أمضى محمد ناصر أسبوعاً أملاً في الحصول على منزل ليقضي إجازة عيد الأضحى المبارك فيه هو وأسرته في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار إيجارات المساكن والشقق المفروشة في مدينة عدن كبرى مدن جنوب اليمن إلى أرقام قياسية مع دخول فصل الشتاء وازدياد النزوح السكاني إلى المدينة وتزايد أعداد الوافدين إليها لقضاء إجازة العيد. يتحدث ناصر (45 عاماً) القادم من مدينة أب وسط البلاد ان أسعار المساكن المخصصة للإيجار ارتفعت عن العام السابق بنسبة تجاوزت 100 %. وبحسب ناصر الذي تحدث للمصدر أونلاين فان ملاك المساكن والشقق المفروشة والفنادق رفعوا الأسعار بشكل جنوني وبالكاد استطاع إن يحصل على منزل ليقضي فيه نصف إجازة على غير المعتاد بسعر وصفه بالخيالي في المدينة التي يزورها بشكل دائم خلال الشتاء مستمتعا هو وأسرته بشواطئها الخلابة و بدفء أجوائها. أسئلة كثيرة وجدناها لدى القادمين والوافدين على مدينة عدن التي تشهد بحسب الإحصاءات الرسمية تسجيل قرابة نصف مليون زائر خلال إجازة عيد الأضحى المبارك سنويا حول حمى ارتفاع أسعار تأجير المساكن هذا العام وصعوبة الحصول عليها سيما مع تزايد أعداد النازحين إلى المدينة الذين تجاوز عددهم الإحصاءات الرسمية 100 ألف نازح قرر الكثير منهم منذ تصاعد العنف والمواجهات في محافظة أبين إلى الشرق، للبحث عن مساكن هربا من مدارس لاتلبي أدني شروط العيش فيها. يقول رائد الأصبحي (35 عاماً) من أبناء مديرية الشيخ عثمان ان الأشهر الماضية شهدت ارتفاع متصاعد في الإيجارات للمساكن عقب المواجهات في أبين بين الجيش ومن تتهمهم الحكومة بالانتماء لتنظيمات متطرفة أو ما بات يعرف بتنظيم القاعدة، وهذا بدون شك زاد من إطماع المؤجرين الذين، ينتظرون مع تزايد الطلب أسعار تصل إلى 100% عن الأسعار السابقة والمتعارف عليها. ويشر الاصبحي إلى ان المساكن في الاطراف شملتها هذه الطلبات المتزايدة، وبحسب الاصبحي فإن الشقق بالإحياء الشعبية التي كانت أسعارها الى ماقبل 4 أشهر بحدود 20 ألف ريال (85 دولار أمريكي) وصل سعرها إلى 60 ألفاً. وهو راتب شهر كامل لموظف متوسط الدخل في قطاع الدولة. وهذا بحسب رائد خطر قد يجد الشباب أنفسهم والمستأجرين القدامى أمام تحديات أطماع المؤجرين مع تنامي الطلب علي الايجارات، حيث وصلت إيجار المبيت في بعض الشقق إلى 1000 دولار شهرياً. ويرى محمد عبدالرزاق (55 عاماً) ان الارتفاعات في اسعار المساكن المؤجرة غير مبررة، مستشهدا بزيارته لمدينة عدن خلال العام الماضي الذي تزامن مع انعقاد بطولة كأس الخليج العربي «خليجي 20» والتي احتضنتها المدينة ولم يصل الارتفاع الى هذه الحدود. ويضيف «قبل 7 أشهر كانت الفنادق شبه فارغة من الزوار وأسعارها تتوافق مع ظروف كل الناس واليوم خصوصا مع النزوح الكبير الى المدينة من وسط وشمال وشرق البلاد، فقد رمى بظلاله على الاسعار».
ويعتبر مراقبون يمنيون ان ابرز أسباب المشكلة غياب قوانين منظمة بعد تعطيل قانون منظم لهذه العملية في البرلمان الذي سيطر منذ تأسيسه حزب الرئيس علي عبدالله صالح المؤتمر الشعبي العام. وعلى الرغم من غياب الإحصائيات الرسمية لزوار المدينة خلال هذا الموسم ومع إغلاق عدد كبير من المنشات السياحية خلال هذا الموسم في المحافظة والتي تضررت بسبب انحسار النشاط السياحي في المدينة الحيوية، فان أعداد من الزوار يعتزمون الاستمتاع بدفء الشتاء على خيام بالقرب من الشواطئ الخلابة التي تمتد بين السهل والجبال في أقصى جنوب الجزيرة العربية. وشهدت محافظة أبين قبل أشهر مواجهات بين قوات الجيش اليمني ومتشددين يعتقد ارتباطهم بتنظيم القاعدة، خلفت الكثير من القتلى ونزح بفعلها عشرات آلاف المدنيين في معظم مديريات المحافظة، كما أدت أجواء الحرب مع قصف قوات صالح لمناطق في العاصمة صنعاء ومدينة تعز إلى نزوح سكاني استقر بهم المقام في مدينة عدن التي تتمتع باستقرار نسبي مقارنة بتلك المناطق.