قررت محكمة جنايات القاهرة التي تنظر القضية المتهم فيها الرئيس المصري السابق حسني مبارك بقتل المتظاهرين يوم الاثنين تأجيل نظر الدعوى الى الخامس من سبتمبر أيلول كما قررت وقف البث التلفزيوني للدعوى وهو أمر قوبل باعتراض نشطاء. وقال رئيس المحكمة المستشار أحمد رفعت ان المحكمة قررت أيضا ضم القضية المتهم فيها وزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي وستة من كبار مساعديه السابقين بقتل المتظاهرين الى قضية مبارك لوحدة موضوع الدعويين.
لكن هناك محاكم جنايات في أكثر من محافظة تنظر قضايا مماثلة متهم فيها ضباط شرطة.
ويحاكم مع مبارك ابناه علاء وجمال لكن بتهمة استغلال النفوذ وهي التهمة الموجهة الى والدهما أيضا.
كما يحاكم معهم غيابيا حسين سالم رجل الاعمال الذي كان مقربا من مبارك والذي ألقي القبض عليه في اسبانيا قبل أسابيع في قضية غسيل أموال هناك.
وسالم متهم برشوة مبارك وابنيه ببيوت فاخرة في منتجع شرم الشيخ على البحر الاحمر مقابل اطلاق يده في البناء على أراض حكومية في المنتجع.
وقتل نحو 850 متظاهرا في الانتفاضة الشعبية التي أسقطت مبارك في فبراير شباط وأصيب أكثر من ستة الاف.
وقال رئيس المحكمة "حفاظا على الصالح العام قررت المحكمة وقف البث التلفزيوني لوقائع الجلسات."
ولدى نطق القاضي بقرار وقف البث التلفزيوني هتف مئات النشطاء الذين كانوا يتابعون الجلسة على شاشة عرض أمام المبنى الذي يضم المحكمة "الشعب يريد تطهير القضاء" و"حنوريهم الغضب حنعلمهم الادب".
وقالوا انهم سينظمون مظاهرة يوم الجمعة المقبل في ميدان التحرير تطالب بتطهير القضاء من قضاة عملوا في عهد مبارك.
وكان نشطاء وأقارب قتلى في الانتفاضة طالبوا بعلنية جلسات محاكمة مبارك ووزير الداخلية الاسبق وغيرهما من المسؤولين. وأوصى مجلس القضاء الاعلى بالتصوير التلفزيوني لكن أكثر من محكمة جعلت التصوير قاصرا على التلفزيون المصري.
وقال محامون بعد الجلسة ان وقف البث التلفزيوني سيعيد الهدوء الى القاعة. وتحدثوا عن مشادات واشتباكات بالايدي بين محامين قبل بدء الجلسة وخلال رفعها للتداول سببها الرغبة في الظهور في التلفزيون.
وقررت المحكمة استمرار حبس المتهمين.
ويقضي مبارك فترة الحبس على ذمة القضية في مستشفى بالقاهرة بينما ولداه مودعان سجن طرة في جنوب العاصمة.
وقال نشطاء بعد الجلسة ان تأجيل نظر الدعوى لمدة ثلاثة أسابيع يعيدها الى البطء الذي شكوا منه في قضايا قتل المتظاهرين وقضايا الفساد.
وظهر مبارك في قفص الاتهام ممددا على سرير مستشفى وهي الحالة التي ظهر عليها في أولى جلسات نظر الدعوى في الثالث من الشهر الحالي.
ووقعت اشتباكات خارج المبنى الذي يضم المحكمة بين مئات المؤيدين لمبارك والمعارضين سقط خلالها مصابون نقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط عن وزارة الصحة ان عددهم 23 وان حالاتهم مستقرة.
وفي وقت سابق يوم الاثنين أذاع التلفزيون وصول الرئيس السابق الى المحكمة التي تعقد جلساتها في أكاديمية الشرطة بشرق القاهرة.
وهبطت طائرة قرب مقر المحكمة تقل مبارك ثم عرض التلفزيون المصري لقطات لمبارك (83 عاما) وهو ينقل على سرير مستشفى الى خارج عربة اسعاف.
وكان المستشار أحمد رفعت الذي يرأس المحكمة رفع جلسة يوم الاحد أربع مرات خلال محاكمة وزير الداخلية المصري الاسبق حبيب العادلي وستة من كبار مساعديه سابقا بسبب غياب الانضباط في القاعة.
ورفع رفعت جلسة يوم الاثنين للمداولة بعد وقت قصير من بدئها.
وأجل رفعت قضية العادلي الى جلسة الخامس من سبتمبر أيلول على الرغم من قوله في وقت سابق انه سيعقد الجلسات طوال أيام العمل الاسبوعية.
وبعد رفع جلسة يوم الاثنين هتف أقارب قتلى في القاعة "اعدام اعدام". وأشار رجل قال انه والد قتيل بيديه حول رقبته في مواجهة علاء وجمال مبارك متوقعا اعدامهما فنظرا في الارض لكنهما أشارا بالتحية لحضور اخرين رددوا هتافات ضدهما وضد والدهما.
الصورة: رجال شرطة يقفون اسفل شاشة عملاقة تعرض وقائع الجلسة الثانية لمحاكمة مبارك.