اعربت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الاميركية عن املها في ان تحترم القيادة المصرية الجديدة حقوق المدنيين على اختلاف انتماءاتهم الحزبية والدينية. وأبدت كلينتون استعداد واشنطن للتعامل مع حكومة تضم أفرادا من جماعة الإخوان المسلمين، أو أي حركات إسلامية أخرى شريطة التزامهم بعدم اللجوء للعنف ومراعاة حقوق الإنسان، والديموقراطية، التي كانت من اهم مطالب المتظاهرين في ميدان التحريرعلى حد تعبيرها.
وأشارت وزيرة الخارجية الأميركية الى عدد من التخوفات في حال تأخر الانتخابات أو عدم إتمامها، منها استمرار الحكم العسكري أو حدوث الانتخابات مرة واحدة فقط يصل خلالها للحكم مجموعة لا ترغب في تحقيق التقدم للمجتمع بأكمله، وترفض حقوق وأفكار المصريين لصالح وجهة نظر واحدة.
.وردا على سؤال عن رأيها في اداء المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي تولى شؤون البلاد بعد الاطاحة بالرئيس حسني مبارك في فبراير/شباط، في المرحلة الانتقالية الى الديمقراطية، بدت كلينتون متفائلة.
وقالت الوزيرة الاميركية في المقابلة التي اجريت الخميس "اتوقع منهم تنفيذ الوعود التي قطعوها للشعب المصري لانه لا يمكن اقامة حكم ديموقراطي تسعى اليه ما لم تجر انتخابات حرة وعادلة وشفافة تعزز الاشخاص الذين تم انتخابهم".
واضافت "هذا ما اتوقع ان يحدث وبالتأكيد سنعبر عن قلقنا اذا لم يتم ذلك لكن هناك برنامج يجب اتباعه".
عصام العريان يعلق على تصريحات كلينتون وتعليقا على تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية أكد عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق من جماعة الإخوان المسلمين ان الادارة الاميركية تحتاج الى اعادة النظر في مجمل سياساتها واستراتيجياتها في المنطقة واضاف"راديو سوا": إن القضية لا تعني قضية الحكومات المنتخبة ايا تشكيل هذه الحكومات وهو ما تقره المعايير الديمقراطية التي تدعو اليها اميركا بأنها لا بد ان تتعامل مع الحكومات المنتخبة ونحن نتمنى ان يكون هذا الواقع فعلا والا تضع الإدارة اي عراقيل في وجه اي حكومة منتخبة ايا كان تشكيلها. وانا اعتقد ان الحكومة الأميركية الحالية امام امتحان خطير تجاه سياساتها واستراتيجياتها في المنطقة. اما الشعب المصري فهو قادر على انتخاب برلمان حر وارساء نموذج ديمقراطي ينبع من ثقافة المصريين ومعتقداتهم وقادر على ان يكون له دور مؤثر على العالم العربي كشعب مصري قاد هذه لمنطقة لفترات وشارك في الدفاع عن مقدساتها وحضارتها.
واوضح العريان ان الشرط الذي وضعته الادارة الامريكيه فيما يتعلق بالتعامل مع ادارة مصرية تلتزم باحترام التنوع و الحريات أن الواقع العربي الحالي القائم على احترام رغبات الشعوب وحرياتها هو من سيلزم اي ادارة تتولى مقاليد الحكم وقال:"أنا اعتقد ان المعايير التي ارستها الثورات العربية ستلزم كل التيارات السياسية - اسلامية ليبرالية وغيرها باحترام هذه الطموحات الشعبية التي ترغب في دولة الحق والقانون دولة الدستور احترام حقوق الانسان وتحقق العدالة للجميع هذه اصبحت رغبات الشعوب واوامر الشعوب لأي حكومات قادمة واعتقد ان الحكومات ستنبع من الشعوب وستلبي طموحاتها ولا تخضع لتعليمات قادمة من اميركا او غيرها جربنا هذا في ظل حكومات الاستبداد وكانت النتيحة من القهر ومزيد من احتقار الانسان وهذا ما ادى الى الثورات العربية . "
تعليق آخر على تصريح كلينتون من جهة اخرى اشار الدكتور طارق فهمي استاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة الى ان تصريحات الوزيره الاميركية في هذا الشأن ليست بالجديدة لكنها لا تدعو الى التفاؤل على حد تعبيره وقال: "ربما لأن الحكومة الاميركية تعاملت مع حركة حماس عندما صعدت الى الحكم وتعاملت معها على انها حركة ارهابية رغم ان الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر ومركزه كان مشرفا على هذه الانتخابات في ذلك الوقت كانت تتكلم عن الديمقراطية والتعامل مع اي خيار ليبرالي فلسطيني والان هم يتكلمون ويرددون نفس هذه النغمة ويسلمون بالأمر الواقع إن جاء التيار الاسلامي او الاخوان المسلمين للحكم لا توجد مشكلة للتعامل معهم ولكن المصلحة الأميركية هي التي تحكم هذا الامر."
واشنطن تجري اتصالا مباشرا مع الاخوان هذا وقد أعلن مسؤول أميركي رفيع المستوى أن الولاياتالمتحدة أجرت إتصالات مباشرة مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر إستمرارا لسياسة إتبعتها في السابق كما قال.
وأشار المسؤول إلى أنه جرت إتصالات مع مسؤولين كبار في حزب الحرية والعدالة الذي شكلته الجماعة، واضاف أن الولاياتالمتحدة لا تفر ق بين أعضاء الجماعة أو حزبها بدون أن يذكر الموعد الذي عقدت فيه تلك اللقاءات. وفي تصريح لوكالة رويترز، نفى الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة إجراء الحزب أية إتصالات مع الولاياتالمتحدة.