بقلم: سوزان كيلي - كبير مراسلي CNN لشئون الامن القومي- ترجمة خاصة بالمصدر أونلاين بينما يقوم الرئيس أوباما بسحب القوات من العراق، يقول محللون من بينهم سفير أمريكي سابق إن الولاياتالمتحدةالأمريكية تنتهج أسلوب أكثر خطورة في اليمن في سعيها لمحاربة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. لقد اعتمدت الولاياتالمتحدة إستراتيجية أكثر عدوانية من تلك التي عملت بها في كل من العراق وأفغانستان في ملاحقة عناصر القاعدة، وبالرغم من نجاحها في قتل شخصيات بارزة في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن، إلا أن بعض المحللين يعتقدون بأن وحدها الطائرات بدون طيار ليست كافية. قتل أنور العولقي وسمير خان في 30 سبتمبر في غارة أمريكية استهدفتهم بشكل مباشر، وقد ساهم ذلك في شل القدرات الفريدة التي تتمتع بها القاعدة في تجنيد المتحدثين باللغة الانكليزية. قليل من الناس من يعتقدون أن مقتل تلك العناصر يشكل ضربة مدمرة للتنظيم. في الواقع إن مدير مركز مكافحة الإرهاب ماثيو اولسن ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالية روبرت مولر، كانا قد أدليا بشهادتيهما مؤخرا أمام لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي، حيث قالا انه بالرغم من مقتل العولقي وخان، إلا أن القاعدة في شبه الجزيرة العربية ستظل تشكل خطرا كبيرا على الأمن القومي. وقد كتب السفير الأمريكي السابق في اليمن، ادموند هول الذي ألف كتابا عن القاعدة بعنوان «هدف ثمين .. محاربة القاعدة في اليمن». ويعتقد الكاتب أن الولاياتالمتحدة بحاجة إلى أسلوب اشمل في تعقبها لمن تبقى من عناصر التنظيم، ما قد يعني تطوير إستراتجية أمريكية تذهب إلى ما هو ابعد من استخدام الطائرات بدون طيار، إلى التفاعل مع المجتمع اليمني وما يحمله ذلك من مخاطر اكبر على الولاياتالمتحدة. ويقول هول «باستطاعتي القول أننا قد حققنا نجاحاَ تكتيكياَ بقتل العولقي وخان». سيكون الأمر أكثر صعوبة إذا ما أراد تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية مهاجمة الولاياتالمتحدة على أراضيها في ظل غيابهما. ويعتبر هذا النجاح أول دليل على فاعلية جهود الاستخبارات واستخدام الطائرات بدون طيار. ولكن جوهر القاعدة في شبه الجزيرة العربية والملاذ الآمن الذي تنعم به ما زال قائما بالرغم من التحديات التي يواجهها التنظيم. وإذا أخذنا كلام الإدارة الأمريكية كما ورد على لسان مستشار البيت الأبيض لشئون مكافحة الإرهاب، جون برنان، في معرض حديثه عن إستراتجية إدارته تجاه اليمن في ديسمبر الماضي, فعلينا أن نقلق على مدى تقوقعنا داخل سفارتنا في الوقت الذي تتسع فيه مساحة رقعة عمليات تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وأشار هول إلى الهجوم الذي نفذته طائرة بدون طيار في 2002 والذي قتل فيه قائد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أبو علي الحارثي. وقد اتبع مقتله جهود أمريكية واسعة ربطت بين التنمية والأمن، والتي أدت إلى دور يمني حكومي أكثر فاعلية مدعوما بمعدات وتدريبات أمريكية نجحت في إبقاء عناصر القاعدة مطاردين بشكل دائم. هول ومعه دانيال جرين من معهد واشنطن تحدثا عن المشكلة في مؤتمر عقد مؤخرا برعاية جيمس تاون فاونديشن والتي تتصف بالمحافظة. حيث بين جرين ما سماه بخطوات محاربة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن. ويقول جرين «إن إستراتيجية مكافحة الإرهاب تبدو جذابة، سرية، مغرية وأقل تكلفة، لكن الهجمات بطائرات بدون طيار وحدها تعد إستراتيجية ناقصة. أنتم فقط تقصون العشب ولكنكم لا تعالجون المشاكل الأساسية» جرين الذي أدلى بشهادته هذا الصيف أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ حول بلورة سياسة الولاياتالمتحدة تجاه اليمن، قال فيها إن الولاياتالمتحدة بحاجة إلى اعتماد إستراتيجية تتضمن تقديم خطة خروج مناسبة للرئيس علي عبدالله صالح. وقال إن ذلك يتطلب أن يتبعه إعداد برنامج تدريب أكثر حيوية للقوات اليمنية، وأن يصل ذلك بشكل كامل إلى المستوى المحلي. وأضاف جرين «إن الولاياتالمتحدة بحاجة إلى إستراتيجية أكثر فاعلية للتأثير داخليا». ويقول جرين «إننا نحتاج إلى إستراتيجية مؤثرة تتخطى سياسات العاصمة، وتتجاوز الانحياز ضد المؤسسات، وتسمح للولايات المتحدة أن تتخلى عن الهروب من تحمل المخاطرة عندما يتعلق الأمر بالمخاطر التي قد يتعرض لها أفرادنا». اقترح جرين وهول أن يكون هناك نشاط أكثر في المحافظات بدلا من العمل خلف جدران السفارة. وقالا إن ذلك سيساعد على التعرف على المشاكل الاجتماعية والسياسية التي تستغلها القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتعمل على توظيفها لصالحها. ويتفق مع هذا الرأي المحقق السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالية، علي صوفان، وهو مؤلف كتاب «الرايات السوداء – الرواية من الداخل عن أحداث 11 سبتمبر والحرب على القاعدة» ويضيف صوفان «القاعدة في اليمن تنمو بشكل سريع وذلك يعود للوضع السياسي والقبلي في اليمن. ولن تستطيع أمريكا هزيمة القاعدة إلا إذا فهمنا تماما طبيعة العدو الذي نواجهه» وبحسب هول الذي يساوره القلق بأن يؤدي الاستخدام المتزايد للطائرات بدون طيار إلى نتائج عكسية، فإن الكيفية التي تقاتل بها الولاياتالمتحدة عدوها تعد بنفس القدر من الأهمية. ويقول هول «سنراقب الخطوات التي ستتلو الغارة على العولقي، رغم إحساسي بأن سيكون هناك المزيد والمزيد من الطائرات بدون طيار، ولكن ليس المجهود المتكامل الذي نأمله و الجهود اليمنية المتواصلة». أعتقد إن إستراتيجية الولاياتالمتحدة الخاصة بالاستخدام المفرط للطائرات بدون طيار ستفشل في كسب تأييد اليمنيين أنفسهم وهي بذلك تزيد من احتمالية اتساع التأييد القبلي لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في حالة سقوط ضحايا مدنيين.