قالت منظمة العفو الدولية اليوم الاثنين إن على السلطات اليمنية أن توقف فورا قتل المتظاهرين السلميين الذي تقوم به قوات الأمن وذلك غداة ارتكابها ل«مجزرة» في صنعاء سقط فيها نحو 26 متظاهراً، كما سقط المزيد من الشهداء جراء العنف المتواصل اليوم في صنعاء وتعز. وقامت قوات الأمن والقناصة بإطلاق النار مستخدمة قذائف صاروخية (ار بي جي) ضد المتظاهرين بمسيرة للمطالبة بتنحي الرئيس علي عبدالله صالح المستمر في السلطة منذ 33 عاماً. كما فتحت قوات الأمن والحرس الجمهوري نيران أسلحتها على متظاهرين في مسيرة احتجاجية تضامناً مع الذين سقطوا في صنعاء، ما أدى إلى سقوط ثلاثة شهداء وإصابة عشرات آخرين. وقال نائب مدير منظمة العفو الدولية للشرق الأوسط وشمال افريقيا فيليب لوثر «اليمن على حافة الهاوية. الجمود السياسي ضاعف من إحباط أولئك الذين ظلوا يحتجون سلميا من أجل التغيير»، وأردف «وفي الوقت نفسه.. فإن تفجر العنف يؤجج خطر نشوب حرب اهلية». وأضاف لوثر «لذلك يجب على السلطات اليمنية التوقف عن استخدام القوة المفرطة قبل أن يصبح العنف خارج عن نطاق السيطرة». وقالت المنظمة أنه منذ فبراير الماضي قتل نحو 200 شخص وأصيب أكثر من ألف في احتجاجات عمت أنحاء اليمن استخدمت خلالها قوات الأمن القوة المفرطة بشكل متكرر، بما في ذلك إطلاق الذخيرة الحية على المتظاهرين تجمعوا سلمياً. وتطرق بيان المنظمة إلى الأحداث في محافظة أبين الجنوبية حيث يدور القتال هناك بين قوات الجيش ومتشددين يعتقد ارتباطهم بتنظيم القاعدة، وهو ما أدعى إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان. وقد أثار هذا الوضع القلق إزاء الوضع الإنساني المتدهور في البلاد. ودعت منظمة العفو الدولية مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان والذي يناقش الوضع في اليمن في جنيف اليوم لمطالبة السلطات اليمنية بأن تأمر قوات الأمن بالوقف الفوري لاستخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين المسالمين. كما دعت المنظمة لتشكيل لجنة مستقلة ومحايدة وشاملة لتحقيق لتقام بمساعدة دولية للتحقيق في عمليات قتل وجرح المتظاهرين وغيرهم. كما دعت أيضا إلى الوقف الفوري للامدادات من الاسلحة والذخائر التي يمكن أن تستخدم بشكل مفرط في التعامل مع الاحتجاجات. وقال فيليب لوثر «لا يمكن للمجتمع الدولي أن يستمر في اعتبار المخاوف الأمنية والمخاوف بشأن تنظيم القاعدة قبل اعتبارات حقوق الإنسان». وأضاف «يجب أن يكون واضحا لدى السلطات اليمنية أنه لا ينبغي أن يكون المحتجين أهدافا بسبب ممارسة حقوقهم، الانتهاكات التي ترتكبها القوات اليمنية غير مقبولة تماما ويجب أن تتوقف. ويجب محاسبة المسئولين عن انتهاكات حقوق الإنسان للمساءلة».