قررت محكمة جنايات القاهرة التي تنظر القضية المتهم فيها الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، بقتل المتظاهرين اليوم الاثنين تأجيل نظر الدعوى إلى الخامس من سبتمبر/ أيلول، كما قررت وقف البث التلفزيوني للدعوى وهو أمر قوبل باعتراض نشطاء. وقال رئيس المحكمة المستشار أحمد رفعت إن المحكمة قررت أيضا ضم القضية المتهم فيها وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وستة من كبار مساعديه السابقين بقتل المتظاهرين إلى قضية مبارك لوحدة الموضوع. وكانت محاكمة مبارك ونجليه علاء وجمال قد استؤنفت بمقرّ أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة اليوم بتهم تتعلق بالفساد وقتل متظاهرين خلال ثورة 25 يناير. وبالتزامن مع بدء الجلسة الثانية للمحاكمة رشق أنصار الرئيس المخلوع مراسلي وسائل الإعلام والأمن بالحجارة أمام مقر المحكمة. وهبطت طائرة قرب مقر المحكمة تقل مبارك ثم عرض التلفزيون المصري لقطات لمبارك (83 عاما) وهو ينقل على سرير مستشفى إلى خارج عربة إسعاف. ووصل مبارك إلى قاعة المحكمة على سرير طبي ووقف إلى جانبه في قفص الاتهام نجلاه علاء وجمال، وعلى عكس ما حاول إبداءه من رباطة جأش في الجلسة الأولى ظهر مبارك بالجلسة الثانية بحالة أسوأ مغمضا عينيه ممددا على الفراش يتبادل كلمات خاطفة بين الحين والآخر مع أحد نجليه قبل بدء جلسة المحكمة. وفور بدء جلسة المحكمة تلا رئيس المحكمة المستشار أحمد رفعت، أسماء المتهمين "محمد حسني السيد مبارك وعلاء محمد حسني السيد مبارك وجمال حسني السيد مبارك، فأجابوا على التوالي بكلمة "موجود". ومع حصول بعض الضوضاء واللغط داخل المحكمة، حاول القاضي استعادة الهدوء بحزم. حيث طالب من محامي الدفاع بالحق المدني بكتابة ما يريدون وعدم التكرار لكسب الوقت، كما طلب من محامي الدفاع كتابة ما يريدون بعد الجلسة للنظر فيها. وكشف القاضي بداية الجلسة عن أحراز ثلاثة تمثلت في أقراص "دي في دي" "وفلاشة حاسوب" تتعلق بالقضية. وفي بداية الجلسة طالب محام من محامي الادعاء ضم قضية مبارك الجنائية إلى قضية وزير داخليته السابق حبيب العادلي لوحدة الخصومة والدفاع وأدلة الثبوت وفق ما قال. كما طالب بإضافة تهم جديدة في قضية الإضرار بالمال العام المتعلقة باتفاقيات الغاز لإسرائيل. وبعد وقت قصير من بداية الجلسة رفع رئيس محكمة جنايات القاهرة التي تحاكم مبارك الجلسة للمداولة. ويتهم مبارك بالتورط في قتل النشطاء المعادين للنظام خلال الثورة التي جرت في يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط الماضيين، وأنهت حكمه الذي استمر زهاء ثلاثة عقود. كما يواجه الرئيس السابق ونجلاه اتهامات بالفساد، ويتهم بالقتل إلى جانب وزير داخليته العادلي وستة من قادة الشرطة السابقين الذين يحاكمون أمام نفس القاضي في جلسات استماع منفصلة. ويحتجز مبارك في مستشفى عسكري بالقاهرة. وكان المستشار رفعت قرر أمس تأجيل محاكمة العادلي ومعاونيه إلى جلسة الخامس من سبتمبر/ أيلول المقبل. اشتباكات وهاجم أنصار مبارك بالحجارة طاقم قناة «الجزيرة» وسيارتهم خارج المحكمة. كما هاجموا الأطقم الإعلامية العالمية والمحلية ورجال الأمن، وأشار مراسل الجزيرة إلى أن الأمن لم يتدخل لكبح أنصار الرئيس المخلوع. ونقلت وكالة رويترز عن شاهد قوله إن مؤيدي ومعارضي مبارك يتبادلون الرشق بالحجارة خارج أكاديمية الشرطة، مشيرا إلى ما أسماها مطاردات بين الجانبين في الصحراء وحول المباني المجاورة للأكاديمية. وأوضح أنه شاهد مصابا واحدا على الأقل تسيل منه الدماء كما رأى أحد مؤيدي مبارك يتعرض لضرب مبرح نقل على أثره بسيارة إسعاف إلى المستشفى. كما أشار الشاهد إلى أن مشاركين بالاشتباكات يستعملون صواعق كهربية وآخرين يحملون قنابل مولوتوف لكن لم يطلقوا أيا منها. وقد نشرت السلطات خمسة آلاف من رجال الشرطة أمام المحكمة وطوقوها منذ الصباح بعد تجمع حشود لأنصار مبارك.