نفى قائد الحرس الجمهوري العميد أحمد علي عبدالله صالح أمس الخميس صحة وجود وساطة بينه واللواء علي محسن قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية، وذلك في إشارة على ما يبدو إلى تصريحات أدلى بها الشيخ ناجي الشايف في وقت سابق حول فشل وساطة قام بها وتستهدف إبعاد أبناء الرئيس وأقاربه وأطراف المعارضة خارج اليمن لفترة مؤقتة. ونقل موقع وزارة الدفاع عن مصدر في مكتب قائد الحرس الجمهوري قوله «لا صحة للأنباء التي تداولتها بعض الصحف والمواقع الالكترونية على شبكة الانترنت حول وساطة تقوم بها بعض الشخصيات مع المتمردين والخارجين عن الدستور والقانون والشرعية الدستورية». لكن هذا النفي أثار غضب الشيخ الشايف، حيث أصدر مكتب نجله والقيادي في الحزب الحاكم الشيخ محمد بن ناجي الشايف بياناً اليوم الجمعة هاجم خلاله السلطة والمعارضة واعتبرهما «وجهان لعملة واحدة». وجاء في البيان المنسوب إلى مصدر في مكتب الشايف قوله «تعقيباً على ما تناولته بعض المواقع الالكترونية من لغط حول الوساطة التي يقوم بها الشيخ ناجي بن عبدالعزيز الشايف شيخ مشائخ بكيل كبير مشائخ اليمن بين السلطة والمعارضة، فإننا نؤكد أن الشيخ ناجي الشايف يقوم بوساطة بين السلطة والمعارضة منذ بداية الأزمة حرصاً على الشعب اليمني الذي يدفع ثمن هذه الأزمة الطاحنة التي تمر بها بلادنا». وقال المصدر إن «كل الجهود التي يبذلها الشيخ ناجي الشايف تنطلق من الحرص على مصلحة اليمن وصون دماء أبناء شعبنا وإن الشيخ الشايف هو أكبر وأسمى من الفاسدين في السلطة والمعارضة واللذان يعدان وجهان لعملة واحدة وإن رموز المعارضة هم أرباب السلطة وإن أرباب السلطة هم رموز المعارضة وكلهم مولودون من رحم واحد وخريجو مدرسة واحدة اسمها الفساد». كما هاجم بيان الشايف مواقع الكترونية لم يسمها ووصفها ب«المواقع المأجورة والمنحطة أخلاقياً وأدبياً وإعلاميا». وقال أن هذه المواقع «عمدت إلى تشويه الدور الوطني الذي يقوم به الشيخ ناجي الشايف، وهي أبواق رخيصة نترفع عن ذكر اسمها وقادرون على تعليمها أدب التخاطب مع كبار القوم لكننا نترفع عن الرد عن هؤلاء الحثالة الذين أصبحوا يتسولون بمواقعهم الإلكترونية ويتقلبون كالحرباء لمن يدفع لهم أكثر». وكانت جريدة الحياة اللندنية قد نقلت تصريحات على لسان الشيخ ناجي بن عبدالعزيز الشايف كشف خلالها عن «فشل وساطة قبلية استهدفت إبعاد أطراف الصراع من أبناء الرئيس وأشقائه في الجيش والأمن وأطراف المعارضة، خصوصاً اللواء علي محسن الأحمر، مؤقتاً من اليمن إلى السعودية «حتى تنتهي الأزمة». وقال أنه التقى نجل الرئيس قائد الحرس الجمهوري والوحدات الخاصة العميد أحمد علي عبد الله صالح، واللواء علي محسن الأحمر وتواصل بالطرفين وزارهما للبحث في تطورات الأزمة «ولمست إستعداداً لقبول اقتراح بمغادرة كل الشخصيات العسكرية والحزبية والقبلية اليمن لفترة محددة». واضاف الشايف إن «نجل الرئيس أبدى استعداده بأن يغادر البلاد ومعه كل أقربائه المسؤولين في المؤسسة العسكرية والأمنية في حال وافق اللواء علي محسن الأحمر على مغادرة اليمن ومعه قادة أحزاب المشترك والقيادات العسكرية المنشقة عن الجيش، وأولاد الشيخ عبد الله الأحمر، على أن يتوجه الجميع إلى المملكة العربية السعودية للإقامة لفترة غير محددة حتى يتمكن الشعب اليمني من ترتيب أوضاع البلد، وتشكيل حكومة وطنية تدير شؤونه بإجماع اليمنيين». لكن مكتب نجل الرئيس نفى صحة هذا الكلام في وقت لاحق.
وأكد الشايف إن رد اللواء الأحمر «كان ايجابياً ووافق على مغادرة اليمن ومعه كل القيادات الحزبية والعسكرية المعارضة في وقت واحد وعلى طائرة واحدة مع نجل الرئيس وأقاربه المسؤولين في الجيش والأمن لكي يتجنب اليمن عواقب التوترات الراهنة بين الأطراف المتصارعة على السلطة». لكن الشايف أبدى خيبة أمل من «عدم جدية الأطراف المتصارعة وتقلب مواقفها والتنصل من الوعود والالتزامات التي قطعتها». وحمل الطرفين المسؤولية.