوه بزجاجات مياه وضربه محامو أسر القتلى وأجبروه على الخروج من القاعة.
هتافات اقارب القتلى وهتف أقارب القتلى ومحاموهم "يا جمال قول لأبوك الشعب المصري حيعدموك" و"يا مبارك يا مبارك الإعدام في انتظارك" و"الشعب يريد إعدام السفاح" و"واحد اثنين قانون الغدر فين" في إشارة إلى قانون تعمل الحكومة على تفعيله لعزل ومحاكمة من يتهمون بإفساد الحياة السياسية في البلاد.
وخلافا للجلستين السابقتين، لم يتم نقل وقائع جلسة اليوم على الهواء تلفزيونيا بعد أن قرر القاضي في الجلسة الاخيرة وقف البث المباشر.
استئناف الجلسة وقد استؤنفت الجلسة مرة أخرى بالاستماع الى اللواء حسين مرسى رئيس جهاز الاتصالات فى قطاع الأمن المركزى بوزارة الداخلية إبان الثورة كشاهد اثبات فى قضية قتل المتظاهرين.
وذكر التلفزيون المصري أن مرسى شهد بعدم إمكانية استخدام الشرطة للسلاح الآلي ضد المتظاهرين. وبعد ذلك تم رفع الجلسة للمرة الثانية للمداولة على ان تستأنف فى وقت لاحق. وقبل الجلسة الثالثة كان مبارك قد نقل على سرير نقال الى مقر أكاديمية الشرطة.
وبث التلفزيون الرسمى مباشرة صور وصول مبارك في سيارة إسعاف ونزوله منها على سرير نقل أمام باب القاعة التي تنعقد فيها محكمة جنايات القاهرة برئاسة القاضي أحمد رفعت منذ بدء القضية في الثالث من أغسطس/ آب الماضي. وسبق أن حضر مبارك الذي يبلع من العمر 83 عاما جلستي المحاكمة السابقتين على سرير طبي نقال.
اشتباكات وجرحى وسبقت الجلسة اشتباكات بين أسر قتلى الثورة وأنصار مبارك أمام بوابة أكاديمية الشرطة في ضاحية القاهرة الجديدة بشرق القاهرة حيث تجري المحاكمة.
وتدخلت قوات مكافحة الشغب لوضع حد للاشتباكات والتي هتف فيها المؤيدون لمبارك "لن نتخلى عنك" بينما كانت أسر الشهداء تهتف "القصاص القصاص قتلوا أولادنا بالرصاص".
وقام العشرات من أسر قتلى الثورة بحرق صور لمبارك مطالبين بإعدامه للقصاص لضحايا الثورة. وردد المتظاهرون "الشعب يريد إعدام السفاح" و"لنجيب حقهم لنموت زيهم". يذكر أنه وتحسبا للاشتباكات أو أي طارئ يحدث خلال المحاكمة، تم تخصيص 15 سيارة إسعاف وسيارتى عيادة متنقلة لتأمين محاكمة مبارك ونجليه والعادلى.
كما رفعت درجة الاستعداد للقصوى بجميع المستشفيات القريبة من المنطقة التي يحاكم فيها مبارك. وقد أعلنت وزارة الصحة المصرية أن الاشتباكات أسفرت عن 9 مصابين تم نقل 4 منهم إلى مستشفى القاهرة الجديدة فى حين تم إسعاف 5 فى موقع الاشتباكات.
وتراوحت الإصابات بين الكدمات والجروح نتيجة التراشق بالحجارة بين الجانبين إلا أنها تعد إصابات طفيفة.