يبدو أن القوات الموالية للرئيس صالح حريصة على ان توجه رسالة للصحفيين والمراسلين انه لا مجال لتواجدكم هنا تماما. حيث يواجه الصحفيون الموت منذ بداية الانتفاضة الشعبية المطالبة بإسقاط نظام صالح لكن الوتيرة ترتفع مع تصاعد موجة الاحتجاجات في البلاد. اليوم الاثنين أصيب المصور التلفزيوني حسين الوظاف بجروح خطرة جراء تعرضه لرصاص أطلقها قناصة موالون لصالح بينما كان الوظاف، وهو يعمل لصالح الوكالة العربية للإعلام - يصور اعتداءات مسلحي النظام على شباب الثورة في العاصمة صنعاء. أمس السبت رصد متابعون تعرض 5 من الإعلاميين والمصورين الصحفيين لإصابات مختلفة إثر تعرضهم لرصاص قناصة تابعون للنظام بينما كانوا يحاولون تغطية المسيرة التي نظمها شباب الثورة أمس وتعرضت للقمع بالقوة المميته من قبل قوات نظام صالح. حيث أصيب الكاتب والمصور الصحفي صادق الحمادي برصاصة في رجله أثناء تغطيته للمسيرة، كما أصيب المصور الصحفي محمد الصلوي الذي يعمل لصالح موقع ثورة الشعب اليمني بطلقة في قدمه اليمنى أثناء توثيقه القمع الذي قوبلت به المسيرة المطالبة برحيل بقايا النظام وانجاز أهداف الثورة اليمنية. وفي المسيرة ذاتها أصيب مصور قناة سهيل نصر النمر، ومحمد النهاري مراسل وكالة يمان الإخبارية التي تبث أخبارها عبر الفيس بوك كما اصيب الاعلامي وليد العماري بالإختناق بالغاز. واستنكرت نقابة الصحفيين اليمنيين في بلاغ صحفي، ما تقوم به قوات النظام من استهداف مباشر للصحفيين ومراسلي القنوات ووكالات الأنباء والمصورين، معتبرة ذلك محاولة بائسة من تلك القوات للتخلص من الشهود على جرائمها بحق المتظاهرين السلميين. وعبرت النقابة عن قلقها الشديد على حياة منتسبيها الذين صاروا هدفاً لآلة الموت العسكرية التابعة لنظام صالح ، محملة صالح وأولاده وبقايا نظامه المسؤولية الكاملة عما يتعرض له الصحفيين أثناء أدائهم لمهامهم في تغطية ما يحدث على الساحة اليمنية من قتل للأبرياء من المدنيين والمتظاهرين السلميين. وكان صحفيون قد تعرضوا لإصابات مختلفة منذ اندلاع الاحتجاجات السلمية منتصف نوفمبر من العام الحالي واستشهد المصور الصحفي جمال الشرعبي أثناء تغطيته للمجزرة التي ارتكبتها قوات صالح بحق المعتصمين السلميين في العاصمة صنعاء في الثامن عشر من شهر مارس. بينما تعرض عشرات المصورين والمراسلين الصحفيين لاعتداءات مختلفة بالضرب بينما كانوا يغطون الأحداث، وآخرون تعرضوا للاختطاف والاحتجاز من قبل الأجهزة الأمنية كان آخرهم عبدالله فراص المصور في قناة سهيل والذي لا يزال محتجزا في قاعدة الديلمي الجوية منذ أكثر من شهر. يأتي هذا في الوقت الذي تبدو الساحة اليمنية شبه خالية من الصحفيين الأجانب الذين قدموا في وقت سابق للعمل لصالح وكالات أجنبية وصحف دولية لكنهم اضطروا للمغادرة بعد ان أصبح الوضع غير آمن تماما في اليمن وبعضهم رحلتهم السلطات أو تلقوا انذارات بمغادرة البلاد من قبل مسؤولين حكوميين.