تعهدت سوريا يوم الجمعة بتنفيذ اصلاحات ديمقراطية واتهمت قوى أجنبية بتسليح متظاهرين كما اتهمت وسائل الاعلام بشن حرب دعائية على الرئيس السوري بشار الاسد. وقال فيصل مقداد نائب وزير الخارجية السوري لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة ان أكثر من 1100 من أفراد الامن السوري قتلوا في الاضطرابات. وجاءت تصريحاته بعد يوم من اعلان الاممالمتحدة أن اجمالي عدد القتلى منذ بدء الاحتجاجات في سوريا زاد على 2900 شخص.
وتقمع السلطات السورية بعنف احتجاجات تطالب بالديمقراطية وانهاء حكم عائلة الاسد الممتد منذ 41 عاما. واستلهمت الاحتجاجات السورية ثورات شعبية أطاحت بزعماء تونس ومصر وليبيا هذا العام.
واستغل مبعوثو بريطانيا وفرنسا والولاياتالمتحدة اجتماع المجلس في جنيف لدعوة سوريا الى وقف عمليات القتل والاحتجاز التعسفي والتعذيب واخفاء المدنيين قسرا.
وقال مقداد ان الحكومة السورية ستمضي في العمل على تعزيز حقوق الانسان حتى يمكنها أن تؤسس مجتمعا ديمقراطيا يتماشى مع سيادة القانون ومع ما يتطلع اليه الشعب السوري ويستحقه.
لكنه قال ان سوريا تواجه هيمنة الغرب والولاياتالمتحدة واسرائيل وذكر أن سوريا هدف لتهديدات ارهابية. وأوضح أن أفراد قوات الامن السورية أصبحوا "شهداء" وان "الارهابيين" الذين حصلوا على أسلحة من بعض الدول المجاورة لسوريا قتلوا أكثر من 1100 منهم.
وقال مقداد انه لم يحدث قصف للمدنيين وان الدبابات استخدمت فقط لحماية قوات الامن من العنف. وعقد مجلس حقوق الانسان الذي يضم 47 دولة جلسة لمدة ثلاث ساعات حول سجل سوريا في اطار متابعته المنتظمة لكل الدول الاعضاء.
وأشار مقداد الى أن سوريا رحبت باعادة نظر محايدة لسجلها لكنه أضاف أن الدول الغربية لا تهتم بحقوق الانسان لكنها تهتم فقط بشحنات النفط والمعادن التي ستجمعها.
وقالت بيتي كينج سفيرة الولاياتالمتحدة في مقر الاممالمتحدةبجنيف "تدين الولاياتالمتحدة بأقصى العبارات الممكنة الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها الحكومة السورية لحقوق الانسان وللحريات الاساسية لشعبها وقمعها المستمر العنيف والمميت للاحتجاجات السلمية."
وأضافت كينج أن الحكومة التي "تختار أن تحكم من خلال الارهاب والترويع لا يمكن اعتبارها شرعية ويجب أن تتنحى على الفور."
وأثارت تصريحات كينج احتجاج وفد كوبا الذي قال ان مثل هذه الدعوات لا مكان لها في مجلس حقوق الانسان وان القرار يعود للشعب السوري الذي يتمتع بالسيادة في اختيار زعيمه.
وانضمت ايران وروسيا الى كوبا في امتداح الاصلاحات التي أعلن عنها الاسد ومن بينها رفع حالة الطوارئ واجراء انتخابات محلية في ديسمبر كانون الاول.
وقال مبعوث الصين في المجلس "نعارض التشهير." وفشل مجلس الامن التابع للامم المتحدة في ادانة سوريا يوم الثلاثاء بعدما استخدمت سوريا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار وضعت دول أوروبية مسودته.
وشكل مجلس حقوق الانسان لجنة تحقيق دولية الشهر الماضي للنظر في جرائم مزعومة ضد الانسانية تشمل عمليات قتل جماعي قالت لجنة تحقيق تمهيدية تابعة للامم المتحدة ان قوات الامن السورية ارتكبتها.
وعبر البرازيلي سيرجيو بينهيرو رئيس لجنة التحقيق الجديدة المكونة من ثلاثة أشخاص عن أمله في أن يلتقي مع مسؤولين سوريين كبار في جنيف الاسبوع المقبل لطلب الاذن في دخول سوريا.
وقال بينهيرو لرويترز قبيل اجتماع الاممالمتحدة في جنيف اليوم "نحن في حالة توقع.. لكن صبري محدود" وأكد أنه لا توجد مواعيد لمثل هذا اللقاء.
ومن المقرر أن يصدر الفريق الدولي الذي يعتزم جمع شهادات في المنطقة تقريرا بحلول نهاية نوفمبر تشرين الثاني.
وقال رضوان زيادة وهو نشط سوري يعيش في المنفى يوم الخميس ان أكثر من 30 ألف سوري سجنوا منذ بدء الاحتجاجات وان الكثيرين محتجزون في مدارس أو ملاعب كرة قدم.
ووثق مركز دمشق لدراسات حقوق الانسان الذي يترأسه زيادة مقتل 183 طفلا على ايدي القوات السورية وأضاف أن كثيرين منهم قتلوا تحت وطأة التعذيب. من ستيفاني نيبهاي