افرجت اسرائيل رسميا صباح الجمعة عن 19 اسيرة فلسطينية في مقابل تسلمها شريط فيديو حديث العهد عن الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليط المحتجز في قطاع غزة منذ العام 2006. وتشكل هذه العملية مرحلة اولى في عملية طويلة قد تفضي الى الافراج عن الجندي الاسرائيلي في مقابل اطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين.
وذكر التلفزيون والاذاعة الاسرائيلية ان الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الذي يحتجزه مسلحون فلسطينيون في غزة بدا بصحة جيدة ومتماسكا في شريط الفيديو الذي تسلمته اسرائيل مقابل الافراج عن اسيرات فلسطينيات الجمعة.
ودعا الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليط رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الى "التوصل الى اتفاق" مع الفلسطينيين من اجل الافراج عنه، وذلك في شريط بثه اخيرا التلفزيون الاسرائيلي وبدا فيه بصحة جيدة.
وقال شاليط وهو يتلو نصا ووراءه ستار ابيض "آمل ان لا تفوت الحكومة التي يقودها بنيامين نتانياهو فرصة التوصل الى اتفاق كي اتمكن من تحقيق حلمي ونيل الحرية". وقال مسؤولون ان قائد هيئة الاركان الاسرائيلي غابي اشكينازي شاهد التسجيل وحوله بعد ذلك الى مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. وتم الافراج عن 18 اسيرة من سجن عوفر قرب رام الله (الضفة الغربية)، على ان يتم نقل اسيرة اضافية الى قطاع غزة الذي تتحدر منه.
وتم الافراج رسميا عن الاسيرات بعدما اطلعت السلطات الاسرائيلية بدقة على شريط الفيديو عن شاليط. وارادت السلطات الاسرائيلية التحقق من ان الشريط مدته دقيقة على الاقل وصور اخيرا ويظهر فيه شاليط في شكل واضح.
وبات شاليط (23 عاما) الذي تحتجزه ثلاث مجموعات مسلحة فلسطينية منذ اكثر من ثلاثة اعوام في غزة، رمزا واختبارا لسلوك الدولة العبرية حيال جنودها الاسرى.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعة ان افراج اسرائيل عن دفعة من الاسيرات الفلسطينيات هو بمثابة "مكسب لنا وللاسرى ولعائلاتهم".
واستقبل عباس 18 اسيرة فلسطينية اطلقت اسرائيل سراحهن ضمن صفقة مع حركة حماس بوساطة مصرية والمانية في مقابل شريط فيديو مدته دقيقة واحدة عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز لدى مجموعات مسلحة فلسطينية في غزة.
وقال عباس "لا ننسى ان هناك اكثر من عشرة الاف اسير فلسطيني ما زالوا داخل السجون الاسرائيلية، ونحن نعمل على اطلاق سراحهم". واضاف "هذه الدفعة من الاسيرات ليست الاولى، وليست الاخيرة التي يتم اطلاق سراحها، وهذا مكسب لنا وللاسرى ولعائلاتهم".
واعتبر اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال ان الافراج عن عشرين اسيرة فلسطينية في مقابل شريط فيديو مسجل للجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليط، هو "انتصارا للمقاومة الفلسطينية".
واعتبر اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال ان الافراج عن عشرين اسيرة فلسطينية في مقابل شريط فيديو مسجل للجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليط، هو "انتصارا للمقاومة الفلسطينية".
وقال هنية خلال استقباله في مكتبه بغزة الاسيرة المفرج عنها من غزة فاطمة الزق في حضور قادة من حركتي حماس والجهاد الاسلامي "هذا يوم انتصار للارادة الفلسطينية وانتصار للمقاومة والصمود الفلسطيني".
واضاف هنية الذي كان يرتدي جلبابا ابيض وعباءة صفراء "نحن شعب لا ننسى اسراه ومقاومة لا يمكن ان تساوم على كرامتكم (...) شعبنا سوف يعيش لحظات سعيدة يوم نرى كل الاسرى يعيشون احرارا بين اسرهم وعوائلهم".
واذ اشاد بالدور المصري والالماني في هذا الاتفاق، اكد ان "ما جرى في هذه الخطوة وان كانت خطوة قصيرة، يفتح باب الامل لانجاز صفقة مشرفة بين الاحتلال والمقاومة على طريق تحرير الاسرى والاسيرات من سجون الاحتلال، وهو خطوة واثقة على طريق المصالحة والوحدة واستعادة وحدة كل الشعب الفلسطيني".
واضاف "هناك اهتمام كبير بشاليط من المجتمع الدولي ولا يوجد ولو بنسبة قليلة اهتمام ب11 الف اسير واسيرة في سجون الاحتلال"، مطالبا المجتمع الدولي بالعمل للافراج عن الاسرى الفلسطينيين.
وعبرت الاسيرة المفرج عنها فاطمة الزق عن فرحتها بالافراج عنها وهي تحتضن ابنها يوسف الذي كان يرتدي قميصا ورديا وقالت "الفرحة منقوصة لانني تركت اخوات عزيزات على قلبي واخص ابنة اخي (روضة حبيب) في السجن. لن تكتمل الفرحة الا بافراغ السجون من جميع الاسرى".
ولم تتوقف الاسيرة في معبر بيت حانون حيث تجمع مئات لاستقبالها وانما توجهت في موكب ارسلته حماس الى مقر مجلس الوزراء المقال مباشرة.ثم انتقلت الزق للقاء ابنائها السبعة وعائلتها في بيتها في حي الشجاعية شرق مدينة غزة الذي زين استعدادا لاستقبالها.
ودعت فرنسا الجمعة الى الافراج عن الجندي الفرنسي الاسرائيلي جلعاد شاليط بعد ظهوره حيا وبصحة جيدة في شريط فيديو تسلمته اسرائيل في مقابل الافراج عن 19 اسيرة فلسطينية.
وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في بيان ان "فرنسا تطلق دعوة جدية لخاطفي جلعاد شاليط الى الافراج عنه فورا". واضاف "احيي البادرة التي قامت بها الحكومة الاسرائيلية والتي تساهم في تعزيز الثقة بين الاطراف في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني".